سكن الأربطة الخيرية بجدة نموذج للعمل الخيري والإنساني الذي تأخذ منه النفس ما تشتهي من كرم التواصل، والإنسانية، وحب الخير، ومساعدة المحتاجين، وتقف في كل ذلك متطوعة، وراضية، وسعيدة بما تقدم، وتبذل، حيث تكون سعادة الآخر هدفاً، والتكافل معه مشروعاً نتشارك فيه حباً، وتعاوناً، وأخوة لا تفرّقنا المغريات. وعلى الرغم من المعونات الاجتماعية التي تقدمها الدولة للمحتاجين من المسنين والفقراء والمنقطعين، إلاّ أن جهود بعض المؤسسات الاجتماعية بالتعاون مع الجهات الحكومية -وتحديداً الصحية والخيرية منها- ساهمت في تقديم الخدمات التي يحتاجها هؤلاء، ولكن لا تزال الحاجة ماسة إلى إنشاء أندية اجتماعية وترفيهية يستطيعون من خلالها ممارسة حياتهم الطبيعية والاندماج في المجتمع، والالتقاء بأقرانهم وتبادل الأحاديث معهم، وأن لا يكون أفراداً مُهملين في عالم النسيان. "الرياض" تواجدت في سكن الأربطة الخيرية بجدة -البالغ عددها (62) رباطاً- وشاهدت الخدمات المقدمة للساكنين، وأمنياتهم بتطوير أفضل للخدمات بالشراكة مع مؤسسات المجتمع. فرق صحية وقال "محمد عبدالرحمن القازلي" -رئيس قسم الخدمة الاجتماعية بالصحة العامة، ومشرف على برنامج المتابعة الصحية والاجتماعية لساكني الأربطة بمحافظة جدة- :"تم بحمد الله تفعيل برنامج المتابعة الصحية والاجتماعية لساكني الأربطة الخيرية بجدة من قبل قسم الخدمة الاجتماعية بالصحة العامة علي مرحلتين، الأولى منها هي زيارة الأربطة الخيرية بمحافظة جدة من قبل الفرق الصحية بمختلف فئاتها الصحية من أطباء وممرضين ومراقبين صحيين وأخصائيين اجتماعيين ومثقفين صحيين". وأشار إلى أن أعضاء هذه الفرق هم من منسوبي الشؤون الصحية بجدة، موضحاً أنهم ينتسبون إلى تسع فرق، مبيناً أن الزيارات الميدانية بدأت منذ العام الماضي بهدف المتابعة الصحية الدورية لساكني الأربطة الخيرية بجدة، إلى جانب توفير احتياجاتهم الطبية والاجتماعية بالتعاون مع الأجهزة ذات العلاقة، مضيفاً أنه تم زيارة (1057) شقة، حيث تضم الشقة الواحدة خمسة أفراد كحد أقصى وفرد واحد كحد أدنى، مؤكداً على أنه تم حصر الاحتياجات الصحية والمعيشية لساكني الأربطة الذين تمت مقابلتهم والكشف عليهم. وبين أنه سبق أن تم التنسيق والاجتماع مع بعض الجمعيات والمؤسسات الخيرية للمشاركة في توفير الاحتياجات، موضحاً أن الجمعية الوحيدة التي أبدت تعاونها في هذا المجال هي "جمعية زمزم للخدمات الصحية والتطوعية"، مشيراً إلى أن المرحلة الثانية اشتملت على (13) فرقة، حيث بدأت الزيارات الميدانية يوم الاثنين (1/1/1435ه)، بهدف المتابعة الصحية الدورية لساكني الأربطة الخيرية بجدة، وتوفير احتياجاتهم الطبية والمعيشية بالتعاون مع الأجهزة ذات العلاقة، مضيفاً أنه تم زيارة (766) شقة، حيث تضم الشقة الواحدة خمسة أفراد كحد أقصى وفرد واحد كحد أدنى، مؤكداً على أنه تم -بحمد الله- تأمين الاحتياجات الصحية من أدوية ومستلزمات صحية وأجهزة طبية لساكني الأربطة الذين تمت مقابلتهم والكشف عليهم، وذلك بالتعاون مع "جمعية زمزم للخدمات الصحية والتطوعية". تغيُّرات نفسية وأضاف "القازلي" أنه توجد خمسة تغيرات نفسية لكبار السن، وتشمل التدهور في القدرات المعرفية والتغير في الشخصية وأسلوب الحياة والنمو والتطور والتأقلم والفقدان، وقال:"لنجعل حياة المسن سعيدة لا بد أن ننظر إلى عدة عوامل، منها الظروف البدنية والقدرات والنمط الاجتماعي، إلى جانب الاحتياجات الشخصية والمواهب وميول المسن"، مؤكداً على أن المسنين الذين ليس لديهم أية اهتمامات أو احتكاك بالآخرين أو مقلين في النشاط أو الكلام أو لديهم اضطرابات في النوم أو التغذية دون سبب وجيه يعانون من حالات اكتئاب نفسي، مشيراً إلى أنهم من الممكن أن يستجيبوا للعلاج بشكل جيد وفعال. ولفت إلى وجود جانب آخر من الجوانب المهمة في هذا الشأن، هو العلاقة بين كبير السن والأسرة، مضيفاً