قتل نيكولا بون الشاب الفرنسي المتحدر من الطبقة المتوسطة الميسورة والذي اعتنق الاسلام وتحول الى الجهاد، في جبهة النزاع الدائر في سورية بعد اربعة اشهر بالكاد عن مقتل اخيه غير الشقيق في ظروف مماثلة، كما أعلن والدهما الاثنين. وفي قصة أثارت الذهول روى الوالد جيرار بون في اتصال هاتفي من منزله في غويان الفرنسية أن والدة نيكولا الثلاثيني تبلغت عبر رسالة نصية من الجبهة "استشهاد" ابنها في 22 كانون الاول/ديسمبر في عملية انتحارية نفذها في محافظة حمص بوسط سورية. وكان جان-دانيال، الاخ غير الشقيق لنيكولا، قتل عن 22 عاما في مطلع اب/اغسطس في معارك بسورية بعدما اعتنق الاسلام بتأثير من أخيه نيكولا الذي كان اعلن لوالديه اعتناقه الاسلام في العام 2009. وتصور قصة نيكولا الشخصية مسار عدد متزايد من معتنقي الاسلام الذين تحولوا الى الجهاد. فبعدما واجه نيكولا صعوبات في المدرسة ضل طريقه في اوائل عشريناته فاعتاد تدخين حشيشة الكيف واقدم على الاتجار المحدود بالمخدرات ما ادى الى صدور عدة احكام قضائية بحقه. وبحسب عائلته، فان هذا السلوك توقف بين ليلة وضحاها عندما اعتنق الاسلام وبات يتردد على مسجد في مدينته تولوز. وفي 2011 حين قدم جان-دانيال، الذي كان حتى ذلك الوقت يقيم مع والده في غويان الفرنسية، للدراسة في تولوز اعتنق بدوره الاسلام تحت تأثير نيكولا. وفي اذار/مارس من العام الماضي توجه الأخوان الى سورية عبر اسبانيا ثم تركيا، بعدما اعلنا لوالديهما انهما سيقضيان عطلة على شواطئ تايلاند. وبعد شهر بعثا رسالة كشفا فيها انهما في سورية. وفي تموز/يوليو ظهر نيكولا في شريط فيديو بثته مواقع دعاية إسلامية وهو يحمل بندقية كلاشنيكوف ومصحفاً ويدعو الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لاعتناق الاسلام مشجعاً "إخوته" على "الانضمام إليه في الارض المباركة من الله". وظهر جان-دانيال في الشريط لكنه وقف بدون التفوه بكلمة أو إبداء أي تعابير فيما أعلن أخوه مقدماً نفسه باسم ابو عبد الرحمن انه نجح في حمله على اعتناق الاسلام. وأقر والد الشابين بانه لا يعرف كيف تحول ابناه الى الإسلام المتطرف. وتولوز هي مسقط رأس المتطرف محمد مراح الذي قتل سبعة اشخاص في المدينة عام 2012 غير ان رجال دين محليين نفوا ان يكون نيكولا تحول الى جهادي في مسجد المدينة مرجحين ان يكون تطرف عبر الانترنت. وفي مطلع آب/اغسطس اعلن نيكولا لوالده مقتل جان-دانيال، مؤكدا انه لا يمكن الحصول على جثته وان اخاه طلب في مطلق الاحوال ان "يدفن هناك". وفي الثاني من كانون الثاني/يناير تلقت زوجته السابقة دومينيك رسالة نصية من سورية تعلن لها ان "ابنك نيكولا نفذ عملية تفجير شاحنة في بلدة معادية في منطقة حمص" في 22 كانون الاول/ديسمبر عشية عيد ميلاده. وفي ذلك النهار قتل سبعة اشخاص بينهم خمسة اطفال في انفجار سيارة مفخخة قرب مدرسة ابتدائية في محافظة حمص ولا يعرف ما اذا كان الجهادي الفرنسي الشاب هو الذي نفذها. وقال الوالد "لم يخطر لي يوما انه سينحدر الى هذا الحد في ديانته، إنه أمر فظيع". واوضح انه حاول مراراً الاتصال بنيكولا بمناسبة عيد ميلاده في 23 كانون الاول/ديسمبر، وقال "واجهت على الدوام صعوبات في الوصول إليه. قلت لنفسي إنها فترة أعياد وربما لا يتلقاني بسبب كثافة الاتصالات، لكن المسألة كانت مختلفة". وتابع "ان جميع هؤلاء الاشخاص الذين يقومون بغسل أدمغة الآخرين ليصبحوا قنابل بشرية هم قتلة". وقالت والدة الشابين دومينيك لصحيفة ليبيراسيون الفرنسية إنها بعدما تلقت الرسالة النصية اتصلت بالرقم السوري على هاتفها الجوال فأكد لها رجل يتكلم الفرنسية مقتل ابنها وقال لها "انه في الجنة". وقالت دومينيك انها طوال الأشهر التسعة التي قضاها ابنها في سورية يقاتل قوات الرئيس بشار الأسد تمكنت من الاتصال به بمعدل مرة في الأسبوع. وروت "بدا لي بصحة جيدة، كان يتكلم عن +إخوته المسلمين+ الذين يعاملونه معاملة حسنة بالرغم من حاجز اللغة بينهم". وتابعت "قال انه يريد المضي حتى النهاية" وكان على قناعة بان أخاه الذي قتل في 11 اب/اغسطس هو في الجنة، مضيفة انه "قال انه ينتظر ليذهب هو أيضاً الى الجنة".