نشرت مؤخرا نتائج دراسة حول تحسين التحكم بارتفاع ضغط الدم وتحقيق معدل الضغط الطبيعي مبكراً(آ- دراسة تشينج = (I-change Study. وقد تم نشر نتائج الدراسة في دورية) مودرن مديسين ميدل إيست =(Modern Medicine Middle East، ووزعت على على عدد كبير من الأطباء المعنيين في أنحاء المملكة. الدراسة، التي نُفذت في المملكة العربية السعودية، قد ركزت على مرضى ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط، والذين يخضعون لعلاج أحادي الدواء. فبعد تغيير إستراتيجية العلاج ل 1288 مريضا مشاركا في الدراسة– من خلال إضافة دواء ثان مضاد لارتفاع ضغط الدم أو إعطاء مزيج ثابت من الأدوية – تبين أن نسبة 62.7% من المرضى قد حققوا معدل الضغط الطبيعي أي 120/80. كما تم ملاحظة تقدُّم ملحوظ لنسبة 82.1% من المرضى المشاركين وغير المصابين بمرض السكري، في الوقت الذي لوحظ تقدم في تحقيق معدل الضغط الطبيعي لم يتجاوز 37.3% لدى المرضى المشاركين والمصابين بمرض السكري. وفي تعليق له على نتائج هذه الدراسة، صرح الدكتور هشام يحيى، استشاري الامراض القلبية "يشكل ارتفاع ضغط الدم مشكلة صحية عامة رئيسية. فهذا القاتل الصامت يُمثل أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم. كما أن مرضى ارتفاع ضغط الدم معرضون لخطر كبير بالإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، خصوصاً في المملكة العربية السعودية، حيث تضع التقديرات نسبة السعوديين المصابين بارتفاع ضغط الدم في حدود 20%. وبالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم (القاتل الصامت)، يشكل كل من التدخين ومرض السكري والعوامل الوراثية أسباباً رئيسية لإصابات الأمراض القلبية والأوعية الدموية والأمراض الدماغية الوعائية وأمراض الكلى المسببة للفشل الكلوي والوفاة". وحول نفس الموضوع قال الدكتور صلاح موسى،: "هذه المشكلة الصحية العامة تحتاج لمعالجة فعالة وفي الوقت المناسب، من أجل تفادي تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية البالغة الحدة، نظراً إلى أن غالبية الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم لا يدركون أنهم مصابون بهذا المرض. لذا، ومن خلال اطلاع المجتمع الطبي في المملكة على نتائج دراسة (آ- تشينج)، سوف يتمكن الأطباء المعالجون من معرفة المزيد عن إستراتيجية العلاج والتحكم بها بشكل أفضل وبالتالي مساعدة مرضاهم على تحقيق معدل ضغط الدم الطبيعي وتجنب المضاعفات القاتلة التي عادة ما تترافق مع حالة ارتفاع ضغط الدم". ارتفاع ضغط الدم مشكلة صحية عامة رئيسية حول ارتفاع ضغط الدم يتصدر ارتفاع ضغط الدم الأسباب الرئيسية للوفيات في العالم. وهو يشكل مشكلة صحية خطيرة ومتفاقمة تمس حوالي 1.2 مليار نسمة في العالم. كما أن ارتفاع ضغط الدم مرتبط بشكل وثيق بمخاطر الإصابة بالسكتة القلبية والسكتة الدماغية والقصور القلبي والفشل الكلوي والوفاة. وعلى الرغم من الدور الأساسي الذي يلعبه العلاج بالأدوية في إدارة حالة ارتفاع ضغط الدم، إلا أن العقاقير وحدها قد تكون غير فعالة أحياناً. ونتيجة لذلك، وبالرغم من إحداث تغييرات في نمط الحياة واستخدام عناصر مضادة لارتفاع ضغط الدم، فإن 50% تقريباً من مرضى ارتفاع ضغط الدم تبقى حالتهم خارج الانضباط والتحكم، ونسبة 15- 20 % منهم يُظهرون مقاومة للعلاجات. تقرير منظمة الصحة العالمية 2013. وفق تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2013، فإن الأمراض غير المعدية مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، السرطان، السكري والأمراض الرئوية المزمنة قد تجاوزت الأمراض المعدية في نسبة التسبب بالوفيات في العالم. وقد شهدت الجهود الدولية لمواجهة تحديات الأمراض غير المعدية دفعاً قوياً منذ الإعلان السياسي للأمم المتحدة عام 2011 حول الوقاية والتحكم بالأمراض غير المعدية. ومنظمة الصحة العالمية بصدد تطوير خطة عمل دولية للأعوام 2013 – 2020، بهدف تقديم خارطة طريق تتعلق بمسألة الوقاية والتحكم بالأمراض غير المعدية. على المستوى العالمي، فإن أمراض القلب والأوعية الدموية تتسبب ب 17 مليون حالة وفاة سنوياً،- ما يمثل ثلث إجمالي الوفيات تقريباً. وتمثل مضاعفات ارتفاع ضغط الدم 9.4 حالات وفاة في العالم سنوياً من أصل ال 17 مليون وفاة. إن ارتفاع ضغط الدم مسؤول عن ما لا يقل عن 45% من الوفيات المتأتية من الأمراض القلبية، و51% من الوفيات المتأتية من السكتات الدماغية. في عام 2008 على المستوى العالمي، 40% تقريباً من البالغين في سن ال 25 وما فوق، تم تشخيص إصابتهم بارتفاع ضغط الدم. هذا وقد سُجل ارتفاع في عدد المصابين بهذا المرض من 600 مليون عام 1980 إلى مليار عام 2008. كما لوحظ وجود أعلى نسبة إصابات بالمرض في مناطق أفريقيا وهي 46% لدى البالغين في سن ال 25 وما فوق، فيما سُجل أدنى نسبة إصابات بالمرض في دول أمريكا وهي 35%. يُستنتج من هذه الأرقام أن الدول العالية الدخول لديها أدنى نسبة إصابات بارتفاع ضغط الدم (أقل من 35%) بينما المجموعات الأخرى لا تقل لديها نسبة الإصابات لديها عن 40%. حوالي 80% من حالات الوفيات جراء أمراض القلب والأوعية الدموية تحدث في الدول ذات الدخول المنخفضة إلى المتوسطة. فهي الدول الأقل قدرة مالياً على مواجهة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية للمشكلات الصحية العامة. هذا وتُظهر الدراسات والاحصاءات أن معدلات الوفيات في الدول المنخفضة الدخول أعلى من تلك الحاصلة في الدول المتقدمة.