الطاقة الشمسية هي المصدر الدائم الذي لا ينضب الذي تعدّدت استخداماته فأصبح الآن طاقة بديلة تتجه إلى استخدامها معظم الدول تحسباً لنضوب موارد النفط أو الغاز الطبيعي، فنجحت بعض الدول في صناعة بعض أنواع السيارات والطائرات التي تعمل من خلال الطاقة الشمسية دون أي استخدام للوقود، مما اقتصد الكثير من المال بالإضافة إلى الحفاظ على البيئة حيث لا ينتج عن الطاقة الشمسية أي دخان من العوادم التي تلوث البيئة. كما لم يغفل القدماء أهمية واستخدامات الطاقة الشمسية لذلك قاموا باستغلالها في عدة مهام منها تجفيف المحاصيل الزراعية وتدفئة المنازل وكذلك استخدمت في الحروب قديماً كما جاء في الكتب التاريخية من أن أرخميدس قد أحرق الأسطول الحربي الروماني في حرب عام 212 قبل الميلاد عن طريق تركيز الإشعاع الشمسي على سفن الأعداء بواسطة المئات من الدروع المعدنية، وقام علماء أمثال تشرنهوس وسويز وموتشوت وأريكسون.. وغيرهم باستخدام الطاقة الشمسية في صهر المواد وطهي الطعام وتوليد بخار الماء وتقطير الماء وتسخين الهواء. وتعد المملكة دولة مثالية بحكم موقعها الجغرافي لتنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية، حيث تشهد كثافة في الإشعاع الشمسي الساقط على أراضيها، ويصل متوسط وحدات الطاقة الضوئية 2200 كيلو وات لكل متر مربع في العام، وقد قامت المملكة بعدة مبادرات لإنتاج المياه والكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية بسعة 10 ميجاواط التي تقوم بها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وكذلك مشروع الإنتاج الكهربائي بالطاقة الشمسية الخاص بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية بسعة 2 ميجاواط، بالإضافة إلى مشروع “أرامكو السعودية” بتغطية مواقف سيارات تبلغ مساحته 16 هيكتاراً بالألواح الفولت ضوئية لتزويد المجمع الشمالي بالظهران ب2 ميجاواط من الكهرباء. وتعتزم المملكة استخدام الطاقة الشمسية لتوليد 10% من احتياجاتها للكهرباء بحلول العام 2020، لتصبح بذلك أكبر مصدّر للطاقة الشمسية في العالم، حيث توقعت التقارير أن يوفر قطاع الطاقة الشمسية في المملكة حوالي 15 ألف فرصة عمل جديدة، بالإضافة إلى التشجيع على تطوير المزارع الشمسية وإنشاء مصانع معالجة وجمع مواد الخام وغيرها من المرافق ذات الصلة حيث يشكل السعي إلى استخدام الطاقة الشمسية جزءاً مهماً من جهود المملكة المستمرة لاستهداف الطاقة المتجددة ضمن خطتها لإنفاق 100 مليار دولار بهدف تلبية الزيادة المتوقعة في الطلب على الكهرباء وتخفيض الاعتماد على النفط الخام. حيث تشير التقارير أيضاً إلى أن الطلب على الكهرباء في المملكة وصل إلى 40 ميجاواط في عام 2010، ويتوقع أن يبلغ 120 ميجاواط في عام 2032. وقد تم استثمار أكثر من 3 مليارات دولار لتمويل محطات توليد الطاقة الشمسية في كل من ميناء ينبع في منطقة المدينةالمنورة ومدينة الجبيل في المنطقة الشرقية، إضافة إلى مشروع بناء مصنع لإنتاج مادة البولي سيليكون على ساحل الخليج بقيمة 380 مليون دولار أمريكي، ومن المتوقع أن تصل طاقته الإنتاجية الأولية بحلول العام 2014 إلى 3350 طناً من البولي سيليكون الصالح للاستخدام في إنتاج الطاقة الشمسية.