يحير فقدان طائرة البوينغ 777 التابعة للخطوط الجوية الماليزية التي اختفت عن شاشات الرادار قبل ثلاثة ايام بين ماليزياوفيتنام، الاخصائيين الذين لا يستبعدون فرضية وقوع اعتداء او حادث نادر. وتشارك فرق بحرية وجوية ضخمة في عمليات البحث للعثور على اي اثر للطائرة بحيث اشير الى مشاهدة حطام مفترض وبقعة وقود ومركب انقاذ، لكن ايا من هذه الفرضيات لم تفض الى نتيجة حتى الآن. وكانت طائرة البوينغ تقل 239 شخصا بين ركاب وافراد الطاقم، ولم ترسل اي نداء استغاثة اثناء الرحلة التي جرت في احوال جوية مواتية. وجابت عشرات السفن والطائرات من عشر دول البحار حول ماليزيا وجنوبي فيتنام وثارت تساؤلات بشأن احتمال وجود ثغرات أمنية محتملة وما اذا كانت قنبلة او محاولة خطف أدت لسقوط الطائرة. وأكدت الشرطة الدولية (الانتربول) أن ما لا يقل عن راكبين استخدما جوازي سفر مسروقين وقالت إنها تتحرى عما إذا كان آخرون على متن الطائرة استخدموا جوازات سفر مزورة. وذكرت صحيفة (ميل أونلاين) البريطانية أن رجل أعمال إيرانيا أشير إليه باسم "علي" فقط، كان قد حجز واشترى تذكرتين للراكبين اللذين استخدما جوازي السفر المزوريّن، وتسعى سلطات التحقيق للتعرف على هوية الإيراني المدعو علي. من جهة أخرى، قال أزهر الدين عبد الرحمن رئيس هيئة الطيران المدني للصحفيين إنه سيتم توسيع نطاق منطقة البحث اعتبارا من اليوم. وأضاف في مؤتمر صحفي "للاسف لم نعثر على اي شيء يبدو انه جزء من الطائرة ناهيك عن العثور على الطائرة نفسها. الشبهات تحوم حول رجل أعمال إيراني اشترى تذكرتين لراكبين مجهولين وقال أزهر الدين إن الرجلين اللذين كانا يحملان جوازي سفر مزورين ملامحهما غير آسيوية لكنه لم يذكر اي تفاصيل. وأظهرت كاميرات المراقبة بالمطار أنهما أتما كل الإجراءات الأمنية. وكان نحو ثلثي ركاب الطائرة من الصينيين. وقالت شركة الطيران إن الجنسيات الاخرى تضم 38 ماليزيا وسبعة اندونيسيين وستة أستراليين وخمسة هنود وأربعة فرنسيين وثلاثة أمريكيين. ويظل اختفاء الطائرة لغزاً محيراً لكل الخبراء الذين لم يشهدوا حادثاً مماثلاً من قبل.. وتبقى التساؤلات المطروحة عليهم: * هل يمكن ان تكون الطائرة انفجرت في الجو؟ - غياب نداء استغاثة ساهم في تنمية التكهنات حول احتمال وقوع حادث كبير على متنها مثل انفجار. وقال كريس دو لافين نائب رئيس مؤسسة فروست وسوليفان المتخصصة في الطيران "قد يتعلق الامر بخلل في الاجهزة او بشيء اخطر من ذلك". وتؤكد السلطات ان الطائرة كانت على ارتفاع 35 الف قدم (11 كلم) فوق البحر عندما فقد الاتصال بها. وقال الخبير "انها الفترة الاكثر امانا في الرحلة" والبوينغ 777 طائرة آمنة جدا "سجلت عددا نادرا جدا من الحوادث" منذ دخولها في الخدمة. واضاف "الامر غريب للغاية". وتحدث جيري سويتمان الخبير المستقل ومقره في اندونيسيا عن "احتمال وقوع انفجار" على علو متوسط او "مشكلة بسيطة" تلاها سوء تقدير من قبل الطاقم. وقال "لا يدركون ما يحصل وتتحطم الطائرة. هذا ما حدث لطائرة اير فرانس" في اشارة الى الرحلة 447 بين ريو وباريس في يونيو 2009. واوقع الحادث 228 قتيلا بينهم 216 راكبا. *ما هو احتمال انفجار الطائرة في الجو بسبب وجود قنبلة على متنها؟ - قال لافين "هذا احتمال. كل شيء وارد الآن الى حين نحصل على معلومات اضافية من الغريب الا يكون هناك نداء استغاثة قبل فقدان الطائرة. خلاصة الامر هي وقوع حادث سريع وضخم". * لماذا لا نزال نجهل الكثير من الامور حول هذه الكارثة الجوية بعد ثلاثة ايام على وقوعها؟ - قال لافين "هناك صعوبة في ايجاد عناصر مادية". واضاف ان خليج تايلاند حيث قد تكون الطائرة تحطمت نظرا الى وجهتها "موقع تكون فيه حركة الملاحة البحرية كثيفة" ما يزيد من فرص العثور على حطامها. لكن يجب التوجه الى المكان والتحقق من الامر وهذا يستغرق وقتا". وتؤكد آخر الملاحظات التي سجلها الرادار ان الطائرة كانت تنعطف قبل اختفائها من الشاشات. وقال جيري سويتمان "يبقى تحديد ما اذا كان المنعطف في برنامج الرحلة او ما اذا حاولت الطائرة ان تعود ادراجها". واضاف "علينا توخي الحذر هل ان المنعطف الذي ظهر على الرادار مقصود او انه يعني ان الطائرة كانت تهوي؟". * هل من الممكن قيادة الطائرة اذا طرأ عطل كبير في اجهزتها؟ - الامر ممكن وفقا للخبراء شرط الا يؤثر ذلك على الوظائف الاخرى للطائرة. يملك الطيارون "اداة شبيهة ببوصلة" توجههم في البحث عن موقع للقيام بهبوط اضطراري. وقال لافين ان الطيارين في حال وقوع عطل خطير في ادوات الملاحة يستطيعون قيادة الطائرة بانفسهم وارسال نداء استغاثة. * لماذا لا تتلقى السلطات اشارات من جهاز تحديد مكان الطائرة في حال وقوع حادث ؟ - قال جيري سويتمان "تأثير الصدمة امر معقد لدرجة ان الجهاز لا يعمل تلقائيا في كل مرة. في معظم الاحيان من المفترض ان يعمل". اما بالنسبة الى الصندوق الاسود او "تسجيلات الرحلة" فيفترض ان يبعث اشارة من عمق البحر يمكن رصدها بجهاز يكشف الموجات الصوتية.