تضررت خمسة مكاتب اقتراع من تفجيرات الخميس في درنة، شرق ليبيا، قبل بعض ساعات من بداية انتخاب المجلس التأسيسي وفق ما اعلنت اللجنة الانتخابية العليا، بينما لم تشهد مراكز الاقتراع سوى اقبال متواضع الخميس. وقال نوري العبار لفرانس برس "هوجمت خمسة مكاتب بعبوات متفجرة ولم تفتح اليوم". واكد ان اللجنة تدرس امكانية توجيه الناخبين الى مكاتب اقتراع اخرى في المدينة. وافادت مصادر محلية ان الهجمات لم توقع ضحايا وكانت تهدف على ما يبدو الى تخريب عملية الاقتراع. وتشهد مدينة درنة، معقل بعض المجموعات المتشددة، اضطرابات ونفذت فيها هجمات استهدفت قضاة وعناصر امنية. واعلنت مجموعة انصار الشريعة عشية الانتخاب في بيان رفضها العملية الديمقراطية داعية الى تطبيق الشريعة. من جانب آخر لم يتدفق الناخبون الليبيون بكثافة على مراكز الاقتراع صباح الخميس في طرابلس بعد ساعات من فتح مراكز الاقتراع. وتفتح مراكز الاقتراع من الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي حتى السابعة مساء. وفي مدرسة فاطمة الزهراء في حي الاندلس الراقي بطرابلس صوّت اقل من مئة ناخب من اصل 2160 بعد ساعتين على بداية الاقتراع. وقال علي حسن رئيس المكتب "ما زال الوقت مبكرا، انه يوم عطلة، يصبح الناس فيه نياما، سيزداد الاقبال بعد الظهر". واعلن الخميس يوم عطلة بمناسبة الاقتراع. وقالت هدى بوزيد (30 سنة) التي كانت بين أول من ادلوا بأصواتهم، "أتيت للتصويت على مرشحة تناضل من اجل صيانة حقوق النساء في المجلس التاسيسي المقبل". من جهة اخرى اعلن العبار ان اللجنة لم تتمكن من ارسال مستلزمات الاقتراع الى 29 مكتب اقتراع في مدينة مرزاق جنوب البلاد، بسبب حركة احتجاج اقلية التبو. ومن المقاعد الستين في المجلس التأسيسي المقبل، خصصت ستة لاقليات التبو والامازيغ والطوارق، وستة للنساء. لكن الامازيغ الذين خصص لهم مقعدان في المجلس التأسيس، يقاطعون الاقتراع احتجاجا على غياب آلية تضمن لهم حقوقهم الثقافية في الدستور المقبل. وبالتالي سيضم المجلس 58 عضوا فقط بدلا من 60. ولم يعلن التبو رسميا مقاطعتهم الانتخابات لكن بعض مكونات هذه الاقلية دعت المرشحين الى الانسحاب من الاقتراع. وخلافا لاول انتخابات حرة في البلاد جرت في منتصف 2012، لم يبد الليبيون حماسة كما يدل على ذلك عدد المسجلين للمشاركة في اقتراع الخميس وهم 1,1 مليون مقابل 2,7 مليون في 2012 من اصل 3,4 ملايين ناخب. ويجب ان يطرح الدستور الذي سيصادق عليه المجلس التأسيسي على الاستفتاء الشعبي، وان يبت في قضايا مهمة مثل نظام الحكم ووضع الاقليات ومكان الشريعة. ليبيات يبحثن عن أسمائهن في قوائم الاقتراع (رويترز)