من خلال هذا المقال أحب أن أوضح بعض المعلومات التي ستجيب عن التساؤل والذي يكثر في هذه الايام ألا وهو متى وكيف يتم الفحص المبكر لمرض السُكري؟ في البداية، من المهم أن نعرف أساسيات مرض السُكري، ومن هذه الأساسيات أن هنالك عدّة أنواع لمرض السُكري, وهي كالتالي: 1. النوع الأول: ويشّكل 10٪ من مجموع المرضى بالسّكري، ويكون غالباً في الأطفال والمراهقين. 2. النوع الثاني: ويشّكل 90٪ من الحالات ويكون غالباً في الكبار. 3. النوع الثالث: سُكر الحمل والذي قد تُصاب به النساء الحوامل. 4. النوع الرابع: يكون بعدة أسباب اخرى مثل بعض الأدوية أو نتيجة أمراض معينة. كل نوع من هذه الأنواع يحتاج فحص مبكر لاكتشافه. وهنا سنتحدث عن طرق الفحص المبكر لكل نوع, وذلك تبعاً لتوصيات المنظمات العالمية المختصة بمرض السُكري. أولاً: النوع الأول: نظراً لطبيعة المرض وسرعة ظهور الأعراض عند الإصابة بهذا النوع، لا يوجد توصية بالفحص المبكر لاكتشاف النوع الأول للسكّري. ولكن في حالة وجود أقارب من الدرجة الأولى أو الثانية مصابين بالنوع الأول من مرض السّكري، ينصح بعمل فحص للأجسام المضادة (glutamic acid decarboxylase antibodies (GADAs) and islet antigen-2 antibodies (IA-2As)) لأقارب المريض بالنوع الأول لتشخيص وجود المرض لديهم من عدمه حيث إن الدراسات أثبتت أن هذه الأجسام المضادة قد يتنبأ بالإصابة بالسكري خلال السنوات القادمة، والهدف منها في حال اكتشاف المرض المساعدة في التثقيف عنه وتقليل المضاعفات المصاحبة له في حال حدوثه مثل الحموضة الكيتونية، ولكن لا تأثير لهذا التشخيص المبكر على منع المرض من الحدوث. ثانياً: النوع الثاني: أما بالنسبة للفحص المبكر للنوع الثاني من مرض السّكري، فإنه ينقسم الى قسمين وذلك حسب العمر: 1. بالنسبة للكبار: أ. فإنه ينصح بالفحص المبكر لأي شخص لديه وزن زائد (كتلة الجسم 25 وأكثر) ولديه أكثر من عامل خطورة بغض النظر عن عمره. ب. اما إذا كان الشخص ذو وزن طبيعي فانه ينصح بالفحص المبكر عند عمر 45سنة. 2. بالنسبة للأطفال: بالنسبة للفحص المبكر لاكتشاف النوع الثاني في الأطفال فإنه ينصح فقط بفحص الأطفال الذين لديهم وزن زائد مع وجود عاملين أو أكثر من عوامل الخطورة التي سيتّم ذكرها لاحقاً. عوامل الخطورة التي قد تؤدي إلى حدوث النوع الثاني من مرض السّكري تتضمن: 1/عدم ممارسة النشاط البدني 2/ وجود تاريخ مرضي للسكر في أقارب المريض مثل الوالدين أو الإخوان. 3/المرأة التي قد أصيبت بسكر الحمل 4/وجود ارتفاع في ضغط الدم 5/ارتفاع في مستوي ثلاثي الدهون (Triglycerides) 6/تكيّس المبايض 7/أمراض القلب بعد عمل الفحص المبكر للأشخاص الذين تّم ذكرهم سابقاً وكانت نتيجة التحليل في ضمن النطاق الطبيعي لمستويات السّكر في الدم، فإنه ينصح بإعادة التحليل بعد 3سنوات. ثالثاً: سُكّري الحمل: يُنصح بعمل الفحص المُبكر لاكتشاف سُكر الحمل للحامل في أول زيارة لمتابعة الحمل إذا كانت لديها عوامل خطورة للإصابة بمرض السُكري. اما إذا كانت لا تملك عوامل خطورة، فإنه ينصح بعمل فحص للكشف عن مرض السُكري خلال فترة 24- 28 أسبوع من الحمل باستخدام اختبار تحمل الجلوكوز الفموي .