يبهر جناح منطقة عسير زوار مهرجان الجنادرية بما يكتنزه من أصالة تتمثل في طراز البناء المختلف بين كل محافظة وأخرى من محافظات المنطقة إضافة إلى الزي التقليدي والمعروضات التراثية في الجناح وأقسامه المتعددة والمهن التقليدية والأكلات الشعبية التي تميز منطقة عسير عن باقي المناطق بالإضافة إلى الفنون الشعبية الغنية بتنوعها. ويتوسط جناح منطقة عسير البرج الطويل الأسطواني الشكل المسمى ب "القصبة"، المبنية من الحجر واللبن المكون من "الطين والتبن والأعشاب" وغيرها، ومن ثم السقف الذي يكون بارزاً ويحمي القصبة من الأمطار التي كانت تستمر لأسابيع متواصلة، وللقصبة استخدامات كثيرة في الماضي ومتنوعة، فكانت في أيام الحروب تستخدم للحفاظ على أمن القرى كأبراج للمراقبة ولذلك نجدها في أعلى جبال القرى الجنوبية. وفي الأيام الأخرى تكون "القصبة" مستودعاً للحبوب والمدخرات الزراعية، حيث أصبحت تلك القطعة المعمارية القديمة رمزاً لمنطقة عسير، فمن يشاهد القصبة يدرك بأنها ترمز لعسير، فهي مازالت تحكي حضارة امتدت لمئات السنين، ورمزاً خلفه الآباء للأجيال ودرساً من دروس الحياة. ويعرض في الجناح "بيت عسير"، وهو أنموذج للبيت العسيري بكل تفاصيله، ففي منتصف البيت توجد الصالة، وعلى اليمين توجد غرفة العروس أو غرفة النوم، ومجلس للنساء، وعلى اليسار تجد مجلس الرجال، وعادة ما يُصنع البيت من الحجر الذي يتميز ببرودته في الصيف ودفئه في الشتاء. ويلاحظ في بيوت عسير كثرة الشبابيك في الغرف، وذلك لغرض التهوية كما يبين المشرف على البيت محمد العمري، الذي قال: "إن المرأة الجنوبية كان لها دور كبير في تزيين البيت وصباغته بالألوان الزاهية المسماة بالقط، وهي النقوش على الجدران"، لافتاً إلى أن البيت العسيري يتميز بوجود المطبخ في أعلى قمة البيت، وذلك لكي لا تنتشر فيه روائح الطبخ، كذلك بعده عن غرف المنزل في حالة نشوب حريق - لا سمح الله - وبذلك لا يتأثر كامل البيت. وعن غرفة العروس، ذكر العمري، أنه لم يكن للمرأة سبل لتزيين الغرفة إلا بالغوائش والفضيات الخاصة بها، لافتاً إلى أن موضوع الأبواب القصيرة في البيت لها قصة تتعلق بتماسك الباب مع البيت المبني من الحجر، فكلما كان الباب قصيراً كان متماسكاً مع الحجر، كما أن الأشجار لم تكن متوفرة بالكميات والطول الذي كانوا يرغبون به. ولفت العمري النظر إلى أن الغرف في البيت العسيري تكون في الدور الأول منه، أما الدور الأرضي فيكون غالباً عبارة عن مستودعات أو مكان لتربية الماشية، لافتاً إلى أن البيوت العسيرية كانت وسيلة إضاءتها عن طريق الفوانيس، مشيراً إلى توفر مجلس خارجي في الدور الأول، إضافة إلى مطبخ مختصر للشاي والقهوة في الدور الأرضي. وحول رداء المرأة العسيرية في الوقت الماضي، بين العمري أن رداء المرأة القديم له مدلولاته المعروفة سابقاً، وقال: "إن كانت المرأة ترتدي القناع الأصفر أو البرتقالي فهذا يعني أنها مازالت بنتاً، أما المرأة التي ترتدي القناع الأسود فذلك يعني أنها متزوجة، ولم