جاءت أحلام وتطلعات شباب وشابات الأندية الأدبية السعودية في ملتقاهم الأول، الذي عقد في جازان، خلال الأسبوع ما قبل الماضي، متباينة في الإيجاب، ومتفقة في سلبيات كثيرة، تجاه واقع ما تقيمه لهم الأندية الأدبية، التي تترجمها الخارطة البرامجية التي يقدمها كل ناد من الأندية الأدبية الثقافية خلال المواسم الثقافية في كل عام. في البدء تحدث زاهد القرشي، الحاصل على المركز الأولى في "مسابقة شعراء شباب جدة" والمرشح من قبل نادي جدة الأدبي الثقافي قائلا: إن الملتقى جيد بوجه عام، وكنا ننتظر من فترة ملتقى يجمع الشباب، وأن يكون فاتحة خير، وما أتمناه هو أن تحذو كل الأندية الأدبية حذو نادي جازان في الاحتفاء بالشعراء الشباب، حيث كنا نشعر في فترة من الفترات أننا مبعدون من قبل أرباب النادي الأدبي، والشعراء والنقاد الكبار، ثم إن بناء مجتمع شعري شبابي يعد قيمة فنية كبيرة ورائعة جدا، حينما يتم التعارف بيننا كشعراء من مختلف مناطق المملكة، بحيث يجعلنا أكثر ترابطا، مختتما حديثه بقوله: كنت انتظر احتفاء أكثر بالشعر العمودي! زاهد القرشي أما ناهد المطرفي، التي اختيرت من قبل نادي مكة الأدبي الثقافي، فتقول: نجح الملتقى في جمع شريحة من الشعراء الشباب من كافة مناطق الوطن، وهي فرصة لي أن ألتقي بنخبة الشعراء الشباب، من عدة مشارب ثقافية تمثل مدارس أدبية يسيرون على منوالها، فرصة أن استمع لهم، واستفيد من تجاربهم الأدبية. أما الشاعرة الشابة لطيفة عكور، فقالت: كنت فخورة جدا بحضوري الملتقى، خاصة عندما رأيت قامات كبيرة من الشعراءن كأحمدالسيد، وأحمد الملا، وعلي الحازمي، واستمعت إلى حكاياتهم وتجاربهم وشعرهم، ورغم النقاشات الجادة التي حفل بها الملتقى، إلا أنني استغرب تجاهل الملتقى الأول للشعراء الشباب الذي أقامه أدبي جازان مشاركة المرأة، وإقصاء دورها وإبداعها الشعري خاصة، هذا إذا ما عرفنا الدور الثقافي للمرأة وحضورها للمشهد الابداعي. كما تحدثت في السياق نفسه الشاعرة والإعلامية هدى الدغفق قائلة: الأفكار المطروحة في الملتقى أفكار مختلفة ومتميزة، حيث حضرت التجارب الشعرية مجتمعة ومتنوعة، فحضرت قصيدة النثر والتفعيلة من خلال شهادات الشعراء وتجاربهم، إلا أنني استغرب عدم حضور التجربة الشعرية النسائية، رغم اعتلاء التجربة السعودية الحديثة بنماذج شعرية نسائية متميزة. من جانبها قالت الشاعرة الشابة سحر مجلي: لم تمكنني ظروفي من حضور الملتقى، كونه جاء في فترة إجازة، ولارتباطي الأسري والسفر خارج المنطقة، رغم أنني كنت أتمنى حضوره لما يمثله من فرصة تتيح للمواهب الشابة الالتقاء في تجاربهم في ملتقى شعري هو الأول من نوعه. محمدالعتيق أما الشاعر الشاب محمد العتيق، الذي رشحه لحضور الملتقى نادي حائل الأدبي اثقافي فيقول: إن الملتقى الشعري الأول للشباب، يعد فكرة رائعة بحد ذاتها، وهو فرصة للتعرف على أسماء جديدة، وخاصة أن الملتقى قد ركز على الأسماء غير الظاهرة للإعلام، وهي من أكبر العوائد التي تحسب للملتقى. وأضاف العتيق بأن بعض الأندية مقصرة في إظهار مبدعيها من الشباب، مشيرا إلى أن السنوات الأخيرة مما يشهده واقع أنشطة الأتدية الأدبية لم تعد طموح الأديب فرغم توفر الإمكانات، إلا أنه يقابله شح في الأداء، مردفا العتيق قوله: إن مثل هذه اللقاءات والملتقيات فرصة لإبرام صفقات بقامة أمسيات ولقاءات ومسابقات مشتركة تنافسية بين الأندية والاتفاق على جائزة معينة تسمى "جائزة الأندية الأدبية للشباب" المهتم بالإبداع والثقافة. عبدالله الهميلي أما الشاعر الشاب عبدالله على الهمامي، الذي رشحه لحضور الملتقى نادي المنطقة الشرقية، فقال: الملتقى جميل، وفكرة رائدة، ولا استغرب أن تكون جازان سباقة إلى أن تحتفي بالإبداع الشبابي، وأن تحتوي الشباب، فجازان هي بلد الشعر، وأنا اقترحت أن يغير المسمى الذي أعلنه الملتقى "ماذا تريد الأندية الأبية من الشباب؟" إلى: ماهي واجبات الأندية الأدبية تجاه الشباب؟ فمسمى الابداع ليس حكرا على أحد، والمهم في العملية الإبداعية هو الإبداع بعيد عن الصراعات، مطالبا بإعطاء فرصة للشباب في المشاركة في إدارة الأندية الأدبية. وقال الهمامي: ما الذي يمنع أن يكون ضمن مجلس إدارة النادي الأبي من الشباب؟ نتمنى أن تتاح الفرصة باللقاءات الجانبية لنا مع مجالس الأندية، لكن يبدو أن إزدحام الفعاليات لم يمكننا، ولن تتيح لنا المشاركة في وضع تصورات حقيقية لما تقدمه الأندية من برامج ثقافية. وفي ذات الهموم الشبابية الأدبية، وصف مرشح نادي الأحساء الأدبي الثقافي علي الواصل، الملتقى الأول الشعري للشباب قائلا: لقد أتاح لنا الملتقى لقاء شعراء استثنائيين، حيث أعتبر أن المتلقي في جازان متلقي استثنائي وواع بالشعر، مردفا: إن البرنامج مزدحم ثقافيا بما قدم، ومع ذلك فقد أتاح لنا بشكل جيد التعرف على أدباء ونقاد وشعراء، وإن كان طموحنا يظل أكثر من ذلك في التعرف على منطقة جازان ومعالمها بوجه عام، والتعرف على مزيد من القامات الثقافية والأبية، مطالبا بضخ الدماء الشابة إلى مجالس الأندية الأدبية الثقافية، مختتما حديثه بقوله: لا نريد أن نبقى ضيوفا على الأندية، إذ لا بد من إتاحة الفرصة لنا لنصبح جزءا من نسيجها الأدبي والثقافي.