إلى الصديق الدكتور عبدالله الغذامي في عامه السبعين ما كان أسرعَها خطى الأيامِ أرأيتَ كيف تمرُّ يا (غذامي) هل تدرك الأعمارُ أن سنينها طارت بنا خيلاً بغير لجامِ ما أن نراها في الهموم بطيئةً حتى نراها كانطلاق سهامِ بالأمس كنا كالزهور نضارةً فيه نرى الأيامَ كالأحلام كنا نَهيم بكل وادٍ للجمال نحوم حول وروده بهيام نقضي حقوقاً للشباب ولهوه وحياتنا تمضي بغير نظام واليوم أصبحنا وقد قَرُبَ المدى كبواشقٍ عجزت عن الآكام تمضي الحياة بنا إلى آجالنا أيامُها كطريدة الضرغام تتسابق الأعوامُ في أعمارنا حتى نرى الأعوامَ كالأيام وحديثنا المأثور في جلساتنا عن سائر الأوصاب والآلام نُزجي سحابةَ ليلِنا ونهارِنا نرجو من الرحمن حسنَ ختام **** كأسُ الشباب لذيذةٌ لكنها مُزجت بماء الوهم والآثام كم قد شربتُ وكم لهوتُ بساحها وتركتُ راحلتي بغير زمام حتى أفقت وفي رصيد غِوايتي جبلٌ من الآثامِ والأوهامِ فختمتُ باب غوايتي بندامتي وسحبتُ من ساحاتها أعلامي ورجعتُ للرحمن جلّ جلالُه وكففتُ عن عتَباتِها أقدامي **** فتحتْ لك السنواتُ بابا ساميا ففتحتَ بابَك للتراث السامي وحفظتَ حقَّ الله في الدنيا، فلم تخلطْ حدودَ حلاله بحرام ووعيتَ آثار الأوائل يافعا وعرفت عزةَ مجدها المترامي وذهبتَ تنهل من معينِ تراثها وتسير بين حقوله كالظامي فرأيتَ في نقد الثقافة منهجاً ببصيرة المُتَفكِّرِ المقدام فنزعتَ عن نسَقِ الثقافة ختمَه وكشفتَ ما فيه من الإيهام فإذا ثقافة (أهلنا) موشومةٌ بغرائبِ الأفكار ( والأوشام) **** سبعون أهدتك الوقارَ وتاجَه فافتح يديك وحيّها بسلام خلعت عليك مع الوقار مهابةً ومع المهابةِ حكمةَ (النَّظَّام) سبعونَ ما خذلتك فيها فكرةٌ أغرتك بالأوراق والأقلام تجري وراء الضوءِ في ومضاتها وسواك خلف الضوءِ في الإعلام **** تمضي السنينُ وأنت خلف خطوطها متجددَ الأفكارِ والإلهام روحُ الشباب تحيط فيك وعزمُه من قال إن العمر بالأرقام