سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إمام المسجد النبوي ماتت المشاعر وتجمدت العواطف حيال فتن وأحداث عظام تمر بها الأمة الإسلامية حذر من استمرار القتل والتهجير وانتهاك المقدسات والتشتت والتخلف
تعجب إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ عبدالباري الثبيتي في خطبة الجمعة أمس من موت المشاعر، وتجمد العواطف حيال ما تمر به الأمة الإسلامية من فتن وأحداث عظام، قائلا: كيف لا تتحرك مشاعر المسلم مع ما يحدث في شرق الأرض وغربها من فتن مترادفة، ومحن متشابهة تعصف بالأمة الإسلامية، حرب إبادة وانتهاك للمقدسات، وقتل وتهجير وسخرية واستهزاء، وحرقة وشتات وتخلف وفقر، مستشهدا بحديث الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- حيث قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكت فيها نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين: على أبيض مثل الصفاء فلا تضره فتنة مادامت السماوات والأرض، والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه"، وقال فضيلته: قد يموت المرء معنويا بموت مشاعره، وتجمد عاطفته، وحركة المشاعر وتجاوبها مع الأحداث، دليل الحياة وعلامة الإيمان، وقد تموت الحواس، وحياة الحواس تكون في حسن الخلق، وأدب الكلمة وخشوع النظرة، وغض البصر وخفض الجناح قال -صلى الله عليه وسلم-: "تبسمك في وجه أخيك صدقة". وأضاف: الجهل موت وضياع للحياة والعلم ضياء لها ونور للبصيرة وبه سعادة الدنيا ومن جهل نقصت حياته وفقد جزءا من زهرتها، فالجاهل مجرد جسد يمشي على الأرض ولو كان حي البدن، وقد يموت المرء بركود همته وعزيمته فتذبل حيويته، وعلامة الحياة هي هذه الهمة التي تجعل للمسلم قيمة ولحياته معنى ولعمره أثرا، مشيرا إلى أن المرء قد يموت اجتماعيا بانحسار دوره في الحياة وضعف تواصله مع أهله وأقاربه والناس فيعيش منعزلا ويؤثر ذلك على رسالته في بناء مجتمعه ووطنه وأمته وتنمية شخصيته والحياة هي الإنجاز والطموح والموت يعني اليأس والخمول والكسل وتعطيل الطاقات والبطالة، الإنجاز أن تصنع شيئا لنفسك ووطنك وأمتك ومجتمعك. وكانت الخطبة قد تناولت في موضوعها الحياة والموت في معانيهما الحقيقية والمجازية قائلا: حياة الأرض بالإنبات وحياة العقل بالعلم وسداد الرأي قال تعالى: "أموات غير أحياء"، الإسلام أحيا موت البشرية، وبعث فيها الروح من جديد، أنقذنا الله بالإسلام من موت الروح الذي هو أشد من موت الجسد، والعبد مالم تشرق في قلبه شمس الرسالة ويناله من حياتها وروحها فهو في ظلمة وهو من الأموات قال تعالى: "أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها".