أطلق صاحب السمو الأمير بندر بن سعود بن محمد رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية أمس، 17 رأساً من المها العربي (الوضيحي) أثناء زيارته محمية عروق بني معارض بصحراء الربع الخالي. ونوه رئيس هيئة الحياة الفطرية، بدور الفريق البحثي المكون من جامعة الملك سعود ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والهيئة السعودية للحياة الفطرية في إعادة توطين المها العربي، مؤكداً أهمية الحفاظ على الحياة الفطرية لما لها من أثر كبير في تحقيق التوازن البيئي والطبيعي في الحياة البشرية، ثم جال في محمية عروق بني معارض واطلع على سير العمل فيها وما تحتويه من حياة فطرية ومعالم طبيعية. وأوضح مدير محمية عروق بني معارض حمد القحطاني، أن المحمية تأسست عام 1413، وتبلغ مساحتها الإجمالية 11.980 كيلو مترا مربعا، وتهدف إلى المحافظة على النظم البيئية المتزنة والتنوع الإحيائي كدعامة أساسية لمقومات الحياة وإعادة تأهيل البيئات، وتوطين الأنواع المتدهورة نتيجة الاستخدام الجائر للموارد وتنمية السياحة البيئية كاستخدام مستدام لموارد المحمية، إضافة إلى إتاحة فرص البحث العلمي والتربية والتعليم البيئي. وبين أن المحمية تتميز بمجموعة من النظم البيئية الصحراوية التي تتمثل في البيئات الرملية والهضاب الجيرية، وتتخللها بعض الأودية، إلى جانب أن المحمية تضم عددا من الحيوانات الفطرية من أهمها المها العربي وظباء الريم والإدمى والذئب والقط الرملي والثعلب الرملي والوبر والأرنب البري، علاوة على أنواع من الطيور البرية، ومنها: الحبارى والقطا والحجل ونسر الأوذون والقنابر وغيرها، إضافة إلى الزواحف كالضب والورل وعدد من الثعابين والسحالي. واستعرض مدير المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية بالطائف أحمد بن إبراهيم البوق، فيها برنامج إعادة التوطين في محمية عروق بني معارض، مبيناً أن أعداد المها العربي في المحمية تقدر خلال عام 2012 بحوالي 100 رأس، فيما تقدر أعداد ظباء الإدمى في الفترة نفسها بين 150 و 200 ظبي، وبلغت أعداد ظباء الريم في عام 2012 بين 300 إلى 400 ظبي. وقدم عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود مشرف كرسي أبحاث الثدييات الباحث الرئيس للمشروع الدكتور عبدالعزيز العقيلي، موجزاً عن الدراسة العلمية لإعادة توطين المها العربي من خلال إطلاق 17 رأساً من المها في المحمية، إذ تم تزويدها بأجهزة تتبع بالأقمار الصناعية وأجهزة تقنية حساسة لقياس درجات حرارة أجسامها وكذلك حركتها، بهدف التعرف على أنماط التكيفات التي تتخذها قطعان المها العربي للعيش والتأقلم على الحياة الجافة والصعبة، إضافة لدراسة أنماط تحركات تلك الحيوانات الفطرية المهمة من خلال نظم الأقمار الصناعية.