الصداقة علاقة عاطفية تغذي الروح والمشاعر الإنسانية المتدفقة في النفس، وهي شفاء حقيقي لكثير من الأمراض النفسية بل العضوية؛ لأنها تعمل على التوازن والتحفيز لنظام خلايا الجسم؛ لذا تجد ظلم الصديق أو غدره أشد فتكاً على الإنسان من الأمراض المؤلمة، وهذا يدل على مكانة العلاقات الحميمة داخل نفوس البشر. ومن لا صديق له فقد توحش من نفسه ومن المجتمع الذي يعيش فيه، فالصديق أٌنس وود وسلوى، ودائما تكون أجمل الأوقات التي يقضيها البشر مع أصدقائهم لأنها علاقة تجانس وتناغم بين النفوس. في مجتمعنا -ولله الحمد- لوحات جميلة، فيها تلاحم وترابط وعطف وحنان وحب تظهر ببذل وابتسامة وإهداء. المرضى -شفاهم الله- يبتهجون بالعلاقة الحميمة الودية التي تبعث فيهم الأمل والتفاؤل والصدق. وإذا ظهر الحب والود في الأزمات يفرح المريض، ويتعافى، ويبتسم، وترتاح نفسه، ويصح جسمه.. وهذا مؤيد لما أثبتته البحوث الطبية أن صحة المريض النفسية مؤثر أساس في شفائه من المرض –بإذن الله-. "لجنة أصدقاء المرضى" عمل تطوعيّ إنسانيّ، يعكس الوجه الجميل للمال المبارك الذي يبذله أصحابه من جود وكرم ووفاء، ويستحق التعريف والإشادة. واللجنة لها أعمال تبهج وتفرح كل متابع، وتبعث الأمل في مجتمعنا بمزيد من النشاط التطوعي القائم على المشاركة في المسؤولية الاجتماعية، وعلى التعاون والتكاتف والمحبة والوئام، وتقديم النفع المتعدي للغير. وقد اطلعت على التقرير السنوي للجنة أصدقاء مرضى منطقة الرياض، التي يرأسها فخرياً صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر أمير منطقة الرياض –وفقه الله- من أمينها العام الأستاذ فهد الصالح مشكوراً، حيث الأنشطة المتنوعة التي تستحق الشكر، من مساعدات مالية مباشرة، يتم صرفها بناءً على تقارير طبية وأبحاث اجتماعية من أقسام الخدمة الاجتماعية بالمستشفيات، ومساعدات عينية مثل الأجهزة التعويضية والأسرّة الطبية والكراسي المتحركة وأجهزة الأوكسجين وسماعات الأذن وغيرها، كما تعمل اللجنة على تأمين سكن للمرضى المحتاجين القادمين من خارج مدينة الرياض بهدف العلاج ولمرافقيهم، وإعاشتهم، ونقلهم ومرافقيهم من سكن المرضى إلى المستشفيات. ومن أعمالهم المحمودة زيارة المرضى المنومين للتخفيف عنهم، ومعرفة احتياجاتهم، وإشعارهم بتعاطف المجتمع معهم، خاصة الذين يفتقرون لزيارات ذويهم. تلك الزيارات التي اقتصرت في مجتمعنا –وللأسف– على من نعرف، أو أن يكون قريباً. أتمنى أن يعم نشاط اللجان مستشفيات بلادنا كافة، وملامسة حاجات المرضى الذين لا هادي لهم ولا شفيع إلا الله سبحانه. فهنيئاً لمن يمسح دمعة مريض أعياه الألم، ويضع البلسم على شفتَيه، ويرسم البسمة على وجهه، ويقدم له المساعدة للعلاج، والهدية المعبرة بالحب، والمشاعر الصادقة، والدعاء له بالشفاء والعافية. ولن يضيع الله أجر مَن أحسن عملاً.