يكن هناك سبيل للمرأة للتزين إلا بالحناء، كما يتم تيبيس الأشجار العطرية مثل البرق والريحان والشذاب ودقها، وتستخدمها المرأة كفواحة متنقلة في قناعها". وفي قسم المعارض والمشغولات اليدوية بجناح منطقة عسير، يشارك العم رشدي خراش عسيري ذو ال 74 عاماً ببعض مقتنيات متحفه الشخصي الموجود في مركز الملك فهد الثقافي بأبها، ويعرض عسيري أنموذجاً من مقتنياته النادرة في المتحف، مثل العملات النقدية المعدنية والورقية القديمة، بالإضافة إلى صور لقادة المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى بعض المقتنيات الأثرية والأدوات المستخدمة قديماً، مثل الطفشة والمهيان والقب بأنواعه الثلاثة، والمهفات والجونه والمجمر، ونماذج لبيت اليمن وبيت عسير، وصوراً نادرة للملك المؤسس والملك سعود. كما يشارك في قسم المعارض والمشغولات اليدوية بجناح منطقة عسير بريك سعد القرني بمهنة الحدادة والنجارة المتلازمتين في منطقة عسير، ويعرض عدداً من القطع مثل المحاريك والمنازيع وملاقيط النار، إضافة إلى المراكيب للدلال ومراكيب كبيرة للذبايح والطبخ، وصاج الخبز وعدد من السكاكين والفؤوس، ومجارف النار للمشبات، وبين القرني أنه يمارس هذه المهنة أباً عن جد، فوالده رحمه الله يشارك في الجنادرية منذ بدايتها، وهو استلم المشعل من والده قبل ثلاث سنوات. ويقدم على مسرح منطقة عسير العديد من الفنون الشعبية والتراثية، وذلك بمشاركة ثلاث فرق شعبية التي تحيي الليالي على مسرح المنطقة، وهي فرقة محافظة بيشة وفرقة الواديين وفرقة بني مالك، وبين الشاعر مساعد محمد البيشي رئيس فرقة محافظة بيشة أن أبرز المناشط التي تقوم بها الفرقة هي العرضة، فهناك العرضة المسيرة بعدة ألوان وهي الأكثر طلباً، والعرضة الخفيفة بعدة ألوان، بالإضافة إلى السامري ولون رايح بيشة، لافتاً إلى أن الفرقة مكونة من 57 شخصاً. ويحتوي جناح منطقة عسير على صالة للمعارض تشارك فيها جامعة الملك خالد بقسم يعرض أبرز إنجازاتها في المجال العلمي، وقسم لمدينة الملك فيصل الطبية يوضح أهمية هذا الصرح الطبي للسكان في المنطقة، وقسم لمجلس شباب عسير يبرز نجاحات المجلس ومساهماته العديدة، بالإضافة إلى قسم لنادي عسير الفوتوغرافي يعرض أهم الصور التي أبدع في أخذها شباب المنطقة وشاركت وتوجت في مسابقات على المستويين المحلي والخارجي، وقسم جمعية الثقافة والفنون بأبها يعرض من خلاله عدد كبير من اللوحات والصور، وقسم جمعية البر بأبها يلقي الضوء على مناشطها وأبرز مشاريعها وبرامجها، وأخيراً قسم لمركز النمو. صالة المعارض بجناح عسير الصور في قسم جمعية الثقافة والفنون بأبها بريك القرني يشرح مهنة الحدادة الفنون الشعبية بمنطقة عسير الفنون الشعبية بمنطقة عسير الجمهور يتفاعل مع الفنون الشعبية الشاعر البيشي يتحدث ل «الرياض» الضيافة بصالة المعارض بجناح عسير كثافة الزوار في جناح عسير ملابس تقليدية معروضة للبيع بجناح عسير العم رشدي مخارش في متحفه مجلس الرجال بالبيت العسيري غرفة العروس ببيت عسير