شدد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين على ضرورة حماية المسار الديمقراطي والحفاظ على جو التعايش والوسطية والقبول بالآخر الذي تتميز به مملكة البحرين. كما طالب خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء البحريني صباح أمس بالتصدي لمحاولات تغذية وبث روح الكراهية والاستقطاب الطائفي والتعصب المذهبي من خلال إجراءات وقائية تحمي تماسك المجتمع البحريني من دعاة الكراهية ورفض الآخر والتي يبثها للأسف بعض من يعتلي المنابر الدينية. كما وجه بتبني الحكومة البحرينية استراتيجيات فعالة تقوم على نشر الثقافة الوسطية وجعل ما يطرح عبر المنابر وغيرها منسجماً مع الثوابت الشرعية والوطنية التي ارتضاها وقبل بها شعب مملكة البحرين وعقد عليها ميثاق عمله الوطني مع قيادته. وأكد الملك حمد على أنه لا بديل عن التعايش وقبول الآخر لتكون البحرين أولاً وللجميع، حاثاً جلالته على أن تكون المشاركة الشعبية وحرية التعبير وصون وحماية حقوق الإنسان التي أتاحها المشروع الإصلاحي منطلقاً لكافة القوى الوطنية لدفع المسيرة التنموية والحفاظ على المكتسبات التي تحققت وتطويرها. كما حث الملك حمد رجال الدين والفكر والإعلام إلى التركيز على سلوك طريق اللاعنف والمساهمة في تحقيق الاستقرار والتنمية مستشهداً بما زخرت به البحرين دائماً عبر مسيرتها من ثقافة غزيرة قائمة على القيم والتسامح والمحبة واحترام الآخر. كما عبر الملك حمد عن ثقته بانتصار الوعي الشعبي من خلال تحمل الجميع لمسؤولياتهم في إشاعة ثقافة الوحدة الوطنية ونبذ العنف والإرهاب وتكريس وحدة الصف، مشدداً على أهمية إرساء التسامح كمنهج وتوطيده كقيم والعمل به كممارسة مجتمعية وحضارية. وفي ختام كلمته أمام الحكومة البحرينية تمنى الملك حمد أن يشهد العام الجديد 2014 مزيداً من الإنجاز والبناء على ما تحقق في البحرين في ظل أجواء يسودها الأمن والاستقرار الذي سيتحقق بتكاتف الجميع من خلال نبذهم للعنف وإشاعة أجواء التعايش والمحبة. من جانبه أكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء على أن الحكومة البحرينية لن تدخر جهداً في تحقيق التوجهات الملكية السامية في التصدي لمحاولات تغذية وبث روح الكراهية وذلك بمراجعة المصادر التي يمكن أن تنبع منها دعوات الكراهية والتحريض وستعالجها بخطط وبرامج آنية ومستقبلية وستتخذ ما يلزم تنفيذياً وقانونياً ووقائياً لتحقيق ذلك وستُشكل اللجان والفرق المتخصصة لهذا الغرض وستعمل الحكومة ضمن برنامجها على تكريس التعايش وقبول الآخر والتسامح من أجل تجنيب المجتمع شرور الفتن والكراهية وعواقبهما. كما أكد أن الحكومة البحرينية تدين كافة أشكال الإرهاب ومحاولات زرع الفتنة والاستقطاب الطائفي ومطالباً كل من لديه مسؤولية وطنية بالمبادرة إلى رفض ذلك وفي مقدمتهم رجال الدين والفكر والإعلام والصحافة.