على الرغم من نجاح الحملة التصحيحية لأوضاع العمالة في المملكة، والتي ساهمت في كشف الكثير من المخالفين لأنظمة العمل، وبالتالي مغادرتهم السوق المحلي إلى غير رجعة، إلاّ أن هناك من العمالة المخالفة مازالت تواصل عملها في الشوارع وعلى الأرصفة، وعلى طريقة «عيني عينك»، دون حسيب أو رقيب، مما يطرح أكثر من سؤال: كيف استطاعوا أن يفلتوا من أيدي الجهات المعنية؟، أين الحملة التصحيحية عن مثل هؤلاء؟، لماذا لا نُكثف الجولات الرقابية لتنظيف الشوراع والأرصفة من تلك العمالة؟. إن النجاح الهائل للحملة التصحيحية يجب أن يُرافقه تكثيف الجولات الرقابية أكثر من ذي قبل، حتى لا نسمح لأي مخالف بأن يجد البيئة المُشجعة له على التواجد، وحتى نضمن تقديم الخدمة للمواطنين دون استغلال أو استغفال. «الرياض» تواجدت في مخرج (5) على الدائري الشمالي بالقرب من سوق «لي مول»، ولاحظت أعداداً من العمالة المخالفة تقف على الرصيف بانتظار المواطن السلبي ليشغلها وربما يأويها. مواطن سلبي ولاشك أن العمالة المخالفة إذا وجدت من يُشجعها فإنها ستنشط وتتكاثر، وربما ساهم بعض المواطنين -مع الأسف- في دعم تواجدها، عبر طلب الخدمة منهم، فهذا مواطن استدعى «سبّاكاً»، وآخر استدعى «كهربائياً»، وثالث أراد «تلييس» جدران منزله ليقع اختياره على عامل مخالف، كل تلك الأمثلة تؤكد أن المواطن ربما تسبب في كثرة الطلب على تلك العمالة، وهذا ما نُطلق عليه «المواطن السلبي»، وهنا يجب الحذر من التعامل مع المخالفين، الذين لا همّ لهم سوى الحصول على هوامش ربح كبيرة، حتى لو كان ذلك على حساب الأنظمة والقوانين، كذلك يجب على كل مواطن شاهد تجمعاً غريباً في أحد الشوارع، أو على الأرصفة، إبلاغ الجهات المعنية عن ذلك، حتى نضمن استقرار السوق المحلي، وعدم تأثره سلبياً، فالأهم هو وجود عاملين يعملون برخصة عمل نظامية، مع استبعاد كل من لا يملك ذلك. أهل الدار الغريب أن العمالة المخالفة تتخذ بعض المواقع للتواجد، فتجدها في بعض الأراضي القريبة من «محطات الوقود»، وآخرون يفترشون الجلوس في بعض المساحات الخالية بين العمائر على الشوارع، وربما تواجدوا في بعض المحال على قولة «حنا من أهل الدار»، كما أن بعضهم يتواجدون على الأرصفة، ومع قدوم أي مركبة أو سيارة تجدهم «يقفزون» فرحين بمقدم الزبون، ولا يعلم هذا الزبون أنه يتعامل مع عمالة مخالفة استغلت ضعف الرقابة في التواجد بكثرة، ضاربين بالأنظمة واللوائح عرض الحائط، فالحصول على الأموال وتحويلها في حساباتهم الخارجية هو كل ما يُريدون الحصول عليه. ومن الأمور التي يجب أن يعيها المواطن حتى لا يقع فريسة للمخالفين هو طلب رخصة العمل والإقامة الرسمية من أي عامل، وفي حال كان مُتردداً أو مُرتبكاً، فيجب إبلاغ الجهات المعنية، حتى لا يقع مواطن آخر في الفخ نفسه. عيني عينك ولا يقف تواجد العمالة على تلك الأماكن، فقد تجدها تقف على جانب طريق عام «عيني عينك»، وكأنها استغلت نجاح الحملة التصحيحية، مما أوجد في نفسها الاطمئنان أكثر وأكثر، وربما أرادت استغفال الحضور والمتواجدين بأنها عمالة نظامية، فالأغلبية لن يشكّوا أبداً في أنها مخالفة، على اعتبار أن الحملة التصحيحية نجحت في إبعاد الكثير ممن يُخالف النظام، مما ينبغى أن تضع الجهات المعنية ذلك نصب أعينها، وأنه لازال هناك من المخالفين من يُريد استغلال حاجة المواطنين، ولا أدل على ذلك من تشتت بعض العمالة الموجودة على جوانب الطريق في حال مرور مركبة للأمن أو تابعة لوزارة العمل، وهو ما يعني أن خططهم في الاستغفال انكشفت مع أول محاولة تفتيش. عاملو المحال وساهم عاملو المحال النظاميون في استضافة أبناء جلدتهم المخالفين، حيث استغلوا نظاميتهم في التغطية على كل عامل مخالف، وقد يلحظ أي زائر أو مستهلك عند دخوله إلى أي محل تواجد بعض الأفراد دون معرفة هويتهم، وهنا تنكشف بعض الأمور الخافية، حيث ان أسلم طريقة للابتعاد عن الجهات الأمنية هو الدخول إلى المحال، والتي لا تشهد رقابة دائمة، أو بشكل مستمر، وهو ما يعني اللجوء إلى المحال وقت ما يشاءون للابتعاد و»التمويه»، مما يُحتم مرة أخرى عمل جولات ميدانية مفاجئة على المحال، للقبض على العمالة النظامية التي استغلت تواجدها الصحيح في المحل بخداع أفراد المجتمع، وكذلك القبض على العمالة المخالفة. أمام محطة وقود جلسة استراحة أمام المحال هدفهم تحقيق الأرباح على حساب النظام الانتظار على جانب طريق عام عيني عينك الوقوف على الرصيف انتظاراً للزبائن لم تؤثر فيهم فلاشات الكاميرا