احتفلت الاوساط الفنية والصحافة المصرية يوم السبت بالذكرى الثامنة والاربعين لرحيل الفنان علي الكسار الذي اشتهر بلقب بربري مصر الوحيد. رحل علي الكسار في 15 كانون الثاني(يناير) عام 1957 بعد حياة حافلة بالعطاء للفن قدم خلالها قرابة 250 «أوبريت» ومسرحية و30 فيلما سينمائيا. وكان الكسار أول من قدم الموسيقار والملحن الكبير الراحل زكريا أحمد ملحنا مع فرقته المسرحية عام 1924. وبمناسبة الذكرى الثامنة والاربعين لرحيل الكسار طرحت الهيئة المصرية العامة للكتاب طبعة جديدة من كتاب «علي الكسار في زمن عماد الدين» اشارة الى اسم شارع المسارح في القاهرة في مطلع القرن الماضي. يأتي طرح طبعة جديدة من الكتاب الذي ألفه ماجد بن علي الكسار وأرخ فيه لمسيرة والده الفنية في اطار حرص الاوساط المصرية المختلفة على تكريم الفنان الراحل. ولد الكسار في القاهرة في 13 حزيران (يونيو) عام 1887 ولم يتمكن من اتقان حرفة السروجي التي كان يشتغل بها والده وفضل ان يصبح مساعدا لخاله الطاهي فساعده ذلك على الاختلاط بأفراد المجتمع النوبي في العاصمة المصرية حيث أجاد لغتهم ولهجتهم. وكان علي الكسار عاشقا للتمثيل منذ صغره ونجح عام 1907 في تحقيق حلمه بتكوين فرقة للتمثيل أطلق عليها اسم «دار التمثيل الزينبي». ثم التحق بعد ذلك بالعمل في فرقة دار السلام بحي الحسين. وبعد عشر سنوات من احتراف التمثيل استطاع الكسار أن يصبح ندا لعملاق المسرح الفكاهي في مصر نجيب الريحاني صاحب شخصية «كشكش بيه» وذلك بعد أن ابتدع بربري مصر الوحيد عام 1917 شخصية عثمان عبد الباسط الخادم النوبي صاحب البشرة السمراء. وقدم الكسار شخصية عثمان عبد الباسط في قرابة 160 عملا مسرحيا بأسلوبه الفطري في الاداء والارتجال على المسرح. وسافر الى الشام عام 1934 لتقديم مسرحياته هناك قبل أن تتعثر مسيرته الفنية لفترة من الزمن أغلق خلالها مسرحه بالقاهرة. وفي عام 1935 شارك الكسار في فيلم سينمائي بعنوان «بواب العمارة» ثم توالت أفلامه العديدة ومنها «غفير الدرك» و«عثمان وعلي» و«سلفني 3 جنيه» و«علي بابا والاربعين حرامي» و«ألف ليلة وليلة» و«ممنوع الحب» و«أمير الانتقام». وكانت شخصية عثمان عبد الباسط الخادم الاسمر قاسما مشتركا لمعظم أفلام الكسار حتى أطلق عليه اسم «بربري مصر الوحيد».