أفاد الدكتور عبدالمنعم بن محمد الصديقي استشاري جراحة عظام الأطفال وانحرافات العمود الفقري أستاذ كلية الطب بمستشفى الملك خالد الجامعي ومستشفى دلة، أن هناك الكثير من الأمراض التي تصيب العظام والعمود الفقري تحديدا، ومنها انحراف العمود الفقري التلقائي (الجنف)، وله عدة مسميات منها: اعوجاج الظهر، تقوسات الظهر، ميلان العمود الفقري. وانحراف العمود الفقري يتكون عادة من انحناء جانبي يصاحبه التفاف في العمود الفقري الذي بدوره يؤدي إلى التفاف القفص الصدري. ويكون إما انحراف في العمود الفقري ناتج عن تشوهات خلقية في العمود الفقري ويسمى الجنف الخلقي، أو ناتج عن علة في العضلات سواء ضعف أو ارتخاء أو شد مستمر في عضلات الظهر ويسمى الجنف العضلي العصبي، أو يكون انحراف العمود الفقري التلقائي والذي يسمى بالجنف التلقائي الذي يمثل 75 – 85% من جميع حالات انحراف العمود الفقري. وسبب الإصابة غير معروف والذي يصيب الناس الأصحاء وفي أعمار صغيرة خصوصا الإناث. وأعراض هذا المرض كثيرة من بينها: آلام في الظهر، تعب وإرهاق عند بذل مجهود بسيط، عدم تساوي الكتفين عند الوقوف، عدم تساوي في منطقة الخصر، وجود حدبة في الظهر عند الركوع، وجود أعراض عصبية نتيجة الضغط على الحبل الشوكي، كذلك المضاعفات القلبية والتنفسية وصعوبة التنفس وتعتمد ظهور هذه الأعراض على درجة انحراف العمود الفقري. وقد ذكرت بعض الدراسات انه من كل 1000 شخص يوجد 20 شخصا مصابا بانحراف العمود الفقري، 1-2 منهم يحتاج إلى تدخل جراحي. وعادة انحراف العمود الفقري يصيب أي شخص في أي عمر دون معرفة سبب الإصابة به. بالرغم من تطور العلم والتقدم في الطب والأبحاث إلا أن سبب الإصابة به لا يزال غير معروف، ولكن يظن الأطباء أن هناك سببا وراثيا خلف ذلك؛ لأن أغلب المصابين يكون احد أفراد العائلة مصاب به. بالعادة، انحراف العمود الفقري التلقائي يصيب الإناث أكثر من الذكور وخصوصا في سنوات المراهقة قبل البلوغ، ويصيب المراهقين الذين يكسبون طولا مفرطا وسريعا. والعلاج قد يكون جراحيا أو غير جراحي، وبالنسبة للعلاج غير الجراحي يلبس المريض حزام مقوى مثل (الجاكيت) على الصدر وجذع المريض. أما التدخل الجراحي تكون بدمج فقرات العمود الفقري مع استخدام أدوات للتثبيت. وقد أصبحت مثل هذه العمليات أفضل بكثير من أي وقت مضى ولله الحمد، حيث تستغرق العملية ما يقارب الثلاث ساعات ويخرج المريض من المستشفى بعد ثلاثة أيام من العملية ويتم تعديل العمود بصورة شبه طبيعية ولله الحمد.