بروز في الظهر أو انحناء عند المشي يتحول مع مرور الوقت إلى تشوه واضح يتطور إلى تشوه أكثر في القفص الصدري ينتج عنه صعوبة في التنفس بسبب الضغط على الرئة والأحشاء الداخلية.. أعراض متنوعة لما يعرفه الأطباء بالجنف أو انحناء الظهر والذي ينتج عن التشوهات الخلقية في العمود الفقري أو أمراض العضلات كشلل الأطفال أو بعض الأمراض الوراثية والجينية كمتلازمة داون أو نتيجة لإصابات أو التهابات العمود الفقري. في هذا الموضوع سنرصد أبعاد المرض وطرق تشخيصه والوسائل الحديثة في علاجه مع نخبة من استشاريي أمراض العمود الفقري لدى مجموعة د. سليمان الحبيب الطبية وهم الدكتور أشرف حموه والحاصل على الزمالة الألمانية والسويسرية والدكتور أركان حرب والحاصل على الزمالة الكندية والأمريكية، والدكتور زروق أبو بكر والحاصل على البورد الفرنسي، والدكتور واصف السباعي والحاصل على الزمالة البريطانية. انحناء الفقرات - في البداية ما هو الجنف ؟ - الجنف هو انحناء العمود الفقري «سلسلة فقرات عظام الظهر» إلى إحدى الجانبين الأيمن أو الأيسر بزاوية درجتها أكبر من عشر درجات، وعموماً تصاب الإناث بالجنف أكثر من الذكور ويحدث عادة بعد سن 10 سنوات ولكنه ممكن الحدوث في الأطفال الرضع فهو بشكل عام يحدث أثناء فترة النمو السريع للعمود الفقري، كما أن انحناءات الجنف قابلة للتقدم «زيادة درجة الانحناء» حتى عمر 25 سنة حيث يكتمل التحام نتوءات فقرات العمود الفقري في هذا السن. تشوه القفص الصدري وصعوبة التنفس - ما هي أعراض المرض؟ - عادة ما يشتكي المريض من ظهور بروز في الظهر أو تغير في مستوى الكتفين أو ميلان وانحناء عند المشي، وفي الحالات المتقدمة يؤدي بروز الظهر إلى تشوه واضح أما في الحالات المتقدمة جداً فقد يؤدي التشوه في القفص الصدري إلى صعوبة في التنفس والأكل بسبب الضغط على الرئة والأحشاء الداخلية. أهمية التشخيص المبكر - معظم حالات الإصابة بمرض الجنف (انحناءات العمود الفقري) أطفال، فماذا يجب على الوالدين فعله ؟ - إن الجزء المهم في علاج الجنف (انحناءات العمود الفقري) هو اكتشافه مبكراً لأن ذلك يساعد على علاجه بدرجة نجاح أكبر. والاكتشاف المبكر يستدعي فحص جميع الأطفال فحصاً دورياً إما في المدرسة أو طبيب الأطفال أو حتى عن طريق الوالدين. والفحص الروتيني لاكتشاف الجنف يكون عن طريق الوقوف أو الجلوس خلف الطفل عن بعد متر أو مترين وبعد البدء يقوم الطفل بالإنحاء للأمام قليلاً ويقوم الطبيب بمراقبة الجزء الأعلى من ظهر الطفل للبحث عن ظهور البروز في ناحية دون ناحية أخرى من أعلى الظهر وهو الدليل على وجود الجنف في مرحلته المبكرة. تحديد زاوية الانحناء بدقة يتم تشخيص الجنف بالفحص السريري والأشعة حيث توجد طريقة لقياس زاوية الانحناء من الأشعة تسمى طريقة Cobb Method وكذلك يطلق على الزاوية زاوية كوب وتقاس من صورة الأشعة السينية، يتم أولا تعيين الفقرات التي تحدد الطرف العلوي والطرف السفلي للانحناء وهذه الفقرات هي أشد فقرات الانحناء ميلاناً تجاه الجهة المقعرة للانحناء، بعد تعيين الفقرتين يتم رسم خط مستقيم يمر بالطرف العلوي للفقرة العلوية للانحناء وخط مستقيم آخر يمر بالطرف السفلي للفقرة السفلية للانحناء ثم تحسب الزاوية التي تقع عند تقاطع هذين الخطين وهي زاوية الانحناء النهائية. الأشعة تحدد مدى مرونة العمود الفقري كذلك بالأشعة يمكن معرفة ما إذا كان الانحناء بنيوي أو معاوض «تعويضي» فالانحناء المعاوض يحدث نتيجة للانحناء البنيوي ليتوازن الجسم، تأخذ صورة أشعة للشخص وهو منحني جانبياً لليمين وأخرى وهو منحني جانبياً لليسار مما يؤدي إلى اختفاء الانحناء المعاوض ولكن الانحناء البنيوي يظل، وهذه الطريقة تفيد في معرفة مرونة العمود الفقري لدى المريض. ثلاثة مستويات من العلاج - ما هو علاج الجنف؟ وهل تختلف طبيعة العلاج من حالة إلى أخرى ؟ - علاج الجنف يعتمد على كل من شدة درجة زاوية الانحناء ونوع الجنف، مثلاً الجنف الثانوي يكون العلاج بالدرجة الأولى موجه ضد المرض المسبب للجنف، وبشكل عام توجد علاجات تحفظية حسب زاوية الانحناء بالنسبة لأنواع الجنف الغامض ولكن إذا فشلت لا يوجد علاج سوى العملية الجراحية، في حالات الجنف الغامض الطفولي إذا كانت زاوية الانحناء أقل من 25 درجة تتم متابعته وحساب زاوية الانحناء في الأشعة السينية X-Ray على فترات زمنية منتظمة، وإذا كانت زاوية الانحناء أكبر من 25 درجة يتم استخدام الحزام Scoliosis Brace لتصحيح الانحناء وهناك أنواع متعددة من هذا الحزام، وأخيرا يأتي تصحيح الانحناء جراحياً إذا ما فشل العلاج التحفظي بالطرق السابقة وعند زيادة درجة زاوية الانحناء. التدخل الجراحي - كيف يكون التدخل الجراحي لعلاج حالات الجنف ؟ - بالنسبة للعمليات الجراحية لتصحيح الجنفScoliosis جميعها تعتمد على دمج الفقرات المصابة بالجنف مع بعضها، وهذا الدمج يمكن أن يكون أمامي أو دمج خلفي مع استخدام أنظمة جراحية لتصحيح الجنف، وهذه الأنظمة عبارة عن قضبان ومسامير تثبت بفقرات العمود الفقري للتقليل من زاوية الانحناء وجعل الفقرات مصطفة عمودياً قدر الإمكان. نمو العمود الفقري بصورة طبيعية - ماذا عن التقنيات الحديثة المتبعة في علاج انحناءات العمود الفقري ؟ - استخدام جهاز (فبتر) الذي يساعد على تعديل انحراف العمود الفقري لدى الأطفال دون سن التاسعة، حيث يسمح للعمود الفقري بالنمو بعد التعديل على خلاف الأجهزة الأخرى التي تمنع النمو في العمود الفقري بعد تعديله. جرح صغير ويتم فيها عمل جرحين صغيرين في ظهر المريض يتم من خلالهما تركيب الجهاز، ثم بعد ضمان سلامة التركيب يتم تعديل وتقويم الانحراف في العمود الفقري، حيث تستغرق العملية ساعة واحدة ويعتمد نجاح العملية بعد توفيق الله على عاملين أساسيين، الأول مناسبة هذا الجهاز لحالة المريض، حيث إنه لا يصلح لجميع الحالات، العامل الثاني هو الخبرة الكافية لتركيب الجهاز، حيث إن هذا الجهاز يعد من الأجهزة الحديثة والدقيقة جدا والتي تتطلب خبرة خاصة في تركيبها. وقف تزايد نسبة الجنف وهذا الجهاز يقوم بمنع الجنف لدى الأطفال الصغار من أن يزداد. وتتم إطالة هذا الجهاز كل ستة أشهر مع نمو المريض وبالتالي فإن فائدته تكمن في أنه يمنع زيادة التقوس لدى هؤلاء الأطفال ولكنه في نفس الوقت يسمح للعمود الفقري ويسمح للرئتين بالنمو بشكل طبيعي. وعندما يكتمل نمو الرئتين والعمود الفقري ويبلغ الطفل من العمر العاشرة أو الثانية عشرة فإنه يمكن القيام بعمل الجراحة التقليدية لدمج الفقرات. وبالتالي فإن هذا الجهاز يسمح لنا بعلاج الجنف لدى الأطفال بدون الحاجة لدمج الفقرات وبالتالي يؤدي إلى تلافي المضاعفات التي كانت تحصل سابقاً من ضمور في الرئتين وضمور في القفص الصدري ومشاكل في التنفس ووظائف الرئة.