تتضمن خطوات احتساب العامل لدى "المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية" ألا تتجاوز نسبة العاملين من فئة الطلاب (10%) من مجموع العاملين في الكيان الواحد، إلاَّ في حال وجود عامل واحد فقط من الطلاب يمثّل نسبة تزيد على (10%)، وتُستثنى من ذلك الكيانات العاملة في نشاط "المطاعم"، إذ ترتفع النسبة من (10%) إلى (30%) كحد أقصى؛ لذلك اتجه العديد من الطلاب إلى العمل بنصف أجر، فيما اتجه آخرون إلى تغيير مهنتهم من "طالب" إلى "موظف"؛ لكي يحصلوا على راتب كامل. وتشترط "الأحوال المدنية" لتغيير المهنة من "طالب" إلى "موظف أهلي" إحضار "برنت" من "التأمينات الاجتماعية" يُفيد أن الطالب يعمل في شركة أو مؤسسة خاصة، مع أصل وصورة الهوية الوطنية. نماذج رائعة وقالت "نورة عبدالرحمن الذياب": "يعتمد هذا السلوك على حسن إدارة الطالب للوقت، فالطالب الحذق بمقدوره الجمع بين دراسته ووظيفته متى ما استطاع تنظيم وقته وأدرك مسؤولياته، وقد شهدنا نماذج رائعة استطاعت بمهارتها التفوق في كلا المجالين، فلا شيء يمنع أن يبحث الطالب عن الوظيفة حتى إن كانت بسيطة"، مضيفة أن الوظيفة ستُكسب الطالب في هذه الحالة الخبرة المبكرّة التي تعينه في مستقبله، مشيرة إلى أن الطالب قد يشعر أن في ذلك ظلماً له، خاصة إن كان جهده يعادل جهد غيره أو قد يزيد. ودعت الطلاب إلى التغاضي عن بعض ما يعتقدون أنه ظلم واقع عليهم، خاصة إن كان لهم حاجة ماسة للوظيفة بقدر حاجتهم تلك، وأن يعقدوا العزم على مواصلة العمل متوكلين على الله وأن يسألوه الرضا والقناعة، مشيرة إلى أن تأثير الوظيفة على الدراسة يعتمد على حسن إدارة الطالب للوقت، موضحة أن هناك نماذج رائعة لشباب استطاعوا بمهارتهم التفوق في كلا المجالين، فلا شيء يمنع أن يبحث الطالب عن الوظيفة وإن كانت بسيطة بصرف النظر عن الراتب. القرار له إيجابيات في احتساب سنوات الخبرة مبكراً لكنه يحرم الطالب من مكافأة الجامعة وأشار "حمزة صديق الأنصاري" إلى أن الطالب الطموح الجاد سيواصل دراسته بكل جدية، مضيفاً أنه إن كان عكس ذلك فإنه سيترك أحدهما، مشيراً إلى أن الأقرب في هذه الحالة هو تركه الدراسة؛ لأنه يريد المال وقد حصل عليه، وبالتالي فإن طموح الشاب هنا سيتوقف عند هذا الحد. توفير المال وعن الآثار الإيجابية والسلبية لتغيير الفرد مهنته من طالب إلى موظف، أوضح "د.عبدالوهاب بن سعيد القحطاني" –عضو هيئة التدريس بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن- أن الكثير من الطلاب في جميع أنحاء العالم يعملون جزئياً أو متفرغين؛ لكسب الراتب الذي يساعدهم على سد احتياجاتهم ومساعدة أنفسهم أو أسرهم، مضيفاً أن من بينهم من يحتاج إلى العمل أثناء سنوات الدراسة لعدة أسباب، ومنها توفير المال والاعتماد على النفس ومساعدة أسرهم على مواجهة متطلبات الحياة. وأكد على أن الطلاب في "المملكة" ليس بمقدورهم الالتحاق بالعمل الحكومي والدراسة معاً إلا بعد تغيير المهنة من طالب إلى موظف؛ مما يعني عدم الحصول على مكافأة الدراسة بالجامعات والكليات الحكومية، وبالتالي يفقدون مصدر دعم مهم لحياتهم