أدّت مساء أمس الثلاثاء، فرق منطقة عسير المشاركة لهذا العام في مهرجان الجنادرية، عديداً من الألوان الشعبية بالمنطقة، وسط حضورٍ كبيرٍ ولافتٍ من الزوّار، الذين حضروا للاستمتاع بالألوان الشعبية في جناح عسير. وواصلت فرقة "سيوف الجنوب" تقديم عددٍ من الألوان الشعبية كالمدقال والعرضة والخطوة والشهري، بمصاحبة الإيقاعات والطبول والتي لاقت استحسان الجمهور وتفاعلهم، كما أدّت فرقة "بللسمر" عدداً من الألوان الشعبية المعروفة، والتي كانت باستخدام البارود والمعروف ب "المقمع"، وعرضت فرقة "الواديين" ألواناً شعبية مختلفة منها الخطوة والعرضة مع استخدام الطبول بقيادة الشاعر عبد الله الشريف، حيث امتلأت ساحة مسرح القرية بعددٍ كبير من الحضور الذين تابعوا أداء الفرق الشعبية، وألوانها العسيرية المختلفة والتي شدّت المهتمين بالألوان التراثية التي كانت وما زالت تقدّم في منطقة عسير، خلال الاحتفالات الشعبية، والأفراح في أماكن مختلفة من المنطقة.
كما رافق زيارة العائلات والأطفال لركن معرض عسير، والذي حوى عديداً من المقتنيات العسيرية القديمة والتي لاقت استحسانهم وإعجابهم، حيث حرص الكثير من الحضور على اقتناء عديدٍ من المستلزمات الأثرية كملابس النساء القديمة، والأدوات التراثية الأخرى.
وشهد جناح منطقة عسير كثافةً في أعداد الزوار، لا سيما بعض الوفود الأجنبية من دول أمريكا ونيوزيلندا، وألمانيا وإيطاليا، وشملت الزيارة: ركن محافظة بيشة، وركن مدينة الملك فيصل الطبية لخدمة المناطق الجنوبية، وركن جمعية البر الخيرية بأبها، وركن فرع جمعية الثقافة والفنون في أبها، وركن مركز النمو بعسير، إضافة إلى ركن مجلة إمارة منطقة عسير وجامعة الملك خالد.
واطلعوا خلالها على ما حوته القرية من المعرض الفني والبيت العسيري وقسم الحرفيين، ومن هذه الزيارات وفدٌ من جنسيات مختلفة تحت إشراف كلية القيادة والأركان بالقوات المسلّحة بالدورة رقم 39، وهم: المقدم ركن عبد الله مصطفى إلياس من دولة السودان، والمقدم يونغ سانغ من كوريا الجنوبية، والرائد سيف علي الجابري من دولة عُمان، والرائد محمد نديم من القوات البرية الباكستانية، والعقيد حسين الهيال من دولة اليمن، والرائد طيار عدنان القمش من دولة تونس، والمقدم محمد عبد الله من دولة موريتانيا، والرائد ناصر عبد العزيز من تونس.
وأبدى الوفد إعجابهم وسرورهم لما لمسوه وشاهدوه في جناح قرية عسير، حيث أشار المقدم عبدالله مصطفى إلياس إلى أن زيارته كانت ماتعة، واستفاد الكثير في التعرُّف على تراث المملكة بشكل عام، ومنطقة عسير على وجه الخصوص.
أما المقدم يونغ سانغ، فقال: إن المكان هنا جميل ويشعرني بالارتياح، وأنه مميز للغاية حيث حرص على شراء المقتنيات المهمة والقديمة من المعرض والقرية ككل، وأن منطقة عسير تزخر بالكثير من التراث الذي يجب المحافظة عليه وعدم إهماله.
وقال الرائد سيف علي الجابري: إن الزيارة كانت جميلة وتدل على الحضارة العميقة التي تزخر بها بلاد الجزيرة العربية، ولا سيما المناطق الجنوبية ومنها منطقة عسير، ويجب توثيق هذا التراث والاحتفاظ به ومحاولة نشره بشكل أكبر من أجل الحفاظ عليه من الاندثار.
وقال الرائد محمد نديم: أنا سعيد جداً بهذه الزيارة التي عرفتني أكثر على منطقة عسير، وعلى تراثها القديم في مختلف المجالات كالأكل الشعبي والملبوسات الشعبية، وأدوات الزراعة وغيرها الكثير، ويشاركه الرأي العقيد حسين الهيّال حيث قال: إن المناطق الجنوبية من الجزيرة العربية تزخر بموروثٍ عظيم من الأثريات والمقتنيات التي رأيتها في المعرض العسيري، وأتمنى كذلك إحياء هذا الموروث وعدم تركه وتعريفه للأجيال القادمة.
وامتدح الرائد طيار عدنان القمش، أخلاق وتعامل أهالي منطقة عسير والذين وصفهم ب "الطيبين" في جميع تعاملاتهم مما جعل لهم مكانة خاصة في النفس، وكذلك مقتنيات هذه المنطقة الزاخرة بالموروثات الشعبية المتنوعة والمختلفة.
وأكدّ كل من الرائد ناصر عبدالعزيز والمقدم محمد عبد الله، أصالة هذا الموروث الشعبي، وقدّموا شكرهم الجزيل لقيادة القوات المسلحة في المملكة على هذه الزيارة الجميلة والماتعة، والتي أسعدتهم كونها عرّفتهم بالتراث في منطقة عسير.
وزار الوفد جناح الحرفيين بالقرية، والذي حوى عديداً من المقتنيات الأثرية والحرف القديمة التي كانت تستخدم في منطقة عسير في مختلف تضاريسها بين السهل والجبل. كما زار وفد آخر من دولة روسيا ركن قرية عسير، واطلعوا على المعرض المصاحب للقرية وقسم الحرفيين والبيت العسيري، حيث كان الوفد برئاسة "سيدروف"، الذي أبدى امتنانه وشكره للجهة المنظمة القائمة على المعرض.
وقال "سيدروف": رأيت التراث السعودي العريق في هذا الجناح والذي يشكّل جزءاً مهماً من الحضارة العربية والشعب السعودي الذي عرف عنه حبه للسلام وتعايشه المتزن مع كل الحضارات.
كما زار عددٌ من كبار ضباط وزارة الدفاع الفرنسية قرية عسير يتقدمهم العقيد كريستيان، والذي عبّر عن بالغ امتنانه وشكره للقائمين على تنظيم قرية عسير في الجنادرية، ومتمنياً لهم مزيداً من التوفيق والنجاح.