أنه قد ينشأ عند بعض أفراد الأسرة شعور سلبي تجاه المسن إذا كان عاجزاً عقلياً أو جسدياً، مبيناً أن الأمر قد ينتهي أحياناً إلى الإهمال أو الزج بالمسن في إحدى دور الرعاية، مشيراً إلى أنه ما من شك أن الأسرة قد تعاني من الشعور بالذنب وتأنيب الضمير؛ لذلك فإنهم أيضاً يحتاجون إلى نوع من المساعدة حتى يتمكنوا من بذل جهد اكبر لذلك المسن، مؤكداً على أن العمل مع العائلة ومساندتهم جزء لا يتجزأ من الاهتمام بالمسن. زيارات ميدانية وأوضح "عبدالله آل طاوي" -مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة- أن "وزارة الشؤون الاجتماعية" عملت على مدى عام كامل على تنظيم زيارات ميدانية للتحقق من سكن الأربطة وتقديم المساعدات لهم، خاصة المواطنين منهم وذوي الاحتياجات الخاصة وتحويلهم إلى "الضمان الاجتماعي" أو "الجمعيات الخيرية" لتقديم المساعدات لهم بكافة الطرق والوسائل المتاحة، مضيفاً أنه تم العمل على توفير كافة سبل الراحة لهذه الفئة ومساعدتهم ودمجهم مع المجتمع، إلى جانب إيجاد الفرص الجيدة لهم، مشيراً إلى وجود تنسيق تام بين "الشؤون الاجتماعية" وعدد من الجهات الأخرى في هذا الشأن. متابعة صحية وأكد "فهد بن محمد الزهراني" -مساعد مدير عام جمعية زمزم للخدمات الصحية التطوعية بمنطقة مكةالمكرمة، والمتحدث الرسمي للجمعية- على أن "الجمعية" تشارك في المرحلة الثانية من برنامج المتابعة الصحية لساكني الأربطة الصحية بمحافظة جدة، التي تنظمها "مديرية الشؤون الصحية بجدة"، وذلك بناءً على توجيهات "صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد" -محافظ جدة- الرامية إلى ضرورة الاستمرار في تأمين الاحتياجات الصحية والمعيشية وكافة المستلزمات الطبية من أجهزة وأدوية وغيرها لساكني الأربطة في جدة البالغ عددها(62) رباطاً. وأضاف أن الفرق الطبية التابعة ل"جمعية زمزم للخدمات الصحية التطوعية بمنطقة مكةالمكرمة" المشاركة في البرنامج وزَّعت مجموعة من الأجهزة والمستلزمات الطبية أثناء مشاركتها للفرق التابعة ل"وزارة الصحة" في زيارة لهذه الأربطة، موضحاً أن مشاركة "الجمعية" مع "الشؤون الصحية بجدة" في هذا البرنامج لم تقتصر على المرحلة الثانية فقط، بيد أنها بدأت مع بداية انطلاق المرحلة الأولى للبرنامج، والتي تم تخصيصها لحصر الاحتياجات الصحية والاجتماعية الفعلية للمستهدفين من سكان الأربطة. وأشار إلى أن الفرق المشاركة من الجانبين زارت (1057) شقة في المرحلة الأولى؛ بهدف التعرف على وضع الحالات الصحية لسكان هذه الأربطة من الفقراء والمحتاجين والعجزة، ومن ثم توفير الاحتياجات وتقديمها لهم خلال المرحلة الثانية، داعياً كافة الفرق الطبية المشاركة في البرنامج إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود أثناء عملهم في الحملة، وتقديم أكبر قدر من الخدمات والمساعدة لهذه الشريحة الغالية من سكان الأربطة؛ لما فيهم من فقراء وكبار في السن وعجزة ممن أوصانا ديننا الحنيف بهم خيراً. احتياجات الساكنين وطالب سكان الأربطة باستمرار برنامج المتابعة الصحية لساكني الأربطة الخيرية بجدة بصفة دورية وتوفير احتياجاتهم المعيشية والصحية من مستلزمات وأدوية طبية، مشددين على ضرورة وجود ترابط أسري، والبحث عن أفراد أسرهم في حال عدم التواصل معهم، إلى جانب تكثيف البرامج الرياضية والعلاج الطبيعي لهم، وكذلك العمل على دمجهم مع أفراد المجتمع من خلال البرامج الترفيهية التي تقدم من بعض الجهات، إضافة إلى تخصيص معونة مادية مجزية تحميهم من العوز، خاصة لمن كانت معاشاتهم التقاعدية قليلة، وأن يوفر لهم التأمين الصحي الذي يمكنهم من العلاج في أقرب منشأة صحية. طبيبة تشرح لمراجعة كيفية استخدام الدواء عدد من الأخصائيين داخل أحد الأربطة معدات لسلامة وراحة المسنين تقديم بعض المساعدات للساكنين زيارة طبية ميدانية لإحدى الأسر محمد القازلي عبدالله آل طاوي فهد الزهراني