ذكرت شبكة «سي إن إن» الاخبارية أن دراسة حديثة طرحت تقنية جراحية توفر علاجاً مريحاً من ألم الشقيقة (الصداع النصفي) المزمن الذي ينتشر بنسبة كبيرة في العالم. وقد انتبه الاطباء إلى هذه التقنية الجديدة مصادفة عندما بدت كتأثير جانبي لاحدى العمليات الجراحية التجميلية التي تجرى لشد الوجه في منطقة الجبهة تحديداً. وقد ذكر الدكتور بهمان جيرون أستاذ الجراحة التجميلية في جامعة ويسترن ريزيرف والمركز الامريكي للصداع النصفي في التقرير الذي تم نشره في عدد الشهر الحالي من مجلة جراحات التجميل أن المرضى الذين خضعوا لهذه العملية والتي يتم فيها قطع العضلات الجبهية أفادوا فيما بعد أن آلام الصداع النصفي قد اختفت. وبالاعتماد على هذه الملاحظات من المرضى لجأ الدكتور جيورن وزملاؤه إلى وضع تقنيتين جراحيتين خاصتين لتحديد نقاط تحريض الالم في الصداع النصفي ومعالجتها. وقد شملت الدراسة 125 مريضاً ممن يعانون من آلام الشقيقة أو الصداع النصفي وخضع مئة منهم للجراحة، وبقي خمسة وعشرون آخرون على العلاج المحافظ للمقارنة بين المجموعتين. وقبل الجراحة بعدة شهور قام الاطباء بحقن مرضاهم بمادة البوتوكس ليتمكنوا من تحديد العضلات المسؤولة عن تحريض الالم في منطقتي الجبهة وخلف الرأس وفي حال نتج عن تلك الحقن أي تحسن في عدد مرات النوبات الحاصلة أو مدتها يتم اللجوء إلى إزالة تلك العضلات جراحيا. وتم الطلب إلى جميع المرضى تسجيل التواريخ التي يتعرضون فيها لنوبات الالم والكلفة المادية للعلاج وعدد أيام الاجازات المرضية بسبب الالم وذلك خلال سنة كاملة. وعند مراجعة نتائج المجموعة التي خضعت للجراحة تبين أنها كانت الافضل. فقد تبين أن نسبة 92 في المئة من المرضى تخلصوا من الالم وقلّت عدد النوبات لديهم وشدتها وذلك بنسبة وصلت إلى 50 في المئة. كما أن 35 في المئة منهم أفادوا أنهم تخلصوا من الالم نهائيا و57في المئة سجلوا تحسنا في شدة الاعراض. أما مرضى المجموعة الثانية الذين لم يخضعوا للجراحة فكانت نسبة التحسن لديهم لا تزيد على 15 في المئة فقط وذلك خلال مدة الدراسة. ويقول الدكتور جيورن قبل الجراحة كان المرضى يعانون من نمط حياة بائس.. فهم يريدون أن يمضوا أوقاتا سعيدة مع أهلهم دون الشعور بالالم. ومن خلال اكتشافاتنا الجراحية الجديدة أصبح بإمكاننا مساعدة المرضى على التخلص من التأثيرات الرهيبة للصداع النصفي وبدء حياة جديدة. التأثيرات الجانبية الاكثر شيوعاً لهذا الاجراء كانت عبارة عن انزعاج في مناطق الحقن وتجويف في الصدغ وضعف في العنق وارتخاء في جفن العين.