كان نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنين الدكتور حمد آل الشيخ قد صرح اعلاميا في عام 2012 أي قبل عام من الآن بان الوزارة تسعى لإدخال المحتوى الإلكتروني لمدارس المملكة، وزيادة التعليم التفاعلي من خلال التطبيقات الإلكترونية في المناهج، مبينا أن ذلك يعطي الطلاب أدوات عدة للتعلم في أوقات وأماكن وبطرق مختلفة، وتمكنهم من فهم الدروس التي لم يفهموها في المدارس من خلال تلك التطبيقات الإلكترونية في أوقات أخرى" وبعد تصريح آل الشيخ قام عدد من المدارس الخاصة بتطبيق هذه البرامج على نظامها التعليمي، "الرياض" تابعت هذا الموضوع ومدى تطبيق التفاعل مع المحتوى الالكتروني في مدارسنا العامة حيث أوضح الدكتور راشد بن غياض الغياض وكيل التخطيط والتطوير بوزارة التربية والتعليم ل"الرياض" ان استخدام المحتوى الرقمي في الوقت الراهن عبارة عن توفير لمصادر تعليمية مختلفة لطلاب المملكة، اضافة الى كونه أحد البرامج التعليمية الإلكترونية التي تقدمها الوزارة، ولا يغني استخدام هذا البرنامج عن الكتب الورقية، كما أفاد الغياض الى انه لا يوجد قرار وزاري بشأن استخدام المحتوي الرقمي في المدارس عوضا عن الكتب المدرسية. وبين الغياض ان مشروع المحتوى الرقمي للمناهج الدراسية مر بمرحلتين أساسيتين حيث بدأت المرحلة الاولى بنشر المناهج الدراسية الرقمية على الإنترنت والأجهزة اللوحية الذكية، وهي متاحة الآن للاستخدام والتصفح مجاناً من خلال موقع وكالة التخطيط والتطوير ومن خلال تطبيقات الاجهزة اللوحية الذكية على أنظمة تشغيل أبل وأندرويد وويندوز8. كما اوضح الغياض ان البرنامج متاح لجميع الطلاب والمدارس الحكومية والأهلية. والمرحلة الثانية هي مرحلة تطوير المناهج الرقمية التفاعلية، وهي عبارة عن تطوير للتطبيق السابق حيث يضيف الى الكتاب المدرسي العديد من المواد الإثرائية التفاعلية التي توضح بعض المفاهيم داخله مثال ذلك: مقاطع الفيديو والفلاشات والاختبارات والألعاب التعليمية، و وحاليا يجري العمل على إنهاء هذا المشروع بشكل متكامل. وفي ذات السياق ذكر الدكتور الغياض ان هذه التطبيقات متاحة لجميع طلاب ومدارس المملكة ولم يتم حتى الآن الانتهاء من الآلية الخاصة بتفعيلها في الميدان التربوي. ويتوقع الغياض أن يتم الانتهاء من صياغة الآلية الخاصة بتفعيلها في مطلع العام الدراسي القادم بإذن الله. وأشار الدكتور الى انه مع التوجه الكبير لاستخدام المناهج الدراسية الرقمية بين الطلاب وخاصة أنها طورت لتعمل على الأجهزة الذكية بلغ عدد مستخدمي التطبيق للمحتوي الرقمي عبر الاجهزة اللوحية الذكية حتى نهاية عام 2013 ما يقارب مليوناً وأربعمائة ألف مستخدم. بالاضافة الى أن الوزارة قامت بإجراء استطلاع للرأي حول أهمية تطوير تطبيقات تعليمية ذكية فوصل رأي ما يزيد على 90% من المشاركين بأهمية وجود مثل هذه التطبيقات حيث يرون فائدتها الكبيرة المتوقعة للطالب والمعلم وأكد الدكتور الغياض ان المعلم ركيزة هامة للتعامل مع الوسائل التقنية ومشاريع دمج التقنية في التعليم، لذلك تقدم الوزارة وكذلك مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام العديد من البرامج التأهيلية والتدريبية للمعلمين والتي تأتي في مقدمتها أساليب دمج التقنية في التعليم. واختتم الغياض حديثة قائلا:"ان التقنية هي خدمة للمعلم والطالب، وتساعد المعلم على ابتكار أدوار جديدة داخل الصف الدراسي، وتستثمر جهود الطلاب داخل الصف في دفع عقولهم نحو البحث والاستكشاف للمعلومات ذات الأهمية والفائدة بدلاً من الأساليب التقليدية في التعلم المعتمدة على التلقين والحفظ" مضيفا الغياض ان استخدام التقنية في التعليم تساعد الطلاب على أن يبحروا في المعلومات بحيث انه يحيط بالمعلومة من جميع جوانبها، بالاضافة الى تنميتها لروح البحث والتعلم الذاتي لدي المتلقين من الطلاب. كما أكد الغياض على دور كل من أولياء الامور والمعلمين في حسن توجيه أبنائهم للمصادر التعليمية المناسبة وزيادة وعيهم حول ما يجب أن يتعلموه وما يجب أن يتجنبوه، بالاضافة الى مساعدتهم على الموازنة بين استخدام التقنية دون الإفراط فيها بما يمكن أن يؤثر سلبا على تواصل الطالب والطالبات ومهاراتهم الاجتماعية والحركية والنفسية.