أمير المدينة ووزير التجارة يستعرضان الفرص الواعدة في المنطقة    إغلاق مؤشرات أسواق الأسهم الأمريكية على ارتفاع    توطين الكفاءات    إعادة تدوير النفايات الطبية بدون سموم    سعوديون يطالبون بتقنيات حديثة لتصميم الأزياء    القنصلية السعودية في هيوستن تهيب جميع المواطنين المتواجدين في ولاية تكساس بتوخي الحيطة والحذر    2024 الأكثر سخونة تاريخيا    أصغر ثنائي يجول العالم بدراجة    نتنياهو: دمار غزة دفع حماس لإعادة المفاوضات    السعودية حريصة على استئناف مفاوضات جدة بين السودانيين    الاتحاد يجدد عقد الناشري لموسمين    «لاعبون بلا عقود» يركضون في أبها بحثاً عن فرص احتراف    تحرك لحصر ومراجعة أنظمة وقرارات الاستثمار الخارجي المباشر    محمد رمضان يصفع معجبا    أفضل الأطعمة للتغلب على الحرارة    الكمية الأمثل لتناول التوت وأبرز فوائده    براعة الماتادور بوجه توازن الديوك    البيت الأبيض يصف زيارة أوربان للصين بأنها "غير بناءة"    الأردن : إحباط تهريب 50 ألف حبة مخدرة متجهة للمملكة    «المرور» يوضح إجراءات تسديد المخالفات    القصبي: ما حدث في 6 سنوات لم يحدث في 70 عاماً    «إثراء» يعلن فوز أربع فرق في «الفورمولا 1» استعدادًا للتصفيات العالمية    فرنسا.. المعسكر الرئاسي يتنفس الصعداء    الاتفاق يعود للخليجية من جديد    خادم الحرمين وولي العهد يُعزيان القيادة الكويتية    كيربي: هناك فجوة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية بشأن وقف الحرب    الجاسر يطّلع على القدرات التشغيلية في مطار بوخارست الدولي    «القرية الحجازية» نموذج الحياة القديمة والإرث التاريخي    مواطن يُشكل تاريخ الدولة السعودية بأكثر من 18 ألف قطعة ليجو    أمير الشرقية يستقبل رئيس محكمة الجبيل ونادي الخليج    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على سلطانة بنت سعود    المختبر الإقليمي بالشرقية يجري 186 ألف فحص    "سلمان للإغاثة" يوزع مساعدات إغاثية متنوعة لمتضرري الزلزال في محافظة غازي عنتاب بتركيا    21 موقعا للأحوال المدنية المتنقلة    132 محطة و6 مسارات لحافلات طيبة    المفتي يستقبل العتيبي    45 جهة لرصد ومراقبة جودة المياه السطحية والجوفية    محافظ الطائف يعزي العصيمي    نائب أمير منطقة عسير يلتقي مدير عام معهد الإدارة العامة    لائحة لنظم الترميز والتصنيف الطبي    الحجاب والسويد يحتفلان بزواج عبدالله    استمراء الكذب    النفط ينخفض والذهب قرب أعلى مستوى    افتتاح البرنامج الصيفي (بأطفالنا..نُباهي) بتعليم عسير    وزير الخارجية يبحث مع نظيره الإيرلندي علاقات البلدين ويناقشان خطر توسع الصراع في المنطقة    الطب الاتصالي يعيد قلب مريض إلى الحياة    محافظ الخرج يطلع على منجزات وخطط الجمعية السعودية للفنون التشكيلية    محترف النصر: الكرة السعودية تنمو بشكل كبير    أتربة مُثارة على أجزاء من الرياض    التعاون يواصل التأهب في معسكره في سلوفينيا    موزة بنت الإمام أحمد بن سعيد.. أميرة قوية حكمت عُمان    أمير تبوك ل«الشؤون الإسلامية»: اهتموا بالجوامع وهيئوها للمصلين    ثقافة التخلي السينمائية    استقبل السديري والسفير الجزائري.. أمير الرياض يطلع على البرامج الجامعية للبحث والابتكار    وفاة الأميرة سلطانه بنت سعود    أمين الرياض يعلن إطلاق برنامج الامتثال البلدي " مُثل "    تجسيداً للعناية السعودية قيادة وشعباً بأقدس المقدسات.. الكعبة المشرّفة تتوشح بهاء الكسوة الجديدة    هل يُقاس معوجّ بمعتدل؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ولكن تؤخذ الدنيا غِلابا
للعصافير فضاء
نشر في الرياض يوم 11 - 02 - 2014

قد يتساءل البعض هل نحن سعداء؟ وقد لا يهتم آخرون لذلك.. وقد يكون هناك سعداء ولا يعنيهم التساؤل، أو يدخل في حساباتهم وهم يركضون على ممر الحياة..!
وما بين كل من هو سعيد، ومن يحلم بالسعادة يعتقد بعض الأشخاص أن أكثر اللحظات سعادة لديهم، هي عندما ينجحون في تحقيق تلك الأشياء التي قال عنها الناس إنهم لن يتمكنوا من تحقيقها..!
وعدم التحقيق هنا ليس مرتبطاً بما لم يتوقع الذهاب إليه، ولكن يقصد به قدرة الشخص على تحدي نفسه وهذا هو الأهم.. وتحقيق الصعب.. أو ما كان يُعتقد أنه لن ولم يتمكن من الوصول إليه..!
