منذ الزيارة الأولى التي قام بها معالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد العنقري إلى محافظة القنفذة، وحديثي إلى معاليه تليفونياً في أثناء تلك الزيارة، وسماعي منه ما يسرّ بخصوص ما ينتظر التعليم العالي في المحافظة من مستقبل باسم إن شاء الله نَقَلْتُه عن معاليه بأمانة إلى كل من اتصل بي أو التقيته من أهل القنفذة، فسرَّ به الجميع، واستبشروا به خيرًا، وعقدوا الآمال على همة معاليه، وحرصه المنقطع النظير على النهوض بالتعليم العالي، وإتاحته لأبناء الوطن في كل مكان يقرّبه إليهم، ويُسَهِّل عليهم سبل الوصول إليه، ويقلل من عناء الارتحال والاغتراب في طلبه. وقد حققت الوزارة في عهد معاليه (أعانه الله ووفقه) إنجازات غير مسبوقة نتمنى المزيد منها حتى يصبح التعليم العالي، وما ينتج عنه من تقدم البلدان وتطورها وازدهارها متاحاً للجميع في مختلف مناطق المملكة ومحافظاتها ومنها محافظة القنفذة ذات الكثافة السكانية العالية؛ فقد ظهر للعيان كيف أن الجامعات نهضت بالمناطق والمحافظات التي افتتحت فيها نهوضاً ما كان له أن يتحقق بدونها على مدى سنين عديدة، وهذا ما يتماشى مع سياسة القيادة الحكيمة المتمثلة في حرصها الشديد على توفير جميع الوسائل المفضية إلى تنمية المناطق والمحافظات النائية والعمل على تطورها وازدهارها، وتحقيق الاستقرار المستدام لأهلها، والتخفيف من هجرتهم إلى المدن الكبرى بحثاً عن الفرص المتاحة فيها أكثر من غيرها ومن بينها توفير التعليم العالي لأبنائهم. وما لم تتوافر فرص التعليم العالي على النحو الذي تخطط له القيادة الرشيدة، وتسير عليه الوزارة سيراً حثيثاً فإن صنبور الهجرة إلى المدن الكبرى سيظل مفتوحاً إليها حتى تضيق تلك المدن بما رَحُبَتْ. ومحافظة القنفذة من المحافظات المستقرة سكانيًّا إلى حد كبير، ففيها تنمية زراعية وتجارية وسياحية واعدة بإذن الله تعالى، ولا ينقصها إلا التعليم العالي الذي جعل أبناءها مشتتين بين عدد ليس بالقليل من الجامعات المحيطة بها في كل من جازان وأبها والباحة ومكةوجدة، ونحمد الله أنهم ممن حققوا تفوقاً وبروزاً في تلك الجامعات، ولكن كثيراً منهم طاب لهم المقام في المدن التي درسوا فيها فأقاموا فيها إقامة دائمة، وهذا على حساب الكفاءات المأمولة للنهوض بالمحافظة التي هي في أشد الحاجة إلى سواعد أبنائها في بناء نهضتها الحديثة إن شاء الله. معالي الوزير: إنكم خير من يعلم بحكم تخصصكم في الجغرافيا، وعملكم السابق وزيراً للشؤون البلدية والقروية، وخبرتكم الطويلة مسؤولاً في الدولة، ونشاطكم وحماسكم المعهود فيكم لكل من يعرفكم، ويتابع أخباركم أن محافظة القنفذة من المحافظات التاريخية المهمة، وكثافتها السكانية تتفوق على عدد من مناطق المملكة، فضلاً عن محافظاتها، وبها عدد غير قليل من المدارس الثانوية (بنين وبنات)تُخَرّج آلافًا مؤلفة منهم كل عام، وتحيط بها محافظات عدة تتبع إمارات جازان وعسير والباحة كانت حتى عهد قريب تتبع تعليميًّا لمديرية التربية والتعليم بالقنفذة، وأن جامعة القنفذة المأمولة ستكون الخيار الأمثل لهم لقربها من محافظاتهم، وعدم وجود عوائق تحول بينهم وبين الوصول إليها كتلك العقاب التي تحول بينهم وبين جامعات مناطقهم، وخصوصاً في أبها والباحة، فضلاً عن أن القنفذة سوقهم وواجهتهم البحرية، ومنفذهم إلى سهول تهامة، وطريق وصولهم إلى مكةوجدة، وكثير من طلاب تلك المحافظات وطالباتها يدرسون في الكليات القائمة فعلاً في القنفذة وعددها خمس كليات، فضلاً عن عدد من العمادات والوكالات المساندة التي لا ينقصها إلا إطلاق مسمى جامعة عليها، فهل يتحقق قريباً هذا الحلم الذي طال انتظاره .. إننا لنرجو!!