استقطبت الأعمال الحرة خلال السنوات الأخيرة الشباب الذين يبحثون عن العمل خلال مواسم الإجازات وأصبح العمل الحر مجالًا رحبًا لاستقطاب الكوادر الشابة ويحتضن قطاع الخدمات أكثر من عشرة آلاف شاب في الفنادق وقطاع الشقق المفروشة، والقرى، والمنتجعات السياحية، والأسواق، والمراكز التجارية، ومدن الترفيه، والمطاعم، والمقاصف. ووجد عدد من شباب المخواة إجازة منتصف الفصل وإقبال الزوار لقرية ذي عين الاثرية فرصة سانحة لبيع "شاي الجمر" و"الحبش" وبعض المنتجات الزراعية في المتنزهات والحدائق، حيث تدر عليهم دخلًا ماديًّا مربحًا، إلى جانب قضاء أوقات الفراغ بما ينفعهم. وقال "محمد العمري" في كل عام يمارس الشباب مهنة البيع والشراء، خاصةً في موسم الشتاء والذي تنتعش فيها الحركة، بل ويزداد فيه أعداد الزائرين، مشيرين إلى أن متوسط الدخل اليومي لمبيعاتهم يصل قرابة (500 الى 700) ريال في الاجازات موضحين أن الزوار يقبلون وبشكل كبير على "شاي الجمر"، والبعض يحضر ثلاجة الشاي -الترمس - ويطلبون تعبئتها. وأوضح علي الزهراني أنهم يبيعون "الشاي" للزوار، مؤكدين أن هناك من الزوار من يتردد عليهم كل عام، مشيرين إلى انهم يعرضون عددا من السلع ذاكرين أنهم يعملون في هذه المهنة منذ خمس سنوات، ويستمرون في العمل حتى الساعة الواحدة صباحًا. وفي السياق ذاته قال عبدالرحمن العمري إنهم يشغلون أوقات فراغهم بما ينفعهم بدلًا من النوم والسهر، والذي يضر بصحتهم، داعين الشباب إلى استغلال الإجازات بالعمل أو البيع والشراء، لافتين إلى أن الإجازة تُعد فرصة كبيرة لمن يرغب في ممارسة هواياته، أو زيادة دخله المادي ويتعلم مهنة التجارة. ويعتبر شاي الجمر من أفضل أنواع الشاي وألذها لدى العديد من الناس بكل أجناسهم حيث يزيد عليه الطلب في الأماكن الباردة والمعتدلة وله عدة مسميات، وأبدى صالح العمري "بائع" سعادته بهذا العمل داعيًا الشباب لعمل مثل هذه البسطات والعمل في المراكز التجارية لاكتساب الخبرات اللازمة التي قد تنفعهم في إنشاء مشروعات خاصة بهم وإدارتها بنجاح إذا لم يستطيعوا الحصول على وظائف مستقبلًا. كما انخرط مجموعة من الشباب للعمل في القطاع السياحي عبر العمل في استقبال إحدى الشقق المفروشة بالمناطق السياحية ولم يخفوا سعادتهم بالعمل في مجال السياحة وأكّدوا تحول قناعتهم بهذا العمل إلى حب حقيقي بل إنهم بدأوا في تشجيع أقرانهم للانخراط في العمل معهم. يوضح عبدالله الزهراني "بائع " أجد مهنة بيع الشاي والمشروبات الساخنة في أحد الأماكن السياحية هنا من أهم الأمور التي أعمل فيها في فترة الإجازة وأحرص على الاستفادة من عوائدها المادية. وعن فترة العمل التي يمضيها قال: أتفرغ من بعد صلاة العصر لبيع الشاي بعد ذلك أصطحب الاصدقاء لمقر بيع الشاي حيث يتخصص كل واحد منا في عملٍ معين من حيث تجهيز كاسات الشاي حسب طلب الزبون وتسخين الماء ومحاسبة المشتري ونحوها. ويقول ناصر العمري أتاحت المهرجانات والفعاليات السياحية المقامة حاليا في عدد من مناطق المملكة آلاف الفرص الوظيفية للشباب من خلال عملهم في هذه المهرجانات في اللجان التنظيمية والأنشطة المتنوعة أو الاستفادة منها في بيع المنتجات المختلفة في مقار المهرجانات.