شهدت العاصمة البريطانية لندن مؤخراً حفل توقيع عقد بين كل من "مجموعة العجلان جلوبل" السعودية، وشركة Innovative Green البريطانية، لتأسيس مصنع لإنتاج ألواح الطاقة الشمسية في المملكة العربية السعودية، وتم توقيع العقد بحضور كل من سفير المملكة في بريطانيا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز آل سعود، والدكتور توفيق الربيعة وزير التجارة والصناعة السعودي، وتعتزم مجموعة "العجلان جلوبل" إنشاء المصنع في سدير الصناعية ليكون أحد أكبر مصانع الطاقة الشمسية المتخصصة في هذا المجال في ظل رعاية وتوجه حكومة المملكة لتقنين وتقليل هدر ثروة البلاد من الغاز الطبيعي والثروة النفطية، ويهدف المصنع الذي تعتزم إنشاءه "العجلان جلوبل" إلى استخدام أحدث التقنيات والمعايير العالمية المكتشفة لإنتاج ما يعادل 100 ميجاوات من الطاقة سنوياً. وتتمتع المنطقة العربية بأعلى فيض من الإشعاع الشمسي في العالم حيث تصل كثافة الشعاع الشمسي الساقط على أراضي المملكة حوالي 1000 وات لكل متر مربع في منتصف النهار وبمتوسط من 250 الى 300 وات لكل متر مربع في اليوم اي ما يعادل 6 كيلووات ساعة/ متر مربع في اليوم، وتنطبق هذه المزايا على المملكة العربية السعودية حيث تصل وحدات الطاقة الضوئية الساقطة على المملكة نحو 2200 كليووات لكل متر مربع في السنة. وتأتي اهمية الطاقة الشمسية من كونها طاقة هائلة يمكن استغلالها في أي مكان وتشكل مصدراً مجانياً للوقود لا ينضب كما تعتبر طاقة نظيفة، كما أنه يمكن استخدامها في العديد من المجالات في النشاط الزراعي وتسخين وتبريد المياه وتحلية المياه ومعالجة الصرف الصحي وتوليد الكهرباء أيضاً. وفي ظل أهمية الحفاظ على حق الأجيال القادمة في الثروة النفطية وجعل فترة الاستفادة من هذه الثروة طويلة بالقدر الكافي وفي ظل تزايد استهلاك الكهرباء في المملكة بشكل كبير وبالتالي تزايد التكاليف الناتجة عن استخدام الوقود في توليد الكهرباء وفي ظل أهمية تقليل الانبعاثات الغازية، فإنه يجب الاهتمام بتطوير مصادر الطاقة المتجددة في المملكة والتي من أهمها الطاقة الشمسية. وشهد الاهتمام بالطاقة الشمسية في المملكة تزايداً مستمراً وتمثل ذلك في العديد من المبادرات الحكومية منها المبادرة الوطنية لانتاج المياه والكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية تحت رعاية مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتكنولوجيا ومشروع الإنتاج الكهربائي بالطاقة الشمسية الخاص بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا ومشروع القرية الشمسية وغيرها. ويواكب قيام هذا المشروع، إنشاء مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة التي ستضع الاستراتيجيات المستقبلية لإنتاج نسبة معينة من الكهرباء باستخدام الطاقة المتجددة، حيث تشير الدراسات إلى أنه من المتوقع أن يزداد الطلب على الطاقة في المملكة بمعدل 4.5 في المائة سنوياً حتى العام 2023. ولمواجهة هذه الزيادة سوف تحتاج المملكة إلى زيادة طاقتها من إنتاج الكهرباء بنحو 30 جيجاوات، إضافة إلى أن تحول الصناعات إلى صناعات كثيفة على صعيد استهلاك الطاقة كجزء من تنويع القاعدة الاقتصادية للمملكة من شأنه أن يسرع الطلب على الطاقة الكهربائية في المملكة أيضاً. وقال عبدالله بن فهد العجلان، رئيس مجموعة العجلان جلوبل، إن المجموعة تعتزم على توظيف وتدريب الكوادر الوطنية السعودية ورفع كفاءاتها كي تكون قادرة على قيادة مجال صناعة الطاقة الشمسية في وطنها، وشكر العجلان الملحق التجاري السعودي في لندن فواز الغامدي على جهوده المبذولة في الفترة السابقة للتنسيق بين الشركتين لتوقيع هذه الاتفاقية.