قبل سبعين سنة من عمر المملكة العربية السعودية كان الناس في المدينة الكبيرة وليس في القرية او الهجرة يبحثون عن شخص بالكاد يفك الحرف ويتهجى الكلمات ليقرأ لهم رسائلهم ويوثق تعاملاتهم الحياتية اذ كان المتعلم نادراً وكان نتاج الكتاتيب التي تتواجد لتعليم قراءة القرآن الكريم ورسم بعض الحروف الهجائية. السبعون سنة هي في عمر الشعوب والأمم لحظة زمنية قصيرة جداً، وأكثر جدا، ومع هذه المسافة الزمنية الخاطفة استطاعت المملكة ان تختصر المسافات الحضارية، وتطوع الزمن وتخضعه بإرادة قوية، ورؤية منهجية مدروسة الى قفزة لم تشهدها الشعوب الأخرى في عملية البناء والتحديث، وصياغة وعي الانسان والارتقاء بمفاهيمه وفكره الى صانع وعي، ومنتج معرفة وثقافة، ومشارك فاعل ومؤثر في توطين الحداثة بكل مضامينها البنيوية. اذ كان الهدف المهم في فكر القيادة السياسية هو الانسان كعقل يطور ويتطور ويتفاعل مع التحولات المعرفية، ويساهم في صناعة المنتج الاقتصادي والثقافي والفكري التربوي، ويؤسس لهوية وطنية معالمها الإنتاج والعطاء وليس الاتكال والعيش الرعوي على مخزون الثروة النفطية، ومصادر الدخل الذي تفجر من باطن الأرض. سبعون سنة استطاعت المملكة ان تكثف استثماراتها في الانسان فانتشرت الجامعات، وصار للمملكة هوية فكرية وعلمية تشارك من خلالها في صناعة القرار الاممي، وتضع بصماتها في المنتج الحضاري للشعوب والأمم، وهذا التطور الحقيقي حيث البشر قبل الحجر. وقبل أيام أقيم المؤتمر العلمي السابع للطلبة السعوديين في مدينة ادنبرة بالمملكة المتحدة حيث كان مبهرا في مضامين بحوثه ودراساته وقدم العقل السعودي كفكر ووعي وأدوات معرفة، وكانت تجليات ما طرح وقدم في فعالياته الإشادة المفرحة من مجلس الوزراء في المملكة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع حيث اثنى الجهد الذي أداه الطلاب والطالبات السعوديون وإبداعهم في مضمار البحث العلمي، وحرصهم على الإفادة القصوى من خبرات المحكمين في الجامعات البريطانية، في تخصصاتهم الدقيقة، والمشاركة المعرفية والثقافية. مضاعفة الجهد وامام هذا الإنجاز جدد صاحب السمو الملكي الامير محمد بن نواف بن عبد العزيز، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة، التهنئة للطلاب والطالبات المتميزين والمشاركين أيضا في المؤتمر العملي السعودي السابع الذي اختتم أعماله في جامعة إدنبره مؤخراً على نجاح اعمال المؤتمر. وقال سمو السفير في تصريحه ان هذا النجاح يأتي انعكاسا للمستوى الكبير الذي وصل اليه الطلبة المبتعثون علما وتنظيما، موضحا ان هذا المستوى هو ثمرة برنامج الابتعاث الخارجي الذي يحظى برعاية ودعم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسيدي صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، حفظهما الله، اللامحدودين من اجل ان يواصل أبناء وبنات المملكة العربية السعودية التفوق العلمي. واشار سمو السفير الى اهمية الاستفادة من هذا النجاح في مضاعفة الجهد في التحصيل العلمي والتركيز على هدف الاستفادة من برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي ليساهم الجميع في مسيرة الرقي بالوطن. وقال سمو السفير كما سبق واكدت العلم والمعرفة هما أساس تقدم وازدهار الأمم والشعوب وأساس بناء الحضارات العظيمة والوسيلة الوحيدة للسير في طريق الإسهام الفاعل في دعم واستمرار تقدم الحضارة الإنسانية، وبالعلم والمعرفة تتمايز الأمم والشعوب عن بعضها البعض، فاسعوا جادين لنيل العلم وفي كل التخصصات حتى