لا يختلف اثنان على فكر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، فهو من أسس في عام 2000م مؤسسة تعنى بالفكر العربي والتي من بين أهدافها " تنمية الاعتزاز بثوابت الأمة وقيمها وهويتها من خلال البرامج الثقافية الملائمة ". كما أن تعيين شخصية بقامة الفيصل ليكون وزيرا للتربية والتعليم (أحد أهم القطاعات التي تمس وتهمُّ المواطن) لينم عن النظرة الثاقبة من لدن خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله ويعكس مدى حرصه أيده الله على تطوير التعليم في المملكة لقناعته بأن الانسان السعودي هو أساس التنمية وهو اللبنة التي عليها ينهض الوطن. ان الملفات التي تنتظر سموه عديدة وثقيلة، وأن الأولوية ستكون بحسب أهمية تلك الملفات، ولعل اللغة العربية وما آلت إليه الأمور مؤخرا بدمج مواد اللغة العربية في مادة واحدة بمسمى " لغتي" قد ساهم بصورة مباشرة في تدني مستويات أبنائنا الطلاب في اللغة العربية، حيث اختلط وتشابك النحو مع الأدب والإملاء والإنشاء ( التعبير) وأدى ذلك إلى عدم فهم الطالب لقواعد اللغة العربية واضحت مادة هامشية فقدت ابسط حقوقها وحضورها في جدولة الاختبارات النهائية! ان ما نشاهده اليوم من تدنٍ ملحوظ لمستوى الطلاب في لغتنا الأم لمؤشر خطير يجب الانتباه إليه والتعامل معه بجدية وحزم لتحسين وتطوير قدرات طلابنا في اللغة العربية، فلغتنا الام هي هويتنا وتراثنا وقبل هذا وذاك هي لغة القرآن الكريم، فأمة بلا لغة أمة بلا قيم، لذا تحرص كثير من الدول على الاهتمام بلغتها الأم حتى وان لم تكن واسعة الانتشار على المستوى العالمي فما بالنا باللغة العربية والتي تعد من اللغات الرئيسة الحية على المستوى الدولي . وأذكر يا سمو الأمير قيام مؤسسة الفكر العربي بإطلاقها من دبي في عام 2012م مشروع إعلان "لننهض بلغتنا" والذي يهدف إلى تعزيز اللغة العربية والإعلاء من شأنها ووقف تدهور استخدامها، وقلتم يا سمو الأمير "لكل من يتهاون بموضوع لغتنا أقول لهم : اتقوا الله في لغتكم" . كما كان لسموكم رعاية للعديد من الندوات التي تعنى بمكانة اللغة العربية وضرورة الاهتمام بها. وها أنتم الآن يا سمو الأمير وقد تقلدتم حقيبة التربية والتعليم فإن الأمل ليحدونا في النظر في كيفية تطوير اللغة العربية في المناهج الدراسية للتعليم العام واسترجاع على الاقل الهيبة التي فقدتها لغتنا الجميلة . والله من وراء القصد .