شارك قرابة 30 شابا في أعمال البناء القديمة في قرية الغضا التراثية التي احتضنت فعاليات مهرجان الغضا خلال اجازة منتصف العام الدراسي. وقام هؤلاء الشباب بجميع مهام البناء القديمة أو ما كان يعرف عامياً ب"الأستاد"، الذى يقصد به من يعمل فى مجال بناء البيوت الطينية وسط أهازيج كان يرددها البناؤون قديماً، ومنها: يا حمام على عوج الرطيب.. ساجعن بالتليعي من عشاه حزين. تحت إشراف الحرفي الشهير إبراهيم الصالح الحمدان المُختص بتشييد الأبنية الطينية الذى قال: إن تشييد هذه القرية ما هو إلا بناء فعلي تماماً، وبالطريقة ذاتها التي كانوا يبنون بها سابقاً، مشيراً إلى تنفيذ بناء السوق التراثي القديم والمزرعة بجميع مرفقاتها في أرضية مهرجان الغضا على مساحة 400 ألف متر مربع وسط رمال نفود الغضا الذهبية التي تكتسي بأشجار الغضا البرية، والتي تضفي على الموقع والمباني التراثية جمالية طبيعية رائعة، تتجسد من خلالها الحياة النجدية القديمة. وأضاف أن الأروع هو مشاركة هؤلاء الشباب الذين عملوا معي منذ منتصف محرم الماضي وواصلوا العمل بحب وتفان حتى انطلاقة المهرجان، وأعتز "والحديث للحمدان" بكلمات سمو أمير منطقة القصيم أثناء زيارته للقرية قبل أيام وإشادته بما قام به هولاء الشباب كما أشيد بوقفات المشرف العام على المهرجان عبدالله الشمسان الذي تكفل بتقديم مكافآت مالية قيمة لفريق العمل. وبيَّن الحرفي إبراهيم الحمدان: أن تلك الأهازيج والشيلات التي تسمعونها نُمارسها بشكل مُستمر من أجل "سعة الصدر" وتسيير العمل، وقضاء الوقت، ومروره علينا سريعاً وعدم الملل أو السأم من العمل.. ولابد لأي عملٍ جماعي خصوصاً إذا كان شاقاً أن يُصاحبه الأهازيج؛ كالعمل في "حفر القلبان - والتنعيل - والتشبيع ...". وزاد: ولذلك ننشد جميعنا ونُردد مع المُنشد ومن ثم يتغير المنشد لآخر وهكذا.. وهناك من الأهازيج المُحزن كالتي ننشدها في شيلة "يالذيب يايمه عوى"، ومنها المُبهج والمُفرح كشيلة "يالله اليوم يارواف يابا الأفراج عاوني" ومنها ماتُستخدم أثناء الختام، كشيلة: ياذيب ياللي هاضني بعواه.. قبلك وأنا عن صاحب سالي. زهرتان داخل القرية البناء وسط الاهازيج حضور لافت داخل القرية