يكون لكم دور فاعل في بناء مستقبل باهر لوطنكم وأمتكم وللعالم أجمع، وإبراز الصورة المشرقة والمشرفة لديننا ووطننا. واوضح سمو السفير في تصريحه ان سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة تتابع بشكل دائم عبر ملحقيتها الثقافية مسيرة الطلاب والطالبات العلمية وتسعى الى تذليل كافة الصعاب التي يمكن ان يواجهها الطلبة المبتعثون بهدف ان يتفرغ جميع الطلاب لهدف واحد وهو التركيز على التمكن العلمي والمعرفي في جميع التخصصات. وفي هذا السياق، بين سمو السفير ان كل ما يتعلق بتذليل العقبات امام الطلبة السعوديين الدارسين في بريطانيا ودعم مسيرتهم التعليمية قد جرى تناوله بإسهاب في اجتماع اللجنة السعودية البريطانية المشتركة التي اختتمت أعمالها مؤخراً في لندن وذلك من كافة الجوانب سواء ما يتعلق بالتأشيرات او العلاقة مع الجامعات او التدريب او غير ذلك. وفي نفس هذا السياق أيضا، أضاف سمو السفير ان تدريب الخريجيين السعوديين من الجامعات البريطانية حظي كذلك باهتمام القطاع الخاص حيث كان هذا الموضوع ضمن جدول اعمال اجتماع مجلس الاعمال السعودي البريطاني. وختم سمو السفير تصريحه بالإشادة بجميع الجهود التي بذلت من اجل ان يعكس المؤتمر ليس فقط تميز الطلاب والطالبات العلمي وإنما أيضا القدرة على ادارة وتنظيم المؤتمرات العلمية وهو ما شاهدناه في المؤتمر السابع. التميز مفخرة لأبناء الوطن وقال الملحق الثقافي في المملكة المتحدة د. فيصل المهنا أبا الخيل "لقد كان للترحيب الذي حظي به مؤتمر الطلبة السعوديين في المملكة المتحدة من مقام مجلس الوزراء الموقر في جلسته المنعقدة في الثالث من ربيع الثاني لعام 1435ه وإشادة المجلس بالجهد المتميز الذي أداه الطلاب والطالبات السعوديون وإبداعهم في مضمار البحث العلمي أبلغ الأثر في نفوسنا جميعا." وبهذه المناسبة اضاف د. فيصل المهنا ابا الخيل "نيابة عن كافة منسوبي الملحقية الثقافية، اتقدم بالتهنئة الخالصة لأبنائنا المبتعثين والمبتعثات على هذه اللفتة الكريمة والمباركة من مجلس الوزراء الموقر، ولا شك ان هذا النجاح تحقق بفضل الله ثم بفضل جهود كافة المبتعثين من أعضاء وعضوات اللجان التنظيمية واللجان العلمية لهذا المؤتمر، فلهم منا جميعاً كل الشكر والتقدير والثناء على ما بذلوه من جهد ووقت وما أظهروه من أداء احترافي متميز، والشكر موصول لأبنائنا الطلاب ممن شاركوا بإبداعاتهم وأبحاثهم العلمية التي كانت محل إشادة من جميع من حضر وشارك. ويعد هذا التميز مفخرة لأبناء الوطن وثمرة من ثمار برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله – للابتعاث الخارجي. وبهذه المناسبة ونيابة عن أبنائي وإخواني الطلاب المبتعثين في المملكة المتحدة أتقدم بالشكر الجزيل لمقام مجلس الوزراء الموقر على هذه الإشادة والوقفة الخيرة التي ستكون بإذن الله دافعا لأبنائنا المبتعثين لإظهار المزيد من التميز العلمي، ولا يفوتني أيضاً أن أتقدم بالشكر لوزارة التعليم العالي على دعمها المتواصل لكافة أنشطة الملحقية والمبتعثين ولمقام سفارة خادم الحرمين الشريفين على الرعاية الكريمة وكذلك لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على دعمها هذا المؤتمر وغيره من أنشطة أبنائنا البررة." دور الجامعات السعودية وتوجه رئيس لجان المؤتمر الدكتور عبدالرحمن العمري بجزيل الشكر والتقدير لسفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز لمتابعته الدائمة لشؤون أبنائه الطلبة وحث منسوبي الملحقية الثقافية على بذل