تستعد المملكة لاحتضان أضخم مشروع إنساني واجتماعي يسعى إلى توظيف طاقات النزلاء والنزيلات في السجون إلى جهود فاعلة في المجتمع من خلال الأعمال الحرفية والمنحوتات الفنية التي سينفذونها، بهدف تشغيل النزلاء والنزيلات على حد سواء، وتوفير نقاط بيع لمنتجاتهم الحرفية والفنية في جميع المولات التجارية والمطارات في المملكة. كشف هذا ل» الرياض» مدير عام مؤسسة العلياء الفنية والحرفية عبدالحافظ جماح الغامدي، وقال: ان المؤسسة تعمل تحت مظلة المديرية العامة للسجون وتسعى إلى تفعيل مرحلة ما بعد السجن للنزيل والنزيلة من خلال تدريبهم طوال فترة بقائهم داخل الإصلاحية والاستفادة من مجهوداتهم، وتوظيفهم في نقاط البيع بعد انتهاء محكوميتهم، إلى جانب توفير مجمع فندقي للنزلاء والنزيلات بأسعار رمزية. وزاد أن المؤسسة بالتعاون مع السجون وأمانة العاصمة المقدسة ممثلة في ضيافة البلد الأمين وقعوا اتفاقية تفعيل توطين الهدايا المكية بأيادي نزلاء الإصلاحيات. وأشار أن العمل يقوم على الجانب الإنساني والاجتماعي أكثر من الربحي، وبتوجيهات من الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية ومدير عام السجون اللواء إبراهيم الحمزي ونخبة من رجال الأعمال منهم الشيخ عبدالله بن لادن، والشيخ أسامة الفيلالي والدكتور إبراهيم الصيني وأسامة البار والمهندس أحمد عزام، ووكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة عبدالعزيز الخضيري رئيس مجلس الإدارة لضيافة البلد الأمين. وأبان أن الجهود تتضافر لتطوير المراكز التدريبية بداخل السجون لتقدم الأعمال بدرجة عالية من الدقة والجودة، كما أن القوى الإنتاجية في المرحلة الأولى ستكون قادرة على إنتاج 20 ألف قطعة يوميا، ونعمل على خلق عدد من الوكلاء في العالم لتصدير المنتجات من المحلية للدولية، وأشار إلى أن الهدايا المكية ستكون عبارة عن لوحات صخرية ومنحوتات يدوية كمجسمات للمشاعر الإسلامية مثل مفتاح الكعبة والحجر الأسود، ومقام سيدنا إبراهيم عليه السلام. وأضاف الغامدي أن أمانة جدة أعطت المؤسسة أرضا مساحتها 14 ألف متر مربع لإقامة أكبر متحف عليها يضم جميع أعمال النزلاء والنزيلات الحرفية والفنية ولتكون أول مركز رئيسي للمبيعات الدائمة ونقل جميع أعمال النزلاء والنزيلات على أرضها، كما أنه سيكون معرضا سنويا بمشاركة جميع نزلاء وسجون دول الخليج، ليكون معرضا مشتركا سنويا، موضحا أن التصاميم اكتملت وتم رفع الدراسة للواء إبراهيم الحمزي ليتم تعميده وتنفيذه. وزاد أن المؤسسة بالتعاون مع السجون تعكف على دراسة إقامة عدد من المعارض الخارجية، كما أنها تعمل على إقامة معرض رجال من ذهب، وهو يحكي قصة رجال صنعوا التاريخ السعودي بدءاً بالملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وأبنائه الملوك، إلى جانب المشاريع الجمالية على مستوى المملكة في الميادين والمجسمات واللوحات العملاقة. كما أنهم يعملون على ترتيب معرض مكةالمكرمة والذي يحكي مراحل مكة وبيت الله الحرام وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين، مؤكدا أن جميع هذه المشاريع هي بتنفيذ نزلاء ونزيلات الإصلاحيات، حيث إنه أصبح لديهم القدرة على إقامة عشرة معارض في السنة بإجمالي 500 لوحة لكل معرض.