تحتل "المملكة" مركزاً متقدماً بين دول العالم من حيث انتشار السمنة بين مواطنيها، وتصل نسبة البدناء فيها إلى (70%) تقريباً، ومع ذلك فإننا نلحظ أن هناك تنامياً في أعداد مطاعم الوجبات السريعة في الآونة الأخيرة، ومن بين ما تقدمه تلك المطاعم وجبة "البرغر" المحتوية على سعرات حرارية عالية تؤدي في كثير من الأحيان إلى ارتفاع نسبة الكولسترول وزيادة نسبة الأمراض المرتبطة بالسمنة، واللافت في الأمر هو تزايد الإقبال على هذه المطاعم رغم ارتفاع أسعارها، إذ تصل إلى أكثر من (100) ل "ساندويتش البرغر" فقط دون أن يشمل ذلك أيّ إضافات أُخرى. يذكر أن وجبة "البرجر" الواحدة زنة (800) جرام تعطي (26) جراماً من الدهون، وهو ما يمثل أكثر من ربع احتياج الجسم لأداء نشاطه اليومي، كما أنها تمنح الجسم أكثر من ثلاثة جرامات من "الملح"، أي أكثر من (80%) من الاحتياج المطلوب للجسم، إلى جانب أنها توفر أكثر من (600) سعرة حرارية، أي ثلث إجمالي السعرات الحرارية اللازمة لشاب في الفترة العمرية مابين (4 19) سنة، أي أن "ساندويتش برجر" واحد لا يُشبع يمنح الفرد أكثر من نصف احتياجاته اليومية من الطاقة، فإذا أُضيف إليه "المايونيز" و"البطاطس" المقلية ذات السعرات الحرارية المرتفعة والمشروبات الغازية يصبح "ساندويتش" واحد بمكملاته كافياً لإعطاء الفرد ما يحتاجه من غذاء في اليوم الواحد دون تناول أي شيء آخر خلال اليوم. وتناولت العديد من الدراسات العلمية أضرار هذه الوجبة، ومنها دراسة حذرت من تناول "البرجر" ليس لما له من آثار سيئة نعلمها جميعاً على ارتفاع نسبة الدهون بالدم والتأثير على القلب والشرايين والإصابة بالسمنة فحسب، بل إنها أشارت إلى تأثيره السيئ على الغدة الدرقية، إذ أشارت هذه الدراسة إلى أن شركات تصنيع "الهمبرجر" تطحن رقاب "الأبقار" لصنع "الهمبرجر" دون أن يتم نزع "الغدة الدرقية" للحيوان، مبينة أنها كانت تُنزع في السابق وتُباع لشركات الأدوية، أما الآن فإن شركات الأدوية استعاضت عنها ببدائل أخرى، فلا يتم نزعها، بل تُمزج بقطع اللحم؛ مما يجعلها تحتوي على نسبة عالية من هرموني (T3وT4) بما لهما من تأثيرات ضارة جداً بالإنسان، ومن ذلك إصابة الإنسان بتضخم الغدة الدرقية. سمعة المطعم وأشارت "حصة العلي" إلى أن هناك مبالغة في أسعار الوجبات في مطاعم الوجبات السريعة، مضيفة أنها أصبحت تتفنن في طريقة تقديم الطلبات، موضحة أن سمعة المطعم لها دور كبير في مدى إقبال الزبائن عليه، لافتة إلى أن التنافس على ارتياد المطاعم المشهورة أصبح ضرورة لدى البعض للمباهاة أمام الأصدقاء، خاصة مع انتشار ثقافة التصوير بين أفراد المجتمع، مبينة أن هناك من يسخِّر ذلك في تصوير وتحميل بعض الصور على برنامج "انستغرام". وأضافت أن هناك من يذهب إلى المطاعم الشهيرة ليتباهى أمام أصدقائه أو أقاربه عبر ما يتم تحميله من صور من داخل هذه المطاعم على هذا البرنامج أو على صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، موضحة أن ما يتم تقديمه من وجبات في هذه المطاعم من الممكن إعداده وتجهيزه في المنزل بالجودة نفسها وفي ظروف ملائمة وصحية بدلاً عن إنفاق مبالغ كبيرة مقابل شراء الوجبات من هذه المطاعم، مشيرة إلى أن بعض أفراد المجتمع أصبحوا سطحيين فيما يتعلق باهتمامهم بالمظاهر والمباهاة رغم شكواهم المتكررة من ارتفاع مستوى المعيشة اليومية. مبالغ كبيرة ولفتت "هيفاء صالح" و"مضاوي عبدالله" و"ريما عبدالعزيز" أثناء انتظارهن في أحد مطاعم "البرغر" الشهيرة إلى أنه على الرغم من غلاء أسعار "البرغر" في هذا المطعم، إلا أنه يتم إعداده وتقديمه بطريقة مميزة و بجودة عالية، وقالت "هيفاء" :"عندما نطلب إحدى الوجبات مرتفعة السعر، فإننا إما أن نجربها لمرة واحدة فقط، أو أننا نطلب (ساندويتش) واحد ونقتسمه فيما بيننا، خاصة عندما يكون سعر (البرغر) أكثر من (100) ريال"، بينما أشارت "مضاوي" إلى أنهن غالبا ما يأتين إلى هذه المطاعم لطلب المقبلات أو الحلويات، أما "البرغر" فنادراً ما يتم طلبه، ولفتت "ريما" إلى أن البعض يرتادون هذه المطاعم للمفاخرة والتباهي، مبينة أنهم حينها يكونون على استعداد لدفع مبالغ مالية كبيرة في سبيل ذلك. ديكور جميل أما "هديل الشمري" و"غفران الحداد" و"فاطمة الشمري" و"رزان الشمري" و"أفنان الحداد" فأكدن على أنهن يزرن هذه المطاعم مرتين في الأسبوع على أقل تقدير، وقالت "هديل" :"جئت إلى مدينة الرياض خصيصاً لزيارة أحد مطاعم (البرغر) الشهيرة، ورغم ارتفاع أسعار وجبة (البرغر) في هذه المطاعم، إلاَّ أنني لن أُمانع في شرائها شريطة أن أتذوق (برغراً) ذا طعم مميز وليس كالذي نتذوقه في مطاعم الوجبات العادية، خاصة إن ترافق ذلك مع طريقة تقديم مميزة وديكور جميل وجلسات مريحة، وذلك رغم علمي أن هذه الوجبات تستحق أسعاراً أقل مما هي عليه". أماكن ترفيهية وأوضحت "أفنان" أنها عندما ترتاد هذه المطاعم تختار الوجبات المميزة، خاصة تلك الوجبات التي لا تستطيع إعدادها في المنزل، مرجعة السبب إلى أن هذه المطاعم تقدم خلطة مميزة ذات مكونات غير معروفة، في حين قالت "غفران" :"لو قُدِّر لنا رؤية الفاتورة قبل أن نأكل لما دفعنا هذه المبالغ على وجبة نستطيع إعدادها في المنزل"، أما "فاطمة" فأرجعت سبب ارتيادها هذه المطاعم مرتفعة الأسعار إلى عدم وجود أماكن ترفيهية نستطيع ارتيادها في مدينة "الرياض". وأضافت أن غالبية الأماكن الترفيهية في مدينة "الرياض" عبارة عن مطاعم أو مجمعات تجارية؛ مما يجعلها تأتي إلى هذه المطاعم بهدف المتعة ولقاء صديقاتها، بينما أكدت "هديل" على أن بعض أفراد المجتمع يرتادون هذه المطاعم بناءً على توصية تلقوها من المعارف أو الأصدقاء أو حتى بعض المشاهير بشكل شخصي أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي. مطاعم شهيرة وأبدى "إبراهيم العيسى" و"سليمان العقيلي" و"مالك المديهش" استياءهم من غلاء أسعار الوجبات التي تقدمها هذه المطاعم، وقال "إبراهيم" :"الأسعار في معظم مطاعم الوجبات السريعة مبالغ فيها بشكل كبير، وبالتالي فإن ذلك من الممكن أن يسهم في تقليل الإقبال عليها"، مشيراً إلى أن بعض المطاعم تتناسب أسعارها مع مستوى الخدمة المُقدمة، خاصة على صعيد جودة الطعام ومستوى النظافة، بينما يختلف الأمر في البعض الآخر، داعياً أفراد المجتمع إلى عدم الإقبال على المطاعم ذات الأسعار المرتفعة والتوجه إلى المطاعم ذات الأسعار المعقولة. وأضاف أن ذلك من الممكن أن يجعل المطاعم التي تبالغ في الأسعار تعمل على تخفيضها نتيجة لذلك، ووافقه الرأي "مالك "، مؤكداً على أن أسماء المطاعم المشهورة هي من تغري بعض الزبائن للشراء بهذه الأسعار المرتفعة، بينما أوضح "سليمان" أن الأسعار التي توضع في قوائم أسعار بعض المطاعم لا تمت للواقع بصلة، موضحاً أنه يطرأ عليها بعض التعديل في كثير من الأحيان. وقال "أحمد العيد" :"أتعجب من بعض المطاعم التي تضع مبلغا باهظا على وجبة تعد عادية أو في متناول الجميع، والأكثر غرابة هو وجود أُناس يشترون هذه الوجبات بحجة أنها من مطعم مشهور"، مضيفاً أن دفع مبالغ كبيرة مقابل شراء تلك الوجبات يعد من الإسراف والتبذير الذي نهى ديننا الحنيف عنه، مستشهداً بقوله تعالى :"إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين". مكونات طازجة وبيّن "بشير صالح" –مدير أحد المطاعم- أن ارتفاع سعر الوجبات التي يقدمها هذا المطعم لزبائنه يعود إلى أن مكوناتها تكون طازجة ومحضرة داخل مطبخ المطعم، مشيراً إلى أنهم لا يلجؤون إلى المأكولات الجاهزة والمجمدة، وبالتالي فإن أسعار هذه الوجبات يتناسب تماماً مع مستوى جودتها، مؤكداً على أنهم لم يتلقوا أي اعتراض أو إشارة من زبائن المطعم إلى ارتفاع الأسعار، لافتاً إلى أن المطعم يحظى بإقبال كبير من قبل الزبائن، موضحاً أن مدة انتظار الزبائن للطلبات تصل أحيانا إلى أكثر من ساعتين. وجود المطاعم داخل المجمعات التجارية يغري الأسر بالشراء «ارشيف الرياض» يلعب ديكور المطعم وطريقة تقديم المأكولات دوراً في غلاء أسعاره المبالغة في أسعار وجبات البرغر قد تقلل من الإقبال عليها