عفواً إلى من إليه أحرفي.. فلم يكن لها من قبل إلى أحد طريق.. فقد أبت إلا أن تكون إليك لا إلى غيرك أيها الأمير.. فأنت أمير ولست وزيراً.. فقد مضى قبلك من وزير ووزير.. ولكن هي كما هي لا سميع ولا مجيب.. أقوال وتصريحات وتوجيهات وفي النهاية كما كنا نكون.. لن أفصل في ما أريد.. وستكون نبضات أحرفي عن التربية.. أما التعليم فسيأتيك من غيري الكثير.. وأحسب أني قد رأيتك وأنت ذاك الذي قد يكون كفى كل جهاز ما يريد.. وأن كل معلم سيعلم أنه سيلقى منك كل وعيد.. إن كان بالثناء أو الحساب الشديد.. وأن عصاك ستكون منك مباشرة لا من موجه أو مدير.. وأن كل طالب سيعي أنه سيكون نموذجياً في أخلاقه في البيت وفي التعليم.. وفي الشارع وحين المسير.. وفي الأسواق والمتنزهات وفي كل زاوية فيها تجمع للصغير وللكبير.. وأنهم غداً سيكونون جيلاً مشرفاً يفخر بهم البعيد قبل القريب.. وأن كل مظاهر في الشكل أو الحديث لاتليق بنا ستكون في عالم التاريخ.. لأن التربية قبل كل شئ وقبل التعليم.. لأن العلم يأتي إذا كان هناك تربية وسلوك وتهذيب.. أيها الأمير.. أتتك طائعة مختارة وأنت لها قدير.. واعلم أنها أكبر من كل إمارة وأنت لها أمير.. وكأني بكل مواطن ومقيم.. بل وكل صغير وكبير.. وأب ومربٍ وقطاعات الهيئة والمرور.. ومن أزعجهم سلوك الخارجين عن القيم والدين الحنيف.. قد نعموا بمن يكفيهم عناء التربية والحد من سلوكيات لاتليق بنا ولا بوطننا الحبيب.. فأنت بذاتك وعلمك وفكرك وحنكتك بلغت الثريا فهل لنا أن نرى منك ماتريد (لا ما نريد).. لأنك بما تريد أعلى وأكبر مما نتوقعه أو نريد.. عفواً أيها الأمير فقد سموت بفكرك وعقلك وحسك وكنت ذاك الذي روض الصعب.. فبنيت من العسير عسيراً.. وجعلت منها أبها بهية ورسمت منها لوحة للعاشقين.. وجعلت من بطحاء مكة وجبالها ما عجز عنه الواصفون.. وأنت لم تمض سوى بريهة من الزمان فكيف لو كان هناك المزيد.. لجعلتها حلماً للحجاج والمعتمرين.. ولجعلت من جدة عروساً عقدها لآلئ تعانق جمال حبيباتها هامات السحاب.. وتخالط ألوان طيفها أمواج البحار.. عفواً أيها الأمير.. أتيت ونعلم بإذن الله أنك ستنفض غباراً تراكم على مر السنين.. لا أقوله مدحاً لكنه قول الحقيق.. فليكن فيصلاً لأمر فيصل في مفصل حياة التربية والتعليم.. دمت يا بن فيصل، ودام لك الرأي والقول السديد.. لكل مافيه خير الوطن ومافيه رضا الرحمن الرحيم.