حينما تسير في الكثير من المجمعات التجارية أو الأماكن العامة حتماً ستتعجب من التغير اللافت لأشكال شعر بعض الشباب، حيث لم تعد قصات الشعر العادية أنيقة وعصرية -بالنسبة لهم-، إذ بادر البعض بحلاقة جزء من الشعر وترك شعيرات على الرأس، فيما لجأ آخرون إلى استخدام كمية كبيرة من "الجل" ليظهر الشعر بشكل لامع للناظرين، كل ذلك من أجل الخروج بمظر حسن، وربما تعمد البعض إلى صبغ الشعر بألوان فاقعة كانت حصراً على الفتيات!، وعلى الرغم من كل الحديث حول الحريات الشخصية، إلاّ أنّ البعض لا يهدف إلى رسالة ما، ولكنه مجرد مقلّد، يحاول بشتى الطرق أن يكون "شاب كول"، وهو في الواقع ضحية للموضة. ويحاول الشاب بطبيعته -خصوصاً المراهق- أن يثبت حضوره الفردي، فهو يعيش مرحلة انتقالية، فيعامل كأنه غير مستقل وذلك مايرفضه دوماً، وقد نحتاج كثيراً إلى ضرورة إعادة النظر في مجتمعاتنا لملابس الشباب، وقصات شعورهم، وكل ما يتعلق بهم، فهي تشكل جزءًا من الهوية التي ينتمون لها، قد توقدهم الرغبة القوية في التغيير لكل ما هو حديث لا يليق بهم!؛ مما يجعلنا نتساءل: ماالذي يريده الشباب من هذه الصرعات؟ ضعف الوازع الديني وذكر "ناصر القحطاني" أنّ ضعف الوازع الديني عند أغلب الشباب جعلهم يمارسون سلوكيات أشبه بما تكون طايشة، موضحاً أنّ الدين الإسلامي أمرنا بالتحلي والتقيد بسنة النبي -صلى عليه وسلم- والالتزام بالتعاليم الإسلامية، وتطبيقها، حيث إنّ البعض من الشباب لا يعلم أنّ ما يفعله مخالف للدين، ويكمن السبب في ضعف الوازع الديني، لافتاً إلى أنّ للمدرسة دورًا فعالًا في حث الطلاب على التقيد بالسلوك الحسن الذي أمرنا به ديننا الإسلامي بعدم تقليد الممارسات الدخيلة على المجتمع، مشيراً إلى أنّ من يقصون شعورهم بشكل غريب يحتاجون إلى النصح حتى يسيروا على الاتجاه السليم. إبراهيم شمس لفت الانتباه وبيّن "إبراهيم شمس" أنّ بعض الشباب يبحث عن لفت الانتباه عندما يمارس أموراً غريبة في المجتمع مثل قصات الشعر الغريبة، أو غيرها من الأمور الأخرى التي تعتبر دخيلة على المجتمع وانتشرت بين أوساط الشباب، معتبراً أنّه من خلال حلق البعض من الرأس وترك الجزء الآخر يستطيع الشاب لفت الأنظار، موضحاً أنّه يمكن لفت الانتباه من خلال أمور أخرى ليست مختصرة على حلق الرأس أو حلق جزء منه، وإنما من خلال التزين بحدود المظهر العام، أو من خلال اللباقة في الحديث، وغيرها من الأمور الأخرى التي تحسن مظهر الشاب بشكل عام. تركي الزائد تأثيرات جانبية وأشار "تركي الزائد" إلى أنّ الأفلام الأجنبية والانفتاح المهول على العالم من خلال مواقع التواصل له تأثيره، حيث أدى ذلك إلى محاولة البعض تقليد ما يشاهدونه من قصات الشعر الغريبة، أو العناية المبالغة في الجسم، وغيرها من السلبيات الأخرى التي يشاهدها الشاب في سن المراهقة ويتأثر بها، لافتاً إلى أنّه في السابق كان الوضع نقيضاً للآن تماماً، حيث كان أغلب الشباب ملتزمين بالعادات والممارسات الجيدة، معتبراً أنّ الوضع اختلف عن سابقه؛ بسبب دخول القنوات الفضائية إلى البيوت؛ مما أكسب الشاب عادات غريبة على مجتمعه. محمد البخيت عادات وتقاليد وقال "محمد البخيت" إنّ الكثير من الشباب أصبح يتابع آخر الموديلات في قصات الشعر، حتى أصبح يتباهى أمام زملائه بأنّه هو من يأتي بالموضة الجديدة، معتبراً أنّ مثل هذه التصرفات قد تنقص من مكانة الشخص أمام الآخرين، خصوصاً عند كبار السن الذين يعتبرون أنّها مخالفة للقيم والعادات والتقاليد، لافتاً إلى أنّ الأغلب من المراهقين يأتي بقصات شعر غريبة وتكون مقززة عندما تراها، معتبراً أنّ دور الأب والأم في توجيه أبنائهما بالتحلي بما يوافق العادات التي ورثوها من الآباء والأجداد مهم جداً في رفع مستوى الشاب في جانب العادات والتقاليد. ناصر القحطاني حلاقة القزع وأضاف "سيف القحطاني" أنّ قصات الشعر التي فيها نوع من الغرابة في حلق الرأس بشكل غريب أو أن يكون الشعر "قزع" من السلوكيات الخاطئة، التي يمارسها الكثير من الشباب في سن المراهقة، معتبراً أنّها ترجع إلى الشخص نفسه، حيث يعتبرها البعض من منظور حرية شخصية، ولا يستطيع الآخرون التدخل فيها، والبعض الآخر يرى أنّها مخالفة للتعاليم الدينية التي أمورنا بها، مشدداً على أنّ قصات الشعر الغريبة تعدّ ظاهرة وأصبحت تنتشر بشكل كبير، حيث تكثر رؤيتها في الأماكن العامة المختلفة خالد الأحمري مجتمع محافظ وشدد "خالد الاحمري" على ضرورة تعزيز جانب الوعي عند الكثير من الشباب، خصوصاً من هم في سن المراهقة، من خلال البيت أولاً في تثبيت وترسيخ المبادئ الجليلة، ومن ثم المدرسة في تعزيز جانب التعاليم الحنيفة والاقتداء بسنة المصطفى -عليه الصلاة والسلام-، معتبراً أنّ أغلب الشباب يحتاجون إلى المزيد من التوعية والتثقيف في جانب قصات الشعر الغريبة والمختلفة التي باتت تنتشر بين أوساط الشباب، ولا يعرفون مدى تأثيرات ذلك على المجتمع، لاسيما أنّ مجتمعنا يعتبر من المجتمعات المحافظة التي لها ماض نفتخر به ولا نسمح بدخول تلك الممارسات إلى مجتمعنا المحافظ. سعيد القحطاني متحدثاً للزميل مشاري المطيري نظرة سلبية وأوضح "سعيد القحطاني" أنّ البعض من الشباب عندما يثير قصة شعر غريبة في المجتمع يتبادر في ذهنه أنّه فعل شيئاً جميلًا أو أنّه شخص متطور ومواكب في عصر الموضة، لافتاً إلى أنّ هذا المفهوم العالق في عقل الشاب غير صحيح، معتبراً أن الشاب الذي يتصرف بمثل تلك التصرفات ينظر إليه الناس من خلال منظور سلبي لا إيجابي. قصات الشعر الغريبة تقليد أعمي يقتدي بعض المراهقين بالمشاهير في حلاقة الشعر واللبس تأثر الشباب بما يشاهدونه دفعهم لمحاولة محاكاته