المعيشية، وربما أثر ذلك في الحياة المعيشية لوالديهم، خصوصاً أبناء الأسر الفقيرة، مشدداً على ضرورة استمرار حصولهم على المكافأة التشجيعية بعد تغيير المهنة من طالب إلى موظف؛ لما لذلك من أثر نفسي طيب يشجعهم على التحصيل العلمي الذي ينمي معرفتهم ويزيد من كفاءتهم الوظيفية. وأضاف أن الآثار السلبية لتغيير الطالب مهنته إلى موظف تتمثل في الشعور بعدم العدالة الاجتماعية؛ لأنه يعيش ظروفاً لا يعيشها غيره من القادرين مالياً على مواجهة متطلبات الحياة، إلى جانب التخاذل في أداء العمل على الوجه المطلوب عندما يتعرض الطالب إلى مزيد من الضغوط الدراسية، وكذلك الأداء الدراسي الضعيف، إضافة إلى الشعور النفسي السلبي نحو تغيير المهنة، مشيراً إلى أن كلمة "طالب" لها مدلول نفسي إيجابي أكثر من كلمة "موظف". ولفت إلى أن الآثار الايجابية لهذا التغيير تتمثل في الشعور بتحمل المسؤولية بعد الالتحاق بالوظيفة، إلى جانب الاستقلالية التامة والاعتماد على النفس، وكذلك تقدير العلم وحب العمل، إضافة إلى تطبيق النظريات والعلم والمعرفة في العمل مباشرة؛ مما يضيف قيمة لإنتاجية الطالب الموظف، موضحاً أنه من الطبيعي أن تُحتسب سنوات الخبرة للطالب الذي غير مهنته إلى موظف؛ لأنه يعمل ولا يحصل على المكافأة، مؤكداً على أن التحاق الطلاب بسوق العمل أثناء سنوات الدراسة يساهم في تنمية العديد من المهارات الوظيفية في سن مبكرة، ويساهم في تنمية القيم الوظيفية أو ما يعرف بقيم العمل، وهي ما يحتاجه كل موظف يعمل في القطاعين الحكومي والخاص. متطلبات الحياة وأكد "د.منصور بن نايف العتيبي" -عميد كلية التربية بجامعة نجران- على أن الوقت الحاضر يفرض بعض المعطيات التي ينبغي التعامل معها بمهنية عالية، مضيفاً أن متطلبات الحياة لم تعد كالسابق، كما أن متطلبات المهن من المهارات لم تعد في حدودها الدنيا، بل أصبح لكل مهنة متطلبات فكرية وعلمية ومهنية، إلى جانب أن متطلبات الحياة أصبحت أكثر صعوبة، مشدداً على ضرورة إعادة النظر في مقومات إعداد الطالب الجامعي وفي سياسات التوظيف عبر دمج الإعداد الأكاديمي بالعمل في إطار ما يسمى الإعداد الجامعي المنتهي بالتوظيف، على أن يكون ذلك عبر التنسيق بين البرامج الأكاديمية في الجامعات ومؤسسات التوظيف. وأضاف أنه من الممكن في هذه الحالة أن يعمل الطالب في الفترة المسائية أو في الأيام التي لا يوجد لديه فيها محاضرات في المؤسسة ذات العلاقة بتخصصه وإعداده الأكاديمي ابتداء من المستوى الثالث له في الجامعة، وذلك وفق كادر وظيفي يتم الاتفاق عليه بين جهات التوظيف و"وزارة الخدمة المدنية" بحيث يتدرج الطالب في هذا الكادر وفقاً للخبرات العلمية والمهارات التي اكتسبها، على أن يكون في اتباع هذه السياسة اتفاق ملزم لمؤسسات التوظيف بأن تستقطب الطالب عند انتهائه من البرنامج الأكاديمي بالجامعة. وظيفة مبكرة وقال "د.فهد عرب" -مستشار في الشؤون التعليمية بوزارة التعليم العالي- :"توجه الطلاب خلال السنوات ال(10) الأخيرة نحو التساؤل حول تأثير العمل مساءً والتأقلم مع متطلبات سوق العمل مبكراً وتفضيل المصدر المالي عن المصدر العلمي"، متسائلاً هل وضعنا المادي سيئ لدرجة أن الطالب يستبدل المؤهل الجامعي بالوظيفة المبكرة؟