(كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور). صباح يوم الجمعة 30 ربيع الأول من العام 1435ه وعند الساعة الحادية عشرة صباحاً توفي فضيلة الأخ الدكتور خالد بن إبراهيم الرومي أستاذ السنة وعلوم الحديث بعد معاناة من إصابته بمرض السرطان رحمه الله وحينما نتحدث عن أبي عبدالرحمن فنحن نتحدث عن رجل تكتمل في شخصيته العديد من الخصال والفضائل، كان نعم الابن البار لأبويه ونعم المربي لأبنائه ونعم الأخ لإخوانه ونعم الأستاذ لطلابه وتلاميذه ونعم الصديق للمحبين والأصدقاء، لقد عرفته لأكثر من 18 سنة كان فيها نعم الأستاذ ورجل العلم وكان مجلسه عامرا بعد صلاة كل جمعة حيث يجتمع إخوانه وأبناؤه وكان الحديث حديث سمو ورفعة وعلم وتعليم تخرج من عنده وقد تعززت لديك قيم الشكر والحمد ودافعية العلم والتعلم لما يدور ويطرح في مجلسه المبارك حيث يناقش بالمجلس الآية والحديث والحكمة والمعلومة ليس هناك مجال للقيل والقال أو فضول الكلام. وحينما ابتلي بالمرض قبل سنتين زاده الابتلاء شكراً وحمداً لله عز وجل في فعله وسلوكه في ظاهره وباطنه لم ألحظ عليه يوما أنه كان ساخطاً أو متذمراً بل كان هو أبا عبدالرحمن كما عرفناه قبل المرض وأثنائه وهذا فضل من الله عز وجل وكرمه ورحمته، وخلال فترة إصابته بالمرض وفترة العلاج خصص أياما لزيارة الأهل والأقارب والزملاء وطلاب العلم ولنا مواقف مع فضيلته فقد شرفت كلية المعلمين بتكريم والده وقد حضر الدكتور خالد بصحبة أخيه الدكتور محمد ووالدهما. وفي مساء يوم الخميس 20/11/1434ه هاتفني والدنا فضيلة الشيخ إبراهيم الرومي والد الفقيد قائلاً بأن الدكتور خالد يوجه لك الدعوة مساء هذه الليلة لرغبته بالحديث معك وقد كان لي شرف اللقاء بفضيلته وبحضور إخوانه وأبنائه وكان اللقاء عائليا وكان الدكتور خالد بمعنويات مرتفعة وبرضا وحمد وشكر، وقد تزامن هذا اللقاء مع بداية العام الدراسي وكان محور الحديث وجل هم فضيلته رحمه الله كيفية تحفيز الطلاب وحثهم على طلب العلم وتشجيعهم إيماناً منه بأن الأفراد والأمم لا تتقدم إلا من خلال طلب العلم. وقد أفادني بنيته للحج وقد تحقق له ذلك بأن حج وشارك بالتوعية لحجاج بيت الله لعام 1434ه. أود أن أبين خصلة وسمة تميز الفقيد رحمه الله بها وهي بر الوالدين والعناية بهما وهذا ليس مستغربا على رجل بمكانة الدكتور خالد بعلمه وشخصه ومن فضل رب العز والجلال أن حقق له مبتغاه حينما وقف والده على قبره قائلاً: (اللهم إني راض عنه فارض عنه، لم يغضبني صغيرا وكبيرا) وقد ذكر لي فضيلة الدكتور محمد بأن والدته دعت بدعاء والده راجية من الله عز وجل بأن يرضى عنه ويعفو عنه، وهذا تمام الفضل وعظيم الرحمة بأن يقبض الله عز وجل روح العبد ووالداه قد ترضيا وترحما عليه، وإذا كنا فقدنا أبا عبدالرحمن فآثاره باقية لأبنائه عبدالرحمن وإبراهيم وعبدالله وأحمد وأخواتهم، وبما أنجزه وكتبه من كتب وأبحاث في علم السنة والحديث. فندعو الله بأن يرحم الجميع من الأموات وأن يغفر لفقيدنا ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان إنه نعم المجيب.