أثبتت الدراسات انه من بين كل 1000 شخص يوجد 20 شخصًا مصابًا باعوجاج العمود الفقري، 10% منهم يحتاجون إلى تدخل جراحي. وتتمثل أعراض هذا الاعوجاج في آلام الظهر، والإرهاق عند بذل مجهود بسيط، وعدم تساوي الكتفين عند الوقوف، ووجود حدبة في الظهر عند الركوع، وأيضا احتمال وجود أعراض عصبية نتيجة الضغط على الحبل الشوكي عندما يصل الاعوجاج إلى أكثر من 100 درجة، وإذا زادت نسبة الاعوجاج عن 90 درجة قد تبدأ المضاعفات القلبية والتنفسية. وأوضح الدكتور عبدالمنعم بن محمد الصديقي استشاري جراحة عظام الأطفال وانحرافات العمود الفقري بمستشفى دلة، أن اعوجاج العمود الفقري التلقائي له عدة مسميات منها اعوجاج الظهر، تقوسات الظهر، انحناء واعوجاج العمود الفقري أو الجنف: وهو انحناء جانبي يصاحبه التفاف في العمود الفقري يؤدي إلى التفاف في القفص الصدري. واشار الى أن اعوجاج العمود الفقري التلقائي يتكون من ثلاثة أنواع هي: اعوجاج العمود الفقري التلقائي الطفولي، ويبدأ من الولادة حتى ثلاث سنوات وعادة يكون في الذكور، ويختفي الاعوجاج تدريجيا في 95% من هؤلاء المرضى مع مرور الوقت. ويبدأ اعوجاج العمود الفقري التلقائي المبكر من سن الرابعة إلى سن العاشرة. أما اعوجاج العمود الفقري التلقائي عند المراهقين، فيكون عادة بعد سن العاشرة ويكون شائعا عند الإناث حيث تشكل نسبة الإناث المصابات حوالي 70% ونسبة الذكور 30% فقط. وأضاف الدكتور الصديقي أنه يتم عمل أشعة لظهر المريض لقياس زاوية الاعوجاج التي تسمي زاوية كوب ( Cobb's Angle)، تشمل العمود الفقري لقياس زاوية الاعوجاج عبر رسم خط موازي للفقرة الموجودة في بداية الاعوجاج، وخط آخر يوازي الفقرة الموجودة في آخر الاعوجاج، وتكون زاوية التقاء الخطين هي زاوية كوب، وبناء على الزاوية التي تحدد نسبة الاعوجاج يكون التدخل العلاجي إما جراحي أو بدون جراحة. وأشار الى أن العلاج قد يكون جراحيا أو غير جراحي، وبالنسبة للعلاج غير الجراحي، يلبس المريض حزاماً مقوى مثل (الجاكيت) على الصدر وجذع المريض لمدة 22 ساعة يوميا، أما التدخل الجراحي فيكون بدمج فقرات العمود الفقري مع استخدام أدوات للتثبيت. وقد أصبحت مثل هذه العمليات أفضل بكثير من أي وقت مضى ولله الحمد، حيث تستغرق العملية نحو ثلاث ساعات، ويخرج المريض من المستشفى بعد ثلاثة أيام من العملية حيث يتم تعديل العمود بصورة شبه طبيعية ولله الحمد.