( 75 g oral glucose tolerance test) فحوصات الكشف المبكّر والمتابعة: وهنا أُحب أن أوضح بأن الفحوصات للكشف المبكر عن مرض السُكري هي نفسها التي تستخدم للتشخيص والمتابعة, وتشمل: 1. تحليل سُكرّ الدم الصائم ((fasting blood sugar: أ. وتكون المعدلات الطبيعية بين 70 و100 ملجرام/ ديسيليتر. ب. يعتبر الشخص في حالة ما قبل السّكري إذا كان معدل السكر الصائم بين 100 ملقرام/ ديسيليتر (5.6 مليمول / لتر) إلى 125 ملجرام / ديسيليتر ( 6.9 مليمول / لتر). ت. يتّم تشخيص الإصابة بالسكري إذا كان مستوى السكر في حالة الصيام أكثر من 126 ملجرام / ديسيليتر (أو مايعادل 7 مليمول / لتر) 2. تحليل تحمل الجلوكوز الفموي ( 75g OGTT): وفي هذا الاختبار, يتم إعطاء المريض جرعة سُكّر تعادل 75 جراماً ثم يتم فحص مستوى السكر في البلازما بعدها بساعتين. أ. يعتبر الشخص سليماً إذا كان معدل مستوى السكر أقل من 140 ملجرام/ ديسيليتر (يعادل 7.8 مليمول / لتر). ب. ويعتبر مصاباً بمرحلة ما قبل السكري إذا كان معدل السّكر بين 140-199 ملجرام / ديسيليتر ( 7.8 إلى 11 مليمول / ليتر). ت. ويتّم تشخيص السكري إذا كان المعدل أكثر من أوو يساوي 200 ملجرام/ ديسيليتر(11.1 مليمول). 3. تحليل الهيموقلوبين الجليكوزيلاتي (hemoglobin A1c) أ.يعتبر الشخص سليماً إذا كان المعّدل أقل من 5.7%. ب. ويعتبر مصاباً بمرحلة ما قبل السكري إذا كان المعدل بين5.7 -6.4 %. ت. ويتّم تشخيص السكري إذا كان المعدل أكثر من أو يساوي 6.5 %. أهداف الكشف المٌبّكر: والهدف من الكشف المبكر لمرض السُكري أنه بإذن الله يمكن التحكم بالمضاعفات مثل القدم السكري واعتلال الشبكية والكلى والذبحات الصدرية وأمراض القلب. حيث أنه من الأمور المتعارف عليها أنه نسبة كبيرة من مرضى السُكري لا يتم تشخيصهم إلا بعد ظهور المضاعفات وهذا مما يجعل التحكم بالمرض أمراً صعباً. وتنصح منظمات السكر العالمية بعمل الفحص المبكر داخل المنشآت الصحية وذلك لضمان استمرارية التواصل مع المريض والمتابعة المستمرة. وتعتبر المحافظة على نظام غذائي متوازن ومزاولة الرياضة والنشاط الجسدي أحد أهم أركان علاج مرض السُكري بنوعيه, الأول والثاني, حيث يجب على المريض اتباع غذاء متوازن يمنحه الطاقة اللازمة ويمنع ارتفاع مستوى السكري إلى مستويات عالية غير مستحبة. كما أن التحكم في مستوى السكر يساعد في الحد من سرعة تطور مضاعفات مرض السكري على كل من القلب, العين, الكلى, والأطراف. ونظراً لأن الناس تختلف رغباتهم في نوعية الأكل المفضلة لديهم, كما أن ثقافة حساب السعرات الحرارية ومقياس السكري مازالت جديدة على مجتمعنا, يُنصح بأن تتم استشارة خبير تغذية متخصص في أمراض السكري حتى يستطيع تحديد احتياج الشخص بحسب رغباته وبحسب الضروري له من ناحية عناصر الغذاء الأسياسية. كما أنه يجب استشارة الطبيب بخصوص نوعية النشاط الرياضي, وكميته, وفترته والاحتياطات التي يجب أخذها قبل وبعد ممارسة الرياضة حتى لا يصاب المريض بهبوط أو ارتفاع مستوى سكري الدم فجأة. وفي الختام، أتمنى الشفاء العاجل لمن أصيب بهذا المرض, ونسأل الله العلي القدير أن يقينا هذا المرض. * استشاري طب الأسرة والسُكري إفراز الأنسولين ودورته في الجسم مضاعفات السكري تطال الشبكية تجنب الوجبات السريعة