، أم أن ثقافة الشاب تجعله يبحث عن الإبداع في عدة مجالات، فيكون في الصباح طالباً وفي المساء موظفاً؟، مشيراً إلى أن الدخل قد لا يكون هو السبب الرئيس، بيد أنها في النهاية طاقة يريد الطالب الإفادة منها في مرحلة شبابه، إلى جانب رغبته في اكتساب الخبرة في ميادين عدة. وبين أن هذه الثقافة إذا ما عُزِّزت بعزيمة صادقة وصافية، فإن الطالب لن يعيقه كونه طالباً وعاملاً بأجر مؤقت، ولن يكون مسماه هو القضية، بل إن المهم هنا هو إنتاجيته في المجالين، مضيفاً أن تمكين أفراد المجتمع من امتهان مهنة قريبة لإمكانيات كل فرد منهم حسب قدراته، سواءً بالتدريب أو التوظيف والعمل المتواصل ستجعل أبناء الوطن قادرين على النجاح في كلا المجالين، داعياً إلى سن قوانين جديدة أو تحديث الأنظمة السابقة في هذا المجال تبعاً للاحتياج، وذلك بعد عمل دراسات علمية ميدانية منهجية رصينة، وليس بناءً على قرارات مكتبية. وأضاف إننا بذلك سنضمن سير النظم بما يتوافق مع متطلبات الخدمة في كل حقبة تعليماً وتوظيفاً، وإذا ما حددنا الحقبة بخمس سنوات تتماشى مع الخطط التنموية الخمسية فإن النتائج ستكون مطروحة للقياس والتقويم ومن ثم التطوير، موضحاً أن ذلك يعني أن تكون الدراسات مستمرة ومبنية على إحصاءات رصينة، مشيراً إلى أنه سينتج عن ذلك وجود بيئة صحية ذات مستويات مهنية وفكرية عالية بناءً على الخبرة والتأهيل والتخصص؛ مما يجعل مستوى المسؤولية على قدر عال لدى أفراد المجتمع. وأشار إلى أن ذلك سيُحقق لشريحة كبيرة من أفراد المجتمع تطلعات كانت بمثابة أحلام، وبالتالي فإنهم سيُثابرون بابتداع أفكار جديدة قد تكون في صالح المجتمع، موضحاً أنه سيكون للطلبة على مقاعد الدراسة مستويات مهنية بملفات خاصة ذات رموز تدل على وضع كل واحد منهم؛ مما يتيح لهم التمتع بمميزات النظام المعاصر لمتطلبات التنمية، مشيراً إلى أنه فيما يخص الجودة فقد يكون هذا مؤجلاً لما بعد التخرج؛ لأن الإجادة تصاحب جل الإفادة، وهذا يأتي في العادة مع التفرغ الكامل. تسريع الإجراءات وبين "د.عرب" أنه يجب ألا نخلط في القواعد واللوائح بين أنواع وفئات وجنسيات العاملين، موضحاً أن الوافد وصل هنا ليعيننا في فترة من الوقت، وبالتالي فإن أبناء البلد سيُكملون المسيرة لأنفسهم وللأجيال القادمة، وقال:"إن تطوير المهن أداءً وسلوكاً وصياغة نظم هو نتيجة التطبيق المستمر والمتوالي للمهام، وإذا لم يكن الطالب السعودي فيها فسيكون التطوير بناءً على خدمات العاملين المُقدمة من كافة الأطياف الأخرى"، مشيراً إلى أن التساؤل سيكون حول تقديم الخدمات مساءً وتنفيذها ميدانياً، وحجم تكاليفها المالية، واستخدام التقنيات الحديثة، وتسريع الإجراءات باستخدام وسائل التواصل الحديثة، وتوجيه تطبيق الأنظمة لما يكفل حماية كافة الأطراف. الطالب قادر على الجمع بين دراسته ووظيفته متى استطاع تنظيم وقته (أرشيف الرياض) تغيير مهنة الطالب إلى موظف خاص يتطلب «برنت» من التأمينات د.عبدالوهاب القحطاني د.منصور العتيبي د.فهد عرب