تعتبر العلاقات الإنسانية من أهم الجوانب والشروط لنجاح وفاعلية وحيوية أي إتصال مباشر أو غير مباشر بالآخرين.. وخاصة عندما تتجرد تلك الاتصالات من الأهداف المادية.. والمصالح الشخصية ويقف الهدف المجرد في الصورة، ولكن عندما تدخل لبعض الجهات التعليمية.. أو المصالح الحكومية تفاجأ بل وتتساءل باستغراب مشتت.. لماذا هذا الأسلوب الآلي في التعامل.. ولماذا هذه الحيرة التي يشعر بها المراجع عند الاستفسار عن أدنى حاجة أو مطلب؟ إلى جانب تلك الوجوه الجامدة التي تأسرك بنظراتها النافرة من حضورك إلى مكتبها للسؤال حتى لو عن رقم الهاتف أو رقم معاملة.. أو عن اسم موظف أو عن قسم معين.. تحاول أن تلم شتات نفسك وتحضن روحك داخل أروقة مظلمة لكي تهرب بعيداً عن هذا الاختراق الحارق لكل رغبة تدفعك للسؤال والبحث. هذا التعامل الذي يجيده الكثيرون من المتعاملين مع الناس مباشرة يجعلك تشعر بالدهشة والاستغراب لتلك الأساليب في الإعلان عن قرار أو محاضرة أو ندوة معينة. إذ قد يسرقك الوقت ولاتتمكن من الاطلاع عليها.. وربما تفاجأ بذلك الصوت الكاسر لكل آليات المكاتب الإدارية.. وروتين العمل اليومي.. يعاتبك بل ويلفت انتباهك بأسلوبه الخاص لعدم اطلاعك على الإعلان أو اتهامك بأنك تسعى لتضييع وقت العاملين بالإدارة المعنية. فالعلاقات الإنسانية تتواجد معنا منذ ساعات البداية من بوابة العمل إلى رئيس المكتب، ومن عتبه المنزل إلى كل مكان تذهب إليه فالتعامل كوجبة شهية نتمنى أن نتذوقها باستمرار وأن نحافظ على طعمها المميز الشهي.. لابد أن نجيدها ونبرمج تصرفاتنا على نهجها.