استغل بعض أصحاب شركات الأمن الصناعي توظيف الشباب السعودي تحت مسمى "حارس أمن"، وبراتب زهيد يبدأ من (3000 ريال)، وربما أقل أحياناً، إلى جانب عدم توفير التأمين الصحي، وبدل السكن، ومزايا الترقية، والعلاوة السنوية، إضافة إلى تحديد ساعات و"ورديات العمل"، وتوفير الحماية، والتدريب والتأهيل، وتحقيق الأمان الوظيفي الذي يطمح إليه كل موظف، من خلال العمل بنظام واضح، ويطبق على الجميع، حيث لا تزال تلك المطالب بحاجة إلى تنظيم، ورقيب يتابع كل التفاصيل، ويقف بجانبهم، ويطالب بحقوقهم، وإلزام تلك الشركات بها قبل منحها رخصة العمل. ويؤدي حارس الأمن دوراً كبيراً في منظومة العمل الأمني في أي جهة، ولكنه لا يزال يشعر غالباً بعدم الاهتمام والتقدير، وذلك على الرغم من وقوف البعض في الأماكن المكشوفة ساعات طويلة متأثرين بأجواء الطقس لتنظيم حركة السير، أو تأمين البوابات الخارجية، والآخرون في مراقبة العمل عبر شاشات التصوير، أو تأمين المواقع الداخلية في المبنى من خلال السماح بالدخول أو الخروج أو تسجيل وتفتيش الزائرين. وعلى الرغم من كافة الأعمال والمهام الصعبة لحارس الأمن، إلاّ أن ذلك يتطلب رفع سقف الرواتب، والتي تتراوح بين (3000- 4000) ريال، حيث لا تتناسب مع تكاليف الحياة، ولا تساعد الشاب أو رب الأسرة -الذي يعمل في هذا المجال- على تكوين نفسه والعيش باستقرار، إلى جانب عدم وجود الأمان الوظيفي، حيث أنه مُعرّض في أي لحظة إلى الفصل. ويعاني حارس الأمن المسؤول عن حماية المجمعات التجارية والمنشآت من غياب الأنظمة التي تساعد على حمايته أثناء تأديته واجبه، فقد يتعرض إلى الإيذاء والتعدي من قبل الآخرين، الأمر الذي يتطلب الوقوف بجانبه، عبر سن القوانين والأنظمة التي من خلالها توقف الأشخاص السلبيين عند حدودهم، كذلك يُعاني حارس الأمن من غياب التأمين الطبي الذي يُزيح عنه هم الانتظار داخل المستشفيات الحكومية أو المستوصفات الخاصة، حيث يُعد التأمين من الضروريات المُلحة في أي وظيفة. نظرة دونية.. للأسف! وقال "معيض العتيبي" إن الحراسات الأمنية باتت مطلباً عند أغلب الشركات والقطاع الخاص، وبغير رجال الأمن الصناعي قد يتوقف نشاط تلك الشركة في جوانبها الأمنية أو في الحراسة على البوابات، معتبراً المهنة من أهم المهن في المنشآت والقطاعات الخاصة الأخرى، متمنياً من الجميع حسن التعامل والاحترام مع رجال الأمن الصناعي، لا سيما أن أغلب الجمهور العام ينظر إليها نظرة دونية، أو يعتبرها لا شيء في جميع مهامها، سواء من حراسة أو مراقبة المنشأة، مشيراً إلى أن البعض قد يراها مُكملة للبعض من الأعمال، مبيناً أن مهمتها تكمن في تنظيم حركة السير في المجمعات التجارية، وتفعيل جهاز المراقبة داخل المنظمة، وغيرها من المهام الضرورية والأساسية الأخرى. أمان وظيفي.. وترسيم! وأوضح "سلمان الحسين" أن وضع الحراسات الأمنية ينقصه العديد من الضروريات التي تشكّل لنا تخوفاً، بسبب ظروف الحياة الصعبة التي أصبحت هاجساً نعاني منه على مدار اليوم، لافتاً إلى أن متطلب رجل الأمن هو "الترسيم" داخل المنشأة أو الشركة التي يعمل فيها، معتبراً أن أغلب شاغري الأمن الصناعي هم من المواطنين الذين يحتاجون إلى الأمان الوظيفي، والذي يمكنهم من زيادة الثقة والإنتاجية في عملهم، مؤكداً على أن البعض منهم يعول أسرة كاملة، ويتطلع إلى الحصول على ذلك الأمان الذي يُشجع على التألق والاستمرار. نظام مُحدد وأشار "سهيل البيشي" إلى أن حارس الأمن لا توجد لديه صلاحيات