استمعت بتعجب وإعجاب شديد لحوار بين اثنين من طلاّب الإعلام الذين أتشرف بتدريسهم في الجامعة، ليس فقط لأسلوبهما المتحضر الجميل في المناقشة بل أيضاً لأهمية الموضوع الذي يتناولانه ويحاولان تبيانه من كافة الوجوه. كانت البداية حين سألت الطلاب عن الإنترنت واستخداماتها ومدى انتشارها وتأثيرها في ثقافة الناس عامة والشباب على وجه الخصوص؟ فبدأ أحد الشباب بالحديث بثقة العارف المتمكن مستعيناً بالشواهد والبراهين على كلامه في هذا المجال الواسع المشوِّق، ثم شاركه زميله بأدب واقتدار مضيفاً ومؤيداً أو مصححاً وموضحاً ما يبدو فيه التباس ونقص من المعلومات، ولو أن أحداً قام بتسجيل ذلك الحوار الممتع المفيد وكتابته لحصلنا على مادة مركزة عن هذه الوسيلة الاتصالية العصرية العالمية. الإنترنت أو - الشبكة العنكبوتية - ترجمة لكلمتين هما: كلمة (Net أي شبكة) وكلمة (Web أي نسيج العنكبوت)، كما أن كلمة ( إنتر Inter، بادئة تعني: من خلال)، فيصبح المعنى لكلمة إنترنت هو: من خلال الشبكة، والمقصود: الشبكة الإلكترونية الدولية التي تشبه نسيج العنكبوت ويستخدمها مئات الملايين في كل العالم، وفي هذه الشبكة الضخمة توجد مكونات كثيرة منها ما يعرف بالمحركات والمتصفحات.. الخ. ومن أشهرها وأكثرها استخداماً على سبيل المثال: هوت ميل hotmail، ياهو yahoo، فيس بوك face book، تويتر twitter، يوتيوب you tube، ماي سبيس my space، إكسانجا xanga، هاي فايف hi5.. الخ، وهي كلمات وأسماء عامية بعضها بلا معنى محدد، لكنها توفر التواصل الاجتماعي التفاعلي الحر المباشر بين الأفراد والمجموعات في أي وقت وأي مكان معتمدة على خط هاتفي وكمبيوتر ومعرفة بكيفية الاستخدام. وهذه الوسيلة الاتصالية الفعالة تتطور وتتكاثر استعمالاتها وتنتشر بسرعة فائقة خاصة بين الشباب، وهي تستمد شعبيتها وجاذبيتها من كونها حولت جهاز الكومبيوتر بأحجامه الكثيرة بدءاً من الكبير الثابت في المكتب أو المنزل إلى الصغير المنقول ضمن جهاز الهاتف النقال حولته إلى مجموعة اتصالية متكاملة. فبذلك تم الجمع بين التلفزيون والراديو والهاتف والصحيفة الالكترونية والحاسب وكل مكونات هذه الوسائل المؤثرة في العقول والسلوكيات في أداة واحدة متيسرة، إضافة إلى محافظتها على خصوصية المستخدمين لها إلى حد كبير. إن المحرك الرئيسي لما يدور في عالم اليوم من الأحداث السياسية والعسكرية والاقتصادية هو ما تقدمه وسائل الاتصال الجماهيرية الجديدة ذات المضامين الفعالة المؤثرة.