نجد مطلبها على غير ابو تركي صعيب يا محاول حلها دونها قطع الرقاب(1) دونها خزام خشم الصعب سقم الحريب درقة التوحيد والدار عن هضم الجناب(2) شيخنا في ذورة المجد له بيت عريب في الثرى ساسه وراسه يخطم للسحاب(3) يا الله انك لا تردي لا بو تركي نصيب يا رفيع الشان عزه عساها تستجاب(4) جعل من هو كارهٍ عز ابو تركي يخيب خيبة ياقف مداها على غض الشباب(5) جمعنا له في ضحى الكون مضراب عطيب بالسيوف البيض ومشوكٍ ضربه صواب(6) نيتم العيل ونفرق حبيب من حبيب نرد حوض الموت ورد الضوامي للشراب(7) إنشد الحاضر يعلمك كانك مستريب لين تقضب راس علمي وصدق في الجواب(8) يوم غزو البيه في حد حزم من شعيب ساقه الله ثم سقناه باصواط العذاب(9) كن صفق سيوفنا والنمش صفق الرطيب في غوارب عسكرٍ ساقه الله للذهاب(10) يا غريس اطويق شرع ترى المربع خصيب تو ما هب الهوى لك وطاب إلك الشراب(11) الشاعر: عبدالله بن محمد بن عبدالله الصبي ولقبه (مبيلش)، ولد في شقراء عام 1301ه تقريباً ومات ابواه وهو صغير، فعاش يتيماً ولما قارب العشرين من عمره سافر الى الجبيل بحثا عن الرزق الا انه لم يحصل على طائل فاضطر الى مغادرتها الى البحرين بعد وقعة العوينة حيث زاول مهنة الغوص في البحر لاستخراج اللؤلؤ عدة سنوات، ثم سافر الى الكويت وبقي فيها مشتغلا بالبيع والشراء وقد استأثرت ندوات الشعر بجل وقته ثم عاد إلى موطن نشأته شقراء حاملا ً معه حصيلة غربته ولكونه مضيافاً ومتلافاً أنفد ما جمع فبقي معدما إلا من عزة النفس والجود بما يجد حتى وفاته (رحمه الله) عام1371ه. دراسة النص: كنت ذكرت في المقال السابق أن للشاعر عدداً من نصوص العرضة الحربية قالها في الملك عبدالعزيز توثق لأحداث مهمة في مرحلة التأسيس، ونتناول منها اليوم نصين الأول قيل بعد حروب اليمن في عام 1354ه، وقد ورد في مخطوط محمد العمري في مخطوط ديوان عبدالله بن ابراهيم الصبي، وعدد أبياته تسعة ابيات كما جاء في أحد عشر بيتاً عند ابن خميس في أهازيج الحرب أو شعر العرضة وعند سعود بن عبدالرحمن اليوسف في شعراء من الوشم، وأما اختلاف رواية النص بين المصادر نشير لها في الهوامش، وبصفة عامة عند الشعراء تتميز نصوص العرضة الحربية بقلة عدد الأبيات فغالباً ما تكون في حدود عشرة أبيات نظراً لطبيعة وظروف الحدث الذي تقال فيه حيث يحتم تكثيف المعنى وعدم الاسترسال وهذا ما نلاحظه في نص شاعرنا الذي بدأ قصيدته مؤكداً ان لا أحد غير الملك عبدالعزيز (ابو تركي) يستطيع السيطرة على نجد وان من يحاول زعزعة الاستقرار فستكون نهايته القتل وسيجد دون ذلك الملك عبدالعزيز الذي يذلل الصعاب ويهزم العدو وهو بمثابة الحصن للاسلام والوطن والذي له المنزلة العليا في المجد وتنبثق عروقه من هذه الارض ويسمو بالشرف متطاولاً برأسه السحاب ، ثم يدعو الله عز وجل ان يجعل للملك عبدالعزيز حظاً وعزاً لا ينتهي وأن يخيب كل من يكره ذلك، ثم يفخر بجيش الدولة السعودية وانهم أهل سطوة