اصيب خمسة اشخاص صباح امس في هجوم بقنبلة يدوية الصنع على حافلة نقل عام بحي مدينة نصر بالقاهرة وتم ابطال مفعول عبوة ثانية في نفس المكان، بحسب ما افادت مصادر امنية وطبية. ويعد هذا اول هجوم ضد مدنيين منذ عزل محمد مرسي في تموز/يوليو الماضي في مصر حيث وقعت خلال الاشهر الاخيرة عدة