في العام الماضي بدأت (المرحلة الثانية) لأعمال ازدواج طريق (البدائع-الخبراء) وتم تحويل الحركة على طول الطريق إلى الاتجاه الآخر من الطريق بتحويلتين خطرتين عند مدخلي كل من البدائع والخبراء حيث يصطدم القادم من الطريق وجها لوجه بالقادم من كل من المدينتين كما تم افتتاح الجسر على وادي الرمة وصار وضعه اسوأ حالا من الجسر القديم حيث تتأرجح السيارات عليه صعودا وهبوطا بسبب ارتفاع منسوب الفواصل الحديدية في الجسر عن منسوب الاسفلت كما تتجمع مياه الامطار فوق الكبري في مشهد غريب وعجيب. هذا الطريق الذي اسس منذ ما يزيد عن 40 عاما وظل على وضعه الى ان بدأت وزارة النقل باعمال توسعته قبل عدة سنوات. في جلسة لمجلس منطقة القصيم قبل عامين تم مناقشة اسباب تعثر طريق البدائع الخبراء الذي ضرب رقما قياسيا في التعثر واصبح مثلا حقيقيا لماتمثله المشاريع المتعثرة من ضجر وعناء بل وحوادث بسبب اهمال المقاول المنفذ ولامبالاته فقد يكون مفهوما ومقبولا ان يتم التنفيذ على مراحل وقد يكون مفهوما ومقبولا وجود عوائق للتنفيذ ولكن المشاهد لموقع المشروع يتيقن ان هناك اهمالا ذريعا بارواح البشر من قبل المقاول المنفذ وربما اهمال الجهة المشرفة لكن غير المقبول وغير المنطقي ان يتم تركه لعدة اشهر دون انجاز فمثل هذا العمل الذي يتعلق بحياة اناس فانه من البديهي ان يتم انجازه فورا. وقد حصل بسبب ذلك حوادث مروعة وحصل بسببها وفيات وكأن الامر لا يعني المقاول!! والعجيب انه رغم اهتمام سمو أمير المنطقة وحثة على سرعة انجازه وادراج سبب تعثر الطريق على جدول اعمال مجلس المنطقة بشكل استثنائي لان التأخر كان استثنائيا. ان مشروع طريق (البدائع - الخبراء) يمثل انموذجاً حيا لتعثر مشاريع الطرق. ولهذا فانني اناشد معالي وزير النقل الدكتور جبارة بن عيد الصريصري اصدار توجيهاته الحازمة بمحاسبة المقصرين والمتلاعبين من مقاولين وغيرهم فقد سئمنا من هذا التقاعس والاهمال والاستهتار المروع بارواح البشر.