تعثر عدد من العمالة الأجنبية من مخالفي نظام الإقامة والعمل في المملكة في تصحيح أوضاعهم مما دفع عدداً كبيراً منها للسكن في الحدائق العامة وبعض المباني المهجورة (الخرابات) بطرق غير شرعية، وحملت أعداد كبيرة من هذه العمالة الأجنبية التي ضمت عدة جنسيات مختلفة منها (المصرية - الباكستانية - الهندية - السودانية - اليمنية - النيبالية ) سفارات بلدانها مسؤولية التسبب في تعطيل ترحيلهم لأوطانهم وتعريضهم للمساءلة القانونية بعد أن أعلنت وزارة الداخلية عن انتهاء المهلة التصحيحية لهم وبدأت الحملات الأمنية لشرطة المناطق أعمالها لملاحقة المخالفين لنظام الإقامة والعمل. وزاد الأمر سوءا على حد تعبير المخالفين أنها لم تجد من يأخذ بصوتها أو يقبل بتصحيح وضعها من قبل سفارات بلادهم أو إدارات الترحيل التي أوضحت لهم أن المهلة النظامية لتصحيح الأوضاع قد انتهت وأن عليهم دفع الغرامات المترتبة عليهم والتي تفوق كاهل الكثير منهم وتسوية خلافاتهم مع كفلائهم. "الرياض" تجولت في عدد من الحدائق العامة وبعض (الدكاكين) المهجورة، في محاولة لإيصال أصواتهم ومعرفة قصصهم التي دفعتهم بهم لسكن الأرصفة والحدائق والدكاكين المهجورة وكانت الصورة أكثر تعبيرا على تلك المعاناة التي وقع ضحيتها المخالفون بسبب جهلهم للأنظمة وتقاعس سفارات بلدانهم عن مساعدتهم حتى فوتوا فرصة المهلة التصحيحية التي أعلنت عنها وزارة الداخلية لمخالفي نظام الإقامة والعمل في كافة مناطق ومحافظات المملكة. المخالفون ل «الرياض»: ذهبنا للجوازات وطالبونا بدفع الغرامة التي ترهق كاهلنا في البداية تحدث ل "الرياض" ثلاثة من المخالفين من الجنسية المصرية والذين اتخذوا من (دكان) مهجور في أحد الشوارع الرئيسية بالعاصمة الرياض مأوى لهم في هذه الظروف المناخية القارسة في البداية يقول محمد محمود علي (مصري) أقيم في السعودية من عامين ونصف العام تقريبا وكنت أعمل لدى الكفيل وثم عملت لحسابي الخاص وتنقلت من مكان لآخر حتى انتهت إقامتي ولم أكن أتواصل مع الكفيل وعقب ذهابي لتصحيح وضعي للسفارة المصرية أشاروا لي أني لدي غرامة تطويف مقدارها (2250) ريالاً وأنا إنسان بسيط لا أملك كل هذا المبلغ وأعجز عن دفعه ثم ذهبت لإدارة (الترحيل) بالجوازات ورفضوا استقبالي وقالوا لي أذهب وأدفع الغرامة وصحح وضعك مع كفيلك وأضاف كلي أمل أن أجد من يساعدني من المجتمع السعودي الطيب في دفع هذا المبلغ أو السماح لي من قبل الجوازات وترحيلي لبلادي. من جانبه يلتقط أطراف الحديث أحمد محمود (مصري) والذي قدم من منطقة حائل ل الرياض عقب أن ساءت علاقته مع كفيله ولم يجد أي جهة أمنية تقبض عليه على حد تعبيره وقال راجعت مكتب العمل وأشعروني أن كفيلي قدم بلاغ هروب ضدي من عام وسلمت نفسي لإدارة الترحيل ورفضوا استقبالي وذهبت للسفارة المصرية وقالوا لي العفو والمهلة التصحيحية طافت عليك وصحح وضعك مع كفيلك ولديك غرامات تطويف حاولت أن أتواصل مع الكفيل ولم أستطع والغرامات لا أستطيع دفعها. ولا تختلف معاناة سامي (مصري) على معاناة سابقيه حيث يقول لدي غرامة أربع سنوات تطويف وهروب وعملت سائقاً خاصاً عند عدد من الأسر وعندما ذهبت للسفارة لتصحيح وضعي أشاروا أن لدي غرامات عليّ دفعها ولدي بلاغ هروب من الكفيل منذ أربعة أعوام وأنا لا أستطيع دفع الغرامة ووجدت هذا الدكان المهجور وسكنت مع اثنين من الأخوة المصريين المخالفين حتى (يفرجها الله). صدام اليمني: دخلت متسللًا والحملات الأمنية تتجاهلني السكن خلف دورة مياه وخلف إحدى دورات المياه الخاصة بإحدى الحدائق اتخذ أربعة من العمالة الهندية والنيبالية مسكنا لهم والذي لا تختلف معاناتهم عن غيرهم من خلال تكدس الغرامات عليهم التي أرهقت كاهلهم على حد تعبيرهم ل "الرياض" والتي تصل الى (4000) ريال وأكدوا ل "الرياض" أنهم قاموا بمراجعة سفارات بلدانهم ورفضت استقبالهم وحل معاناتهم كما أشاروا أنهم راجعوا إدارة الجوازات وطالبتهم بتصيح أوضاعهم مع كفلائهم وسفارات بلدانهم فاتخذوا هذا المكان مسكنا لهم على صدقات العابرين. بيت شعبي مهجور وفي أحد المنازل الطينية المهجورة كانت هناك مجموعة من العمالة المخالفة لنظام الإقامة والعمل والتي تضم الجنسيات السودانية والباكستانية والهندية والتي لا تختلف معاناتهم عن معاناة سابقيهم ممن سبقتهم فرصة المهلة التصحيحية والاستفادة من تصحيح أوضاعهم فسكنوا في تلك المواقع على أمل أن يجدوا لهم حلا من قبل سفارات بلدانهم أو من الجهات الأمنية لترحيلهم. صدام اليمني أما المدعو صدام اليمني فلم يمنحه تفاؤله فرصة القبض عليه من قبل الحملات الأمنية لشرطة منطقة الرياض رغم متابعته لإنشطة الحملة الأمنية لشرطة الرياض عبر الصحف اليومية ومواقع النت من خلال (الخرابة) التي يسكنها حيث يقول صدام علي سيف ل "الرياض": دخلت المملكة منذ ثلاث سنوات عبر التسلل وعندما أعلنت وزارة الداخلية عن التصحيح ذهبت للسفارة اليمنية ورفضوا استقبالي لعدم وجود وثيقة معي وقمت بمراجعة إدارة الترحيل بالجوازات ورفضوا استقبالي وبقيت هنا أتابع أخبار الحملات الأمنية على أمل أن تكون هناك فرصة أخرى وتمديد وكنت أشاهد دوريات الأمن والجوازات والبلدية على أمل أن يقبضوا علي لكن لم يتم ذلك حتى الآن. سفارات بلدانهم رفضت استقبالهم أعداد من المخالفين تتكدس في موقع آخر بعد أن فقدوا أمل الترحيل مخالف يتخذ دكانًا مهجورًا للنوم مجموعة من المخالفين يتناولون الطعام في موقع آخر أربعة من المخالفين يشرحون معاناتهم للزميل مناحي .. واستغلال الحدائق في ترك حاجياتهم أثناء مراجعتهم للجوازات .. وتناول الطعام برائحة دورات المياه .. والنوم على قارعة الطريق حتى يأتي الفرج