كان الهلال أمس (الاربعاء) قاب قوسين أو أودنى من العودة من الدوحة بنقاط مواجهته الآسيوية الثالثة امام السد كاملة بعد أن قدم مستوى جيدا حتى وهو يلعب بنصف فريق تقريبا إثر غياب روح ومستوى سلمان الفرج والاكوداوري كاستيلو وياسر الشهراني واختفاء ناصر الشمراني وإجهاضهم لتفوق فريقهم بأدائهم الباهت وبرودهم وروحهم الغائبة وعدم تقديرهم لجماهيرهم سواء في الوطن التي تابعتهم من خلال الشاشة الفضية او جماهيرهم التي تحملت عناء السفر ومشقته وحضرت بقوة وساندت، لكن هؤلاء اللاعبين خيبوا الظن من دون أن يكون لهم عذر (واذا كانوا يعانون من شيء فليبلغوا الادارة ويشرحوا لها)، فالدوسري رضخت هذه الإدارة لكل مطالبه وجددت له برقم فلكي ومستوى متواضع، ولانعلم كيف تم تقييم عطائه وعلى أي أساس، ويبدو ان العاطفة والعلاقات الخاصة التي لا تراعي مصالح الفريق كانت وراء التجديد معه على الرغم من انه لم يقدم مايشفع له، وكانت مباراة البارحة فرصة له لرد الدين للإدارة التي أكرمته، بهذا العقد لكنه ظل كما هو برود وأداء باهت شاركه بالعطاء المتدني الفرج الذي تسبب عدم تركيزة وفلسفته في ارتداد الكرة وتسجيل الهدف الثاني للسد، واللافت انه قبل التجديد معه - أي الأخير- كان نجما بارزا في قيمة الفريق، ومجرد الامضاء على التجديد، يغيب مباريات عدة، ويحضر مباراة واحدة. في الهلال هناك اخطاء قاتلة يرتكبها اللاعبون داخل المستطيل الاخضر، يقابلها اخطاء ادارية اشد خطرا وفتكا، فاللاعب مجرد نهاية عقده يبدأ التهديد بالانتقال وتسريب اخبار مفاوضات الاندية المنافسة، وخشية ردة الفعل الاعلامية والجماهيرية لاتتوانى في تلبية مطالبة حتى لو كان مستواه (صفرا على الشمال)، مثل الدوسري في هذا الموسم تحديدا بعدما برز في مواسم سابقة قبل ان يتعرض للاصابة ويتعالج منها ويعود بمستوى باهت وصورة ضعيفة، ولانعلم ماهي الفائدة اذا خسر الفريق احتلال خانة من لاعب يعيش ضعف فنيا، يتبع ذلك خسارة الملايين التي ترهق ميزانية النادي واهدار ثرواته التي يجينها من الشرفيين وعقود الرعاية. الحكنة الإدارية لابد أن تحضر.. والأموال من دون فكر لاتصنع النجاح! نعرف ان الهلال هذا الموسم يعيش على الانفاق بصورة كبيرة من عضو شرفه الأمير احمد بن سلطان، وهذه المواقف تعكس حبه وقربه من الادارة وحرصه على خدمة الكيان واسعاد جماهيره، ولكن في بعض الاحوال ليس المال كل شيء، مالم يكن هناك تقييم فني صحيح تفرضه حاجة الفريق لملء المراكز بعناصر مفيدة سواء التي يتربط معها النادي بعقود او التي يجلبها من خارجه، العاطفة والعلاقة الشخصية وهذا اللاعب يقدره عضو الشرف الفلاني، وآخر معجب به عضو الشرف العلاني انتهى زمنها، مع حلول نظام الاحتراف الذي اصبح بكل أسف احتراقا للاعب واحتراقا للملايين التي تنفقها الاندية من دون فائدة، وبدلا من المنافسة على اللاعب المفيد، باتت تتنافس على اضعاف بعضها وابرام الصفقات الاعلامية التي يرادها بها استفزاز النادي المنافس فقط وسرعان مايتم رمي اللاعب الى خانة النسيان والبعض نراه الآن في اندية صغيرة لأن المبالغ التي انفقت من اجل التعاقد معه لاتعكس قيمته الفنية واهميته انما لأن هناك مزايدات غير نزيهة ووسط يعيش بلا نظام، وهذا ينم عن عقلية ادارية متخلفة في جل الاندية التي فشلت حتى الآن في ايجاد عمل مؤسساتي يفرض عليها الاستعانة بخبراء يقيمون كل لاعب وعمل موسم كامل بعيون فاحصة ونظرة ثاقبة وتفكير لاتتحكم به المجاملات. لاعبون بلا تركيز وعودة الى تدهور الحالة الفنية لدى بعض لاعبي الهلال، فالشهراني يقدم مجهودا وحركة، ولكن من دون فائدة وسرعان ماتتحول منطقته الى مسرح لعمليات هجوم الفريق المقابل وخطورة بالغة على مرمى الهلال وحارسه، والاغرب من ذلك