تنظر إليّ يد ربما كانت حانية في وقت ما. وها هي اليوم تنذر بقدوم عاصفة من الألم على هذا الجسد الصغير. لا يدرك هذا الطفل أيختبئ عنها أو يهوي تحتها. هذا الغليان النفسي الذي يسيطر على كيان الطفل في هذه اللحظات لا تدركه عقول بعض البالغين أو قد يتجاهلونه. عندما ينفخ الله أرواحاً في أرحامنا فهذه الروح أمانة تحت أيدينا وليست ممتلكات شخصية نعبث بها كما نشاء. بدافع التوبيخ والتأديب. لقد كرم الله هذه القلوب الصغيرة وحفظ لها كرامتها ومن أساء للنعم فهو جاحد. لا أزال أتذكر في أحد الأسواق الشعبية كانت فتاة صغيرة ضئيلة الجسم والملامح تمرح وتقفز تحت أقدام والدتها والأخرى لا تعيرها الاهتمام قد انشغلت بين الحديث مع النساء تارة والالتفات إلى واجهات المحلات المغلقة لأداء الصلاة. تنظر لهم نظرة الاستعداد للانقضاض على الفريسة. ما لبثت حتى سقطت الطفلة ولسوء حظها سقطت بين قدميها فإنهالت عليها تلك الأم بسيل من الشتائم والضرب المتواصل على الرأس. يقطعه ضرب على الظهر سيخرج طعامها من فمها. وما أذهلني أكثر بأن الطفلة لا تبكي ولا حتى تكترث بل تنتظر السباب ينتهي حتى تكمل اللعب. أنا لا أعلم هذه المرأة بأي عقل تفكر فإذا كانت محرجة. من تصرف ابنتها؟ فاللأسف!! يا عزيزتي تصرفك غاية في الانحطاط، ومع كامل أسفي لابنتك العزيزة لأني سبب في ضربها، تصرفها طفولي مقبول ولربما محبب. ولكن أنتِ هل تعتقدين ان ابنتك (فشلتك) وتصرفك في غاية الحضارة والرقي!! كثيراً ما نرى مواقف من آباء وأمهات يصدرون العقوبات على أطفالهم بسبب (الفشيلة) ولا يعلمون انهم هم أصل (الفشيلة)، تداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لأب يضرب أبناءه الخمسة بحجة ازعاج الضيوف. هذا وقد أصدر الحكم بصفهم جميعاً على الجدار وضرب كلا منهم على مؤخرته 15 جلدة أمام الملأ وضحكات الكبار والسخرية تملأ المكان. وهذه القلوب الصغيرة تنتظر تنفيذ الحكم والطامة احداهن شهد لها شهود الواقعة التي لا تخلو من الضحكات الشريرة انها بريئة فاكتفى بضربها 3 مرات. اتساءل أي تربية هذه التي تربي على الظلم والضرب في كلا الحالات سواء كنت بريئا أو مدانا. وأتساءل عن قلب هذا الأب الذي لا يسعى لاحتواء الموقف بقدر اثبات موقف وتحقيق نجاح لذاته ويتصارع مع أحدهم وهو أكبر عمراً حتى وضعه تحت قوته وضربه حتى سمع بكاءه فاحس بنشوة النصر.. أأسف لكم يا صغاري انتم لا تفشلونا نحن من نفشّل ونفشل بأنفسنا فهذا العالم علمنا لغة الضرب والعنف حتى انساناً لغتكم وصدقكم فسامحونا يا أحباب الله لربما يحببنا الله فيكم (بحبنا لكم).