وليد ابو مرشد مازال مدرب فريق النصر الأول لكرة القدم دانييل كارينيو يقدم نفسه بصورة مميزة منذ استلامه الدفة الفنية في الفريق خلفا للكولومبي المقال فرانشيسكو ماتورانا، مستغلا عدة عوامل قادته إلى تحقيق النجاح، وكسب رضاء الجماهير وإدارة النادي. ويركز المدرب الأوروجوياني على الجانب النفسي بشكل كبير، لشحذ همم لاعبيه بالإضافة إلى ابعادهم عن الضغوطات، وقدرته على التعامل مع هذا الجانب، كان له دورا بارزا في النجاحات التي تحققت، والمستويات المتصاعدة للاعبين، بحسب ما تراه النسبة الأكبر من المتابعين. ويملك كارينيو جوانب مميزة عدة في شخصيته، منها تقديمه مصلحة اللاعب على مصلحته الشخصية، خصوصا وأنه أخبر الإدارة في أكثر من مناسبة بأنه ليس مستعجلا للحصول على مرتباته وأن الأهم تأمينها للاعبين، ولو كان ذلك على حساب تأخر صرف مستحقاته. وعمل كارينيو في بداية فترته مع النصر على كسب اللاعبين في صفه، من خلال طريقة تعامله معهم، كونه يدرك أن ارتياح اللاعب للمدرب يسهل من مهمة الوصول إلى النجاح، وهو الأمر الذي سبق وذكره في إحدى تصريحاته لوسائل إعلام إكوادورية. وكشفت أحاديث بعض لاعبي النصر عن ذلك الأمر كذلك، بإشارتهم إلى أن كارينيو مدرب قريب منهم بشكل كبير، ولا يشعرون أن هنالك حواجز بينهم وبينه، ما جعل الجميع يتقبل تعليماته، كما أضفى ذلك الأمور متعة أكبر على التدريبات بالنسبة لهم. وتوضح ردود فعل المدرب النصراوي في مباريات فريقه، تركيزه على تحفيز اللاعبين دون الإغفال عن الجوانب التكتيكية، وكان آخرها بعد أن نزل إلى أرضية الملعب فور الفوز على الهلال بهدف نظيف، وتوجهه نحو عبدالله العنزي، وتوضح إشارات المدرب للاعب عن تأكيده له أن الروح والإصرار هي من قادتهما للفوز في اللقاء الهام. وبعيدا عن الجوانب النفسية وقربه من اللاعبين، كان لمعرفة كارينيو ببعض أفراد الجهاز الفني في الفريق، دورا بارزا في انسجامه مع الفريق سريعا، حيث سبق وأن عمل مع مدرب الحراس هيجيتا. ورغم أن كارينيو لم يحقق نجاحات كبيرة للأندية التي دربها، إلا أنه تلقى إشادات واسعة نظير ما قدمه مع النصر حتى الآن، وكان المدرب الأوروجوياني قد أكد في وقت سابق أن كل لاعب في النصر سيحصل على فرصته شريطة أن يعمل بجد في التدريبات. ولأنه لا يحب المجاملات ولا يعتمد على اسم اللاعب بقدر ما يركز على آداءه، فقد منح كارينيو اللاعب شايع شراحيلي فرصة المشاركة بشكل أساسي بمركز الظهير الأيمن، في لقاء الديربي الأخير أمام الهلال. ويطالب كارينيو لاعبي النصر بشكل مستمر بأن يعملوا لمصلحة الفريق بعيدا عن أي أمر آخر، رغبة منه في تعزيز روح الجماعة، وعدم نسب أي فوز أو إنجاز لشخص واحد. ومن المفارقات في عمل كارينيو بالنصر، أن عامل السن لا يهمه كثيراً، وهو ما بدا واضحا باعتماده على حسين عبدالغني بشكل أساسي رغم تقدمه بالعمر، واعطائه الفرصة كذلك للشاب أيمن فتيني رغم صغر سنه. وسبق أن ناقشت الإدارة النصراوية كارينيو في مغامرته بالزج باللاعب فتيني بصفة أساسية، وأكد لهم أن عامل السن يعد بالنسبة له من الأمور الثانوية التي لا يعتمد عليها إطلاقا قبل اختيار قائمته الأساسية، وأثبت فعليا وصحة وجهة نظره. ولعب النصر بقيادة كارينيو في 12 مباراة بدوري زين حيث حقق الانتصار في 7 وتعادل في ثلاث أمام نجران والفتح والاتحاد وخسر في اثنتين من الشباب والأهلي، فيما خاض مباراتين في البطولة العربية وحقق الفوز ذهابا وإيابا على الحد البحريني وخاض مباراتين في كأس ولي العهد، حيث كسب التعاون والأهلي. وعلى ضوء ذلك يأمل المشجع النصراوي أن يجد رفقة مدربه الأورجوياني كارينيو الاستقرار الذي طال انتظاره على الصعيد الفني لسنوات عدة، كان الفريق يعيش فيها مابين استقالات وإقالات وتعدد مدربين واختلاف ثقافات وفكر كان لها دورا بارزا في تأخر عودة توهج النادي العاصمي كثيرا. وكانت النظرة السائدة لدى عدد كبير من مشجعي النصر حول إدارة النادي في المواسم الماضية، أنها اكتفت بإقالات وقبول استقالات بدلاً من التركيز على الفريق الأول لحصد البطولات، ولكن الأمل بمستقبل أفضل لا يزال موجودا خصوصا مع التحسن الكبير في النتائج مؤخرا.