عندما تكون رئيساً لمجلس إدارة نادٍ له مكانته وثقله كعملاق آسيا وزعيم الأندية السعودية الهلال، فلا بد أن تكون مختلفاً عن جميع رؤوساء الأندية الأخرى أو أن تفعّل الحد الأدنى من الدعم المعنوي بحضورك إلى الملعب في المباريات التي يخوضها فريقك خصوصاً الحاسمة والحساسة منها وذلك أضعف الدعم، أنا هنا أعني التواجد في المنصة الرئيسية ولا أقصد التواجد في دكة البدلاء مع اللاعبين فتلك ثقافة سعودية الأصل والمنشأ ولا أسعى إلى تنميتها. اعتادت الجماهير الزرقاء على تواجد كل رؤوسائها في جميع المواجهات ودعمهم ومؤازرتهم، وهذا ما قام بفعله رئيس الهلال الحالي في الأعوام السابقة، وبعد أن اعتادت الجماهير على حضوره غاب الرئيس ولم يتواجد حتى في مواجهة النصر الحساسة والحاسمة في مسيرة الدوري هذا الموسم، والتي كادت أن تتوّج المتصدر بلقب الدوري وتقصم ظهور الهلاليين. امبراطور النفط الروسي رومان ابراموفيتش رئيس تشيلسي يتواجد دائماً في المنصة الرئيسية عندما يخوض فريقه أي مواجهة، ورئيس اليوفنتوس اندريا أنييلي أحد ملاك فيات وفيراري يتواجد أيضاً في معظم مواجهات فريقه وهاهو يقترب من التتويج بالدوري الايطالي للعام الثالث على التوالي، وجماهير الهلال تتساءل أين الرئيس؟! ربما لاتعلم الجماهير الهلالية أن رئيسهم يحضر إلى الملعب ولكن دون فائدة أو جدوى من وجوده، لأنه يتابع المباراة من غرفة ملابس اللاعبين، ولا أعلم مافائدة حضوره إلى الملعب إذا كان سيشاهد المباراة عن طريق التلفاز!. إذا كان رئيس الهلال يخشى مواجهة جماهير فريقه فهذه مصيبة وإن كان يخشى من سوء النتائج أو الخسارة فتلك مصيبة أعظم، لأن الجماهير تحتاج إلى مناقشة رأس الهرم ولقائه في الملعب في أسوء الأحوال، أما رئيس الهلال فقد وضع سداً منيعاً بينه وبين الجماهير كما سبق وأن وضع ذات السد بين الجماهير ولاعبي فريقهم!. جماهير الهلال كانت حاضرة في غياب الرئيس وعوّضت غيابه بكثافتهم وحضورهم وب"التيفو" الجميل الذي تفننوا بابتكاره وتنفيذه، وأنا أستغرب من الأمير عبدالرحمن بن مساعد مطالبته لجماهير الفريق بالحضور على الرغم من عدم حضوره!. رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي تعرض للكثير من جماهير النصر، حتى وصل بهم الأمر إلى التجمع أمام مقر النادي وبكثافة ومطالبته بالرحيل بالكثير من الهتافات، لكنه صبر وكان حاضراً في كل مواجهات فريقه حتى التي كان يخوضها خارج حدوده، فضلاً عن رئيس الشباب خالد البلطان الذي تعرض للضرب في المنصة ولايزال يحضر المواجهات ويؤازر فريقه حتى أنه يتواجد في مباريات الفئات السنية الهامة. الرئيس المثالي هو الذي يحضر ويتواجد في الأوقات الحساسة، ولايظهر عند الفوز فقط أو التصوير مع الكأس بعد الفوز في النهائيات. عبدالرحمن بن مساعد ألقى بكل الأحمال على مدرب الهلال سامي الجابر وجعله يحارب في كل اتجاه ويمشي عكس اتجاه الريح. ما ذكر لايلغي مافعله الأمير عبدالرحمن بن مساعد والمجهودات التي بذلها لخدمة الهلال والكرة السعودية والمبالغ الطائلة التي صرفها للهلال والمجهود الكبير الذي قام به.