لماذا يختار مجتمعنا أو إن شئنا الدقة إداراته الحكومية بين الحين والآخر هضم حق فئة ما! والظلم مؤلم خاصة إذا تعلق الأمر بمستقبل فرد وحرمانه من حقه الوظيفي! دارت هذه التساؤلات في ذهني وأنا أشاهد برنامج الثامنة حلقة يوم الأحد 16/4/1435 ه والذي استضاف خريجات قسم علم النفس ومعاناتهن مع التوظيف! حقيقة خريجات علم النفس في جامعة الملك سعود أنتمي إليهن بالحب والتعاطف. للأسف علم النفس مرّ ومازال يمرّ بمراحل من المعاناة ومازالت بعض مؤسساتنا تنظر إليه نظرة توجس وخوف وعدم فهم! مشكلة الخريجات أنه تم رفض توظيفهن من قبل وزارة التربية والتعليم بحجة أن شهادتهن مسجل فيها"أخصائية نفسية" وليس "علم نفس"!! كما أن وزارة الصحة هي الأخرى ترفض توظيفهن بحجة أنهن خريجات كلية "التربية"!. قد أفهم رفض وزارة التربية توظيف خريجات علم النفس كمدرسات ولكن عدم توظيفهن كمرشدات هذا متعذر جداً فهمه أو تبريره! لاسيما في الوقت الذي تحتاج فيه مدارسنا حاجة ماسة إلى تعيين ليس مرشدة واحدة فقط بل أكثر من مرشدة لكل مدرسة. وعلاوة على ذلك يتم توظيف من أبدت مللها من معلمات الدين أو الجغرافيا وغيرها من التخصصات كمرشدات نفسيات! وليست المشكلة فى وزارة التربية والتعليم فقط بل في الهيئة العليا للتصنيفات الصحية أيضاً التي تتخبط هي الأخرى فى منح التصاريح لمزاولة مهنة العلاج النفسي!. الهيئة فجأة فتحت باب التصريح على مصراعيه دون تفكير وتقنين وحصل عليه حتى من هم خارج نطاق تخصص علم النفس. وفجأة قامت الآن بإيقاف التصريح! ربما عندما جف الحبر ونفد الورق وخرج الأمر من الضبط وبناءً على الكم وليس الكيف! أتذكر أنا شخصياً عندما رفض موظف إعطائي الترخيص بحجة أن لديّ وظيفة والطالبات ليس لديهن وظيفة؟! تخيلوا أن يكون هذا عذر للرفض؟! للأسف مؤسساتنا تتخبط وليس لديها قوانين واضحة! يجمع بين وزارة التربية والهيئة الصحية هنا نمط تفكير متشابه من عدم الفهم والخلط والظلم واللامنطقية! ناهيك عن الواسطة! فتسعد خريجة وتشقى أخرى بلا مبرر! وتضيع خريجات قسم علم النفس بسبب ضربة حظ وأمزجة أفراد، حيث لا وجود للتخطيط أو القوانين المنظمة! ما تعانيه خريجات قسم علم النفس لابد أن ينتهي وبأسرع وقت. فلا يمكن التلاعب بمستقبل خريجات في مقتبل العمر تعبن وسهرن الليالي ثم بمنتهى البساطة يتم رفضهن وبلا منطق!. كما ذكرت إحدى الخريجات تعليقاً على أن الوزارة طلبت منهن تغيير مسمى تخصصهن في شهادة التخرج حتى يتوظفن! إذ علقت قائلة:"وإذا تغير المسمى؟ هل سيتغير المضمون؟ المضمون هو نفسه".