ان الفريق لا يجيد في الهجوم، ولا ينجح في الدفاع ويزيد الطين بله الاندفاع وهو متقدم بنتيجة 2-1 كالذي فعله امام السد من دون احكام، والهدفان اللذان ولجا مرمى فايز السبيعي اشبه بسابقيهما من الأهداف في الدوري السعودي وكل المسابقات التي شارك فيها الهلال عن طريقه حتى وإن شاركه الشهراني في مسؤولية الهدف الأول. أما المهاجم ناصر الشمراني والذي كان الأبرز في المواجهات السابقة والذي تعقد علية الجماهير الهلالية والسعودية آمالا كبيرة نظرا لخطورته وقدرته على اختيار الاماكن المناسبة للهروب من مراقبة الخصم فغاب أمام السد كما هو الحال أمام سباهان، صحيح انه يتعرض لرقابة شديدة وهذا أمر متوقع، ولكن من الممكن ايجاد بعض الحلول التي تفك هذه الرقابة وتنقذه منها، وتوفر لفريقه فرصا افضل للتسجيل. وربما لانبالغ لو سمينا بعض لاعبي الهلال بمجموعة "الاندفاع السريع" فهم يندفعون الى الأمام من دون تركيز، وتأمين للدفاع والمساحات الموجودة في ملعبهم وتمكن الخصم من العبور الى مرماهم بطرق سهلة واخطاء بدائية على الرغم من توجيهات مديرهم الفني سامي الجابر بالهدوء والتركيز والمحافظة على التقدم، ومشكلة بعضهم عدم استيعابهم للدروس في المباريات الماضية محليا وخارجيا والتي حصلت فيها الأخطاء ذاتها، وتكررت أمام السد وحرمت فريقهم من فوز مستحق، ومهم كان سيريحه بصورة أفضل في ظل الفرص التي لاتزال كبيرة، فالهلال لم يخسر الكثير، وهناك جولات الإياب اثنتان منها أمام السد وسباهان على أرضه، وفرص تأهله لم تنته بعد بشرط العمل على دراسة الأخطاء وتلافيها وإحساس الفرج وعبدالعزيز الدوسري والشهراني وكاستلو والبقية بالمسؤولية فهم من سيقود الفريق، إما الى التأهل أو الى توديع البطولة الآسيوية باكرا. وبالنسبة للجابر الذي وضعته الادارة امام فوهة المدفع والاندفاع والانفعال الجماهيري والاعلامي مناصرين وغير مؤيدين فلابد ان يعيد حساباته، و(نظن ان الرسالة وصلت اليه من الجميع اكثر من مرة) وان يعيد للدفاع توازنه وتحريره من السرحان، وترك المساحات فارغة من دون تغطية من لاعبي الوسط عند تقدم الاظهرة، والملاحظ ان الفريق يؤدي جيدا الى ان يتقدم على الخصم فتحدث الربكة والاخطاء، وهذا يعني ان عناصر الدفاع لايعرفون ماذا يفعلون عندما يتقدم الفريق وعندما يتأخر او يكون متعادلا، ولو جئنا للمنطق لوجدنا ان الهلال يلعب باكثر من ثلاثة مستويات في المباراة الواحدة و(كأنها فصول السنة) بسبب غياب التركيز، ففي لحظة الحاجة الى الدفاع يهاجم، وعند ضرورة الهجوم، يعيش تباعدا وفوضى وكسلا لدى بعض اللاعبين، ووقت الحاجة الى التعادل تدب الفوضى وعدم التماسك في صفوفه ومن ثم كثرة الاخطاء القاتلة، ولنفترض ان خطة المدرب لاتساعد، فهنا يأتي دور عناصر الخبرة وكيفية تسيير اللقاءات لصالحهم. اما الادارة اذا كانت ترى ان الجابر هو المسؤول فنيا واحمد بن سلطان هو من يدعم وبالتالي عدم تحمل ادنى اي مسؤولية فهي ترتكب كارثة بحقها وبحق الكيان و(سواء كان سامي ناجحا او سيئا فهي تتحمل مسؤولية توليه قيادة الفريق)، لابد ان تحاسب وان تعاقب المقصر، وتدافع عن الُمجد، وتحمي النادي بأكمله من اي عبث سواء داخلي او خارجي، اما ان لاتظهر الا عندما يمسها النقد، ولاتفعل ذلك عندما يتعرض الكيان للهجوم والاساءات فهو بمثابة منزلة العاجز ورفع شعار (فاقد الشيء لايعطيه). ختاما ليس عيبا ان تكون دكة البدلاء هي المكان المناسب لأي لاعب يرى ان نجوميته السابقة تشفع له باحلال الخانة الاساسية من دون ان يقدم عربون ذلك داخل المستطيل الاخضر، ايضا عليه تقدير المسؤولية والشعار، وان هناك ملايين المشجعين يحترقون من اجل معايشة الانتصارات والامجاد في اي بطولة يشارك بها الفريق. الدوسري الفرج