وما بين قهر الآخر، وقهر الظروف، وإرضائك نفسك، تكمن السعادة التي طالما بحثت عنها، واعتقدت بها..!
لكن هل هذا يتعلق بمرحلة عمرية معينة، أم بمواقف مرتبطة بالآخرين، أم هو ركض متصل يتحول كاعتياد لمطاردة السعادة..؟
يقول أحدهم: نحن نبحث دائماً عن السعادة في الحياة ونلاحقها، نتحرّى دوماً أين وكيف نجدها؟ إلا أن خبرة السنوات الطويلة وحدها هي التي تُفضي إلينا ببعض أسرارها..!
هذه الخبرة من السنوات التراكمية قد يرى آخر أنها أيضاً ليست كافية لملامسة السعادة في ظل عدم قدرته رغم سنواته الطويلة على الوصول إليها.. وقد تبدو هذه السنوات وكأنها متاهة يعجز عن السكن داخلها ويتواصل البحث بعيداً عنها..!
العقلاء يرون أنه ليس للسعادة مقاييس، وليس لها حدود، وتختلف كالعادة من شخص إلى آخر، وحتى تعريفها في كل الأحوال فضفاض، ويخضع للحظة الشخص وارتياده للفرح، أو اختياره للحظته لأن تكون سعيدة أو خارج التغطية..!
في الحياة هناك أناس يستحضرون السعادة، كمن يأخذ الدنيا غلابا.. بمعنى أنهم يخطفون سعادتهم بأيديهم لأنهم يعتقدون بأن من لم يحقق سعادته بنفسه لا أحد سوف يحققها له.. لا يعنيهم من يختلف معهم في تفسير هذا المفهوم.. أو يستغرب على طريقة إدارة هذا الإحساس، لأنهم اختاروا أن يخلقوا متعتهم ويقتحموا الحياة من نوافذها، ليخطفوا ذلك المدى السعيد الغائب، وإن سألتهم.. ماذا يفعلون ؟ يجيبون.. بأن السعادة لا تؤخذ إلا هكذا..!
فمثلا ًفي عز الانشغال تجده يُسعد نفسه بخروج أو نزهة قصيرة أو معايشة إحساس قد تعتقد أنه ليس وقته، بطعام جيد، بنوم هادئ، بمشاهدة مباراة، أو فيلم، أو زيارة أحدهم، أو غياب صامت، قد يفسرها البعض بأنها أنانية أو حب ذات وعدم اهتمام بالآخر، وتركيز على نفسه فقط.. لكن تفسيره هو مختلف.. فهو يشعر أنه يريد أن يستمتع بتعقل.. يعيش اللحظة ليس كما هي بل كما يريد هو.. ينظر إلى الأشياء المستديمة الألم، والحياة الراكضة التي لا تتوقف فيشعر أنه يمسك بلحظة تخصه.. يعيشها بإرادة، يسكن داخلها.. يلامسها.. لا يستسلم لهذا الضغط غير المتسامح، ولا يرضخ لهذه الحياة العاصفة التي تحمله وتصطدم مع كل لحظة هادئة من الممكن أن يلامسها.. يطبّق قانون.. ما يسعدك ليس بالضرورة أن يكون سهلا أو متاحاً المهم أن تكون قادراً على تنفيذه وقتما تشاء..!
وعندما تتماهى مع لحظة سعيدة ربما قد تكون غير ملموسة للآخر لكنك بمفردك قادر على تحقيقها.. والاستمتاع بها ليس لأنك أناني.. ولكن لأن السعادة بمعناها المزدوج سعادتك، ومن ثم سعادة غيرك، أو سعادتك الفردية التي ستنعكس على الآخر، ومن خلالها تحقق توازنك الداخلي..!
في واقع الأمر تظل السعادة شيئاً غير ملموس.. والسعي إليها يعتبر كمن يحاول الاستظلال بالهواء أو الفراغ، لأنه كما يقول ديكارت " ليس ثمة سعادة أو شقاء في المطلق، وإنما تفكيرها هو الذي يشعرنا بأحدهما.."..!
يسعد من يريد.. أو يعيش لحظته الهادئة.. إن توصل إليها في ظل وجود الرغبة الصادقة في ذلك متجاوزاً المفهوم الشامل والعام والمرتبط بأن سعادة الإنسان تأتي من سعادته لغيره.. أو أن السعادة في الغالب مقترنة بإسعاد الآخرين أو بالعطاء أكثر من الأخذ.. لأن من لم يستطع أن يسعد نفسه ويمنحها الهدوء من الصعب أن يسعد غيره.. ذلك أن الإخفاق في الوصول الى السعادة الشخصية يقطع تلك المسافة الممتدة إلى الآخرين، ويعطل المسار إليها..!
ومن رؤية إلى رؤية تبدو السعادة وكأنها ذلك الأفق الممتد الذي يقترب منه من يريد من الواقعيين.. السعداء.. ويبتعد عنه كلما اقترب أولئك الحالمون بالتأمل.. وجمع الحكايات وتحويلها إلى رؤى يُكتفى بقراءتها..!
يقول الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه "ما كل من أراد شيئاً قَدِر عليه.. ولا كل من قدر على شيء وفق له.. ولا كل من وفق أصاب له موضعاً.. فإذا اجتمع النية والقدرة والتوفيق والإصابة.. فهناك تمت السعادة..".!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.