وجهت وسائل اعلام وجماعات دينية ومؤسسات اغاثة أمريكية انتقادات واسعة لمحاولة بعض جماعات التنصير الأمريكية استغلال المأساة الإنسانية الناجمة عن زلزال تسونامي لأغراض تنصير وذلك بعد تنظيم بعض هذه الجماعات لحملات جمع تبرعات لتنصير بعض الأيتام المسلمين في اندونيسيا والتي تعد أكبر بلد مسلم من حيث تعداد السكان. ونشرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية مقالا كشف عن قيام جماعة تنصيرية أمريكية تدعى ورلد هيلب (مركزها الرئيسي بولاية فيرجينيا) بنقل 300 يتيم من مدن اندونيسية ضربها الزلزال الى مدينة جاكارتا عاصمة اندونيسيا تمهيدا لوضعهم في ملجأ للأيتام يديره مسيحيون اندونيسيون بهدف زرع القيم المسيحية (في الأطفال اليتامى) بأسرع وقت ممكن وذلك وفقا لما ذكره نص حملة الكترونية أطلقتها جماعة التنصير على موقعها على شبكة الانترنت قبل أن تقوم بحذفها بعد أن اتصل صحفيون بورلد هيلب للاستفسار عن الحملة. كما ذكرت الحملة أن المدينة التي نقل منها الأطفال اليتامى هي مدينة مغلقة أمام الأجانب وأمام الانجيل في العادة وأنه بسبب الكارثة اكتسب شركاء جماعة التنصير وهم مجموعة من المسيحيين الاندونيسيين حق أن يسمع صوتهم وأن يقدموا الانجيل. وقالت جماعة التنصير في مقابلة مع جريدة واشنطن بوست انها نجحت في جمع تبرعات قدرها 70 ألف دولار أمريكي وأنها تسعى لجمع تبرعات قدرها 350 ألف دولار لبناء مركز لرعاية الأيتام. وأشار مقال (صحيفة واشنطن بوست) الى أن جماعة ورلد هيلب وعدد من جماعات التنصير الصغيرة ترى في عمليات تقديم الاغاثة لمنكوبي تسونامي فرصة نادرة لكسب معتنقين (جدد) في مناطق يصعب الوصول اليها كما ذكر المقال أن رئيس الجماعة ويدعى القس فرنون بروير هو أول المتخرجين من جامعة أنشأها القس الأمريكي المتشدد جيري فالويل. ويشتهر فالويل بتصريحاته المسيئة للإسلام والمسلمين ففي أكتوبر عام 2002 تطاول فالويل (في حوار أجراه معه برنامج) ستون دقيقة (والذي تذيعه شبكة تلفزيون سي بي اس) على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. وأكد المقال على أن أنشطة جماعات مثل ورلد هيلب تلقى معارضة في أوساط جماعات الاغاثة الأمريكية الكبرى ومنها جماعات مسيحية مثل وكالة الاغاثة الكاثوليكية والتي تتبنى سياسات ترفض التنصير خاصة وأن خلط الاغاثة بالتنصير قد يضر بجهود الاغاثة ويحول دون وصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها. ولكن المقال أشار الى دعم بعض القيادات الدينية المتطرفة واسعة النفوذ مثل جيري فالويل وفرانكلين جرام لمثل هذه الجهود حيث يرأس جرام منظمة اغاثة كبرى وقد تعرضت وكالة جرام لانتقادات كبيرة مؤخراً بسبب مساعيها لاستغلال جهود الاغاثة لأهداف التنصير في العراق بعد احتلاله. وقد نشرت صحيفة (بالتيمور صن) الأمريكية مقالا ذكر أن القس فرانكلين جرام يستعد للقيام برحلة لآسيا للاطلاع على جهود جماعته في المناطق التي ضربها الزلزال وانتقد المقال جرام بسبب خلطه أعمال الاغاثة بأنشطة التنصير. وذكر المقال أن هذا الخلط يمكن أن يتخذ صورا مختلفة مثل تبني الأطفال اليتامى أو توزيع الكتيبات الدينية مع مواد الاغاثة أو بناء علاقات يمكن استغلالها في المستقبل للتأثير على أهل البلاد المحليين مشيراً الى أن احدى جماعات الاغاثة العاملة في مجال التنصير نجحت خلال مشاركتها في جهود اغاثة بعض أهالي كمبوديا أثناء الحرب التي دارت هناك في أوائل التسعينات في أن تبني علاقات مع أهالي المناطق التي زاروها وبعد انتهاء الحرب بفترة أعادت الجماعة علاقتها مع أهل البلاد الأصليين ونجحت في بناء 300 كنيسة في الأماكن التي نشطوا بها. وأكد المقال على أن هذه الجهود تلقى معارضة غالبية منظمات الاغاثة الدينية وأنها أيضا تلقى معارضة المسلمين والعديد من أبناء الديانات الأخرى كما أنها تلقى معارضة واسعة بين أبناء البلاد المنكوبة في حالة انكشافها وانتشار أخبار عنها. وقد أشارت وكالة (رويترز) الى أن جماعة ورلد هيلب ألغت خططها المتعلقة بنقل خمسين يتيما اندونيسيا الى ملجأ أيتام مسيحي بعد أن علمت الحكومة الاندونيسية بالأمر وتدخلت لوقفه وذكرت الوكالة أن ورلد هيلب قررت وقف حملة تبرعات كانت تقوم بها بعد أن أعلنت الحكومة الاندونيسية أنه لا يجب تنشئة الأطفال المسلمين في بيوت غير مسلمة. وأشارت الوكالة الى قول ابراهيم هوبر المتحدث باسم مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) وهو أكبر منظمات الحقوق المدنية المسلمة الأمريكية أن جهود ورلد هيلب تؤكد بعض أسوأ المخاوف من أن تستغل جماعات التنصير المأساة والزلزال لدخول هذه المناطق وتقوم باكتساب معتنقين جدد في علاقة غير متكافئة الأطراف. وأبدى هوبر قلقه من أن وقوع حوادث أخرى مشابهة دون العلم بها. وقد أشارت صحيفة(أتلانتا جورنال كونستيتيوشن) الى انتقادات وجهتها جماعات أمريكية وبريطانية معنية بمكافحة الكراهية للجهود التي تبذلها احدى الجماعات في جمع التبرعات لمساعدة منكوبي زلزال تسونامي وذلك بسبب علاقة هذه الجماعة بمنظمة هندية متطرفة تقدم مساعدات لجماعات هندوسية تنشر الكراهية ضد المسلمين وضد المسيحيين في الهند وفقا لما ذكرته تقارير لجماعات هندية مقيمة في بريطانيا.