وقوة في الحرب وان اسلحتهم السيوف ورصاص البنادق ومن يكذب ذلك عليه ان يسأل من حضر هذه الحروب حتى يعلم صدق قول الشاعر ويستشهد بمعركتهم مع (البيه) ومواجهتم مع عسكر الترك ويختتم قصيدته موجها خطابه لنخيل جبل طويق بان ترتوي من الماء كناية عن الامن والاستقرار. وقد جاء النص كأحتفاء بانتصار هناك حربيات تقال للتحريض على قتال وبث روح الحماس في الجيش والنصح باتخاذ مواقف حازمه كالنص التالي للشاعر نفسه والذي يقول فيه: نصرة التوحيد منا وحنا له درق من زمان ادهام وإنا حواميه وذراه(12) ننصره لا ضيم ونجدد اللي به عتق ومن غدا منا يوصي عليه اللي وراه(13) والحريب انعرضه وان زما خشم التفق لين يمشي في هوى الله وينكس عن هواه(14) ما لنا أصدق من حدود الرهايف والفشق والرفاقه لا وصل كل علمٍ منتهاه(15) واعرف ان اللي بضده على بده وثق مثل قاضب غارب الداب يحسبها عصاه(16) شطر الخاين وشرف مقام اللي صدق واسبر الثالث بعقلك تعين ما وراه(17) وان قدح زند الحوادث فبالك والرهق لذ على أكوار العزايم وما أجرى الله قضاه(18) واحفظ الطاعه تراها مفاتيح الغلق لا ترجا منه يدفع مقامك وتعصاه(19) وان عدانا الفود بالجود ما سر الملق والمخاير نزهم الله على قلعة مداه(20) اورده عبدالله بن خميس في أهازيج الحرب أو شعر العرضة وسعود بن عبد الرحمن اليوسف في شعراء من الوشم، وفيه يقول الشاعر على لسان الملك عبدالعزيز مفتخراً بأنه وأجداده آل سعود هم من نصروا الدعوة السلفية منذ حربهم مع دهام بن دواس أي في عهد الدولة السعودية الاولى فهم يحاربون العدو حتى ينقاد الى الطريق السوي ومصداق ذلك الفعل حد السيف ورصاص البنادق والأعوان، ثم يبين أن من يثق بعدوه هو كمن يمسك برأس الداب معتقداً أنه عصا ثم ينصح باقصاء الخائن وتقريب الصادق في عهده وأن يعرف ما وراء الآخر من نوايا يحاول أن يخفيها وان يواجه الحوادث بعزم وحزم ويرضى بما قدر الله له، وان يتمسك بطاعة الله عز وجل ففيها الفرج. الهوامش : 3-عند ابن خميس والعمري(.. الشرف ساسه وراسه على حد السحاب). 5-عند ابن خميس والعمري (.. قصف الشباب). 6-عند ابن خميس والعمري(.. في سيوف الهند..). 7- العيل:الاطفال. عند ابن خميس والعمري(نيتم العيله..) والشطر الثاني عند العمري فراغ. 8-عند ابن خميس(.. وصدق بالجواب) لم يرد عند العمري. 9-عند ابن خميس والعمري (دوك طرح الزلم في حد حزمٍ من شعيب..). 10- عند ابن خميس (.. ساقها الله..)لم يرد عند العمري. 11-غريس: ما يغرس في الارض من الاشجار وغالباً ما يقصد به النخيل. عند ابن خميس(..المرتع خصيب..). 13-عند ابن خميس(ننصره لى ضيم ونجدده لى من عتق= ومن مضى منا يوصي عليه اللي وراه). 14- التفق:البندق ، ينكس:يرجع،جاء عند ابن خميس(.. لين يمشي في هوانا..). 16-جاء ترتيبه السادس عند ابن خميس. 20-جاء ترتيبه الخامس عند ابن خميس(وان عدانا المجد والجود ما سر الملق=والمخاير نحمد الله على قلعة مداه). ابن خميس اليوسف