وأوامر يستطيع من خلالها العمل بكل أريحية داخل المنشأة أو داخل المجمعات التجارية أو غيرها من الأماكن الأخرى، مضيفاً أن بعض مشرفي الأمن الصناعي عندما تحدث مشكلة مع أحد من الجمهور الخارجي يُلقي كل اللوم على حارس الأمن الذي أدى واجبه في استخراج "المشاغب" من المجمع التجاري، أو عندما يتحدث حارس الأمن مع بعض الناس عبر توجيههم إلى الالتزام بالتعليمات الأخرى، فيراها المشرف أنها ليست من مهامه، مشدداً على ضرورة وجود نظام مُحدد وواضح تضعه الشركات الخاصة، توضح فيه لوائح وصلاحيات ومهام كل حارس أو مشرف أمن، حتى يستطيع الكل منهم أن يعمل دون تداخل وعشوائية. مطالبهم: زيادة راتب، تدريب، تأمين صحي، أمان وظيفي، توفير الحماية، تحديد ساعات و«ورديات العمل» تدريب وتأهيل وشدّد "أحمد ديبان الفريدي" على ضرورة وجود تدريب وتأهيل من القطاعات الخاصة التي تؤهل الأفراد للعمل في الحراسات الأمنية، معتبراً التدريب من الضروريات التي ينبغي توافرها في "السيكورتي"، لاسيما أن رجل الأمن الصناعي يتعامل مع جميع أطياف المجتمع، ويجب تأهيله بشكل صحيح في كيفية التعامل وحسن الرد ولباقة الحديث، لافتاً إلى أن البعض يرى هذه المهنة غير مجدية في العمل، وأن دورها مُهمش في كثير من الأدوار داخل المنشآت والقطاعات الخاصة، وهذا المنظور نسعى نحن رجال الأمن الصناعي إلى تغييره من أذهان الناس. وسيلة نقل وقال "حسن الزير" إن الرواتب في قطاع الحراسات الأمنية ضعيفة، وبسببها لا يستطيع حارس الأمن السعودي التعايش مع ظروف الحياة الصعبة، مضيفاً أن رواتبهم تتفاوت من (3500) إلى (4000) ريال، وساعات العمل قد تصل إلى (12) ساعة عمل يومياً، مؤكداً على أن الكثير من العاملين لا تتوفر لديه وسيلة نقل توصلهم إلى مقر أعمالهم، وبسببها قد يفقدون نصف الراتب على النقل، لافتاً إلى أن حراس الأمن السعوديين يتطلعون إلى إعادة النظر في الرواتب المقدمة، على اعتبار أنها من أهم الأساسيات في العمل، والتي من خلالها يشعر الحارس بالراحة والأمان، بل وعندها سيُؤدي عمله على أكمل وجه. تأمين صحي وأكد "حسين مجرشي" على أن البعض من الشركات في قطاع الحراسات الأمنية لا توفر للعاملين السعودين تأميناً صحياً يمكنه من الذهاب إلى المستشفيات الخاصة في حال المرض، وكذلك توفير ما يحتاج هو وأبناؤه من الاحتياجات الصحية الضرورية، دون الذهاب أو الانتظار في صالات المستشفيات العامة، مبيناً أن وجود تأمين صحي أصبح ضرورياً مع كل العاملين السعوديين في قطاع الحراسات الأمنية، لافتاً إلى أن البعض من الشركات لا توفره؛ بسبب غياب الرقابة، أو عدم وجود شروط تحتم على أصحاب القطاع الخاص في مجال الأمن الصناعي توفير التأمين على جميع حراس الأمن. حماية شخصية وذكر "منصور البيشي" أن هناك غياباً لحماية أفراد حراس الأمن الصناعي في المجمعات التجارية أو في الأماكن الأخرى، مضيفاً أنه عند أداء الحارس واجبه في العمل فإنه قد يتعرض إلى تعدي البعض من أفراد المجتمع، وقد يتطاول عليه آخرون، وقد يصل الأمر في بعض المواقف إلى ضربه، مبيناً أنه لا يستطيع الدفاع عن نفسه خوفاً من فصله من عمله، مطالباً بوجود قوانين حماية تحمي حارس الأمن السعودي من الاعتداء الشخصي، مشيراً إلى أن الوعي عند الجمهور الخارجي قليل نسبياً في التعامل مع حراس الأمن الصناعي، إلى جانب عدم احترامه من قبل بعض الأشخاص السلبيين. سهيل البيشي حسين مجرشي سلمان الحسين منصور البيشي حارس الأمن بحاجة إلى دعم حتى لا يفقد ثقته ووظيفته