أقصى الجهود في تقديم الخدمة المميزة للطلبة المبتعثين لتحقيق التميز في شتى المجالات العلمية، كما أشاد العمري بدعم صاحب المعالي وزير التعليم العالي وحرصه على إبراز إبداعات الطلبة المبتعثين العلمية والبحثية في إقامة مثل هذه المناشط. كما أوضح الدكتور العمري أن دعم الجامعات السعودية لمؤتمرات الطلبة في المملكة المتحدة والذي تفضلت به جامعة الإمام لهذا العام وللمرة الثالثة في تاريخ المؤتمر يساهم في بناء جسور من التواصل العلمي وعقد الشركات مع المؤسسات التعليمية العريقة في المملكة المتحدة والتي تتولى الملحقية الثقافية بمتابعة مباشرة من سعادة الملحق الثقافي الدكتور فيصل بن محمد المهنا أبا الخيل التنسيق معها لاستضافة مؤتمرات الطلبة السعوديين سنوياً وتميز المؤتمر لهذا العام باستضافة الجامعات الاسكتلندية مجتمعة لهذا المؤتمر. الطلبة هم خلف النجاح واكد نائب رئيس اللجنة التنظيمية خالد السبيعي ان من يقف خلف هذا النجاح هم الطلبة بأنفسهم ومن جميع المدن البريطانية الذين شاركوا وساهموا مع الملحقية في الاعداد والتظيم لهذا المؤتمر منذ البداية. حيث شكلت اللجان الفرعية ووزعت المهام وعقدت الاجتماعات تحقيقا ورغبة من الجميع في نجاح هذا المؤتمر مستفيدين بذلك من الخبرات والنجاحات في المؤتمرات السابقة والتوجيهات من كل من مقام وزارة التعليم العالي وجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية الداعم لهذا المؤتمر ومقام سفارة خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة وسعادة الملحق الثقافي. مدججون بسلاح العلم ومن جانبه قال رئيس اللجنة العلمية بالمؤتمر طالب الدكتوراه المبتعث في تقنية النانو المهندس خالد بن ثامر الثقفي ان إشادة مجلس الوزراء الكريمة بالمخرجات العلمية والبحثية لهذا المحفل العلمي المقدمة من الطلبة المبتعثين في المملكة المتحدة والتي تدل على نجاح أهداف برنامج خادم الحرمين الشريفين للبعثات الخارجية في الاستثمار في المواطن للعودة إلى مملكتنا الحبيبة مدججين بسلاح العلم وبذلك يكون رد الدين لوطننا المعطاء بالمساهمة في دفع عجلة التنمية وتطوير وتنوير المجتمع. الوطن دائما قريب من ابنائه كما قال منسق لجنة التوثيق والإعلام ابراهيم محمد الغامدي طالب الدكتوراه في إدارة الموارد البشرية "لقد كانت اللفتة الكريمة من مقام مجلس الوزراء اكبر دليل على المتابعة القريبة والمستمرة من حكومة خادم الحرمين الشريفين لابنائها المبتعثين وكذلك لنتاجهم العلمي وهذا يدل انه مهما طالت المسافات فان الوطن قريب من ابنائه. وبهذه المناسبة اشكر المجلس الكريم على هذه اللفتة المباركة وكذلك اشكر جميع من ساهم وشارك في انجاح هذا المؤتمر الناجح من مسؤولين ولجان وطلاب مبتعثين. قلب واحد نحو هدف واحد وعبر طالب الدكتوراه في نظم المعلومات ومنسق اللجنة الفنية بالمؤتمر المبتعث محمد الدريس عن سعادته برؤية زملائه المبتعثين يعملون على قلب واحد نحو هدف واحد. واضاف "النجاح تم تسطيره على المستويين اﻻكاديمي والتنظيمي بجهود المبتعثين انفسهم. ونتطلع لوطن شامخ بأيدي شباب واعد. دعم قيادات الدولة واركانها لجهود الطلاب المبتعثين يعكس مستوى دعمهم ﻻبراز الاجيال القادمة في احسن مستوى علمي ومهني." كما تقدم بالشكر لمجلس الوزراء على هذا الدعم واﻻلتفاتة الثرية والتي تعتبر لنا كنجاح مضاعف. الملحق الثقافي د. فيصل ابا الخيل المهنا الطلبة منسقو اللجان - من اليمين: م. خالد الثقفي، ابراهيم الغامدي، عادل باوزير، محمد الدريس، صالح السلمي