شدّد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي اللهجة تجاه الدول التي لم ترحّب بقرار مصر اعتبار جماعة الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا وانتقد التدخل في شؤون بلاده قائلا ان هذا لن يمّر مرور الكرام" .. وخلال تنشيطه مؤتمرا صحفيا مشتركا مع نظيره الجزائري رمضان العمامرة أمس الأحد قبيل مغادرته الجزائر في ختام زيارة قال إنه حمل فيها رسالة من الرئيس المصري إلى الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة لكن دون أن يكشف عن فحواها، أبدى وزير الخارجية المصري امتعاضا كبيرا من تدخل الغير في الوضع الأمني المصري الداخلي. وتبنى رئيس الدبلوماسية المصري لهجة حادة عندما تعرض لملف الإخوان المسلمين في ردّه على سؤال "الرياض" بشأن احتمال مراجعة السلطة في مصر لقرار اعتبار الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا على خلفية حالة عدم الترحيب بالقرار عربيا على وجه الخصوص، حيث قال نبيل فهمي إن القرار "سيادي" و"اتخذ بإرادة شعبية" و "لن تتراجع مصر عنه" بل أكثر من ذلك دعا الدول إلى احترام قرارات مصر السيادية بالقول إن بلاده "بلّغت القرار للمجموعة الدولية و ليست تنتظر ردود فعل من أحد" قبل أن يستطرد بالتأكيد أن مصر "اتخذت القرار وفقا لأوضاعها الداخلية" لأنه "لا مكان للإرهاب في مستقبل مصر". ودافع نبيل فهمي عن السلطة الحالية في مصر و هو يرّد على الأسئلة التي تناولت معارضة شخصيات سياسية و حزبية تحسب على التيار الإخواني في الجزائر لزيارته وترحيب السلطة بها، قائلا إنه يمثل "حكومة مصرية شرعية جاءت استجابة لرأي عام مصري" ، نافيا في الوقت نفسه أن تكون زيارته للجزائر بهدف فك العزلة عن مصر بعد قرار الاتحاد الإفريقي تجميد مشاركة مصر في أجهزة الاتحاد على خلفية ما اعتبر انقلابا على الشرعية و مكاسب الثورة ولم يفوت نبيل فهمي فرصة وجوده مع نظيره الجزائري رمضان العمامرة الذي كان قبل سنة فقط مفوض السلم و الأمن بالاتحاد الإفريقي، لدعوة الاتحاد الإفريقي إلى مراجعة قراره قائلا إن ما حدث في بلاده" هو استجابة لمطالب شعبية و ليس انقلابا". وحرص وزير الخارجية المصري على تصحيح ما اعتبر تعليقا لعضوية مصر في الإتحاد الإفريقي موضحا أن الأخير جمّد المشاركة المصرية، و في محاولة منه دفع تهمة التي وجهتها المعارضة للسلطة في الجزائر عندما قالت في بيان إن الأخيرة تدعّم الأنظمة الانقلابية بقبولها استقبال وزير خارجية مصر حرص الوزير الجزائري للخارجية على التوضيح أن "تعامل بلاده مع مصر ليس مخالف لقوانين الاتحاد الإفريقي "لأن الأخي" لم يقص مصر و لم يطالب بعزلها "و ما قام به هو مجرد" إجراء احترازي لتعليق المشاركة و تشجيع كل الدول للعودة إلى النظام الدستوري و هو ما حصل مع مصر" مشددا أن الإتحاد الإفريقي لم يسبق له طيلة ال 15 سنة الماضية أن طالب بعزل أي عضو من أعضائه في حال وقوع تغيير غير دستوري". ووصف نبيل فهمي الاستقبال الذي حظي به من قبل الرئيس بوتفليقة أنه "هام جدا" بل "إنه خرج سعيد للغاية" لكنه لم يكشف عن فحوى الرسالة التي حملها إلى الرئيس بوتفليقة من نظيره المضري عدلي منصور، و اكتفى في الردّ على الأسئلة التي استفسرت عمّا دار في اللقاء الذي جمعه بالرئيس بوتفليقة بالقول إن الأخير تناول العديد من القضايا التي توافقت نظرة البلدين حولها بالأخص فيما يتصل بالوضع في سوريا، فيما اعتبر وزير الخارجية الجزائري الزيارة "على قصرها" أنها "أنجزت الكثير" فيما يتصل بالشراكة الاقتصادية و التعاون السياسي المستقبلي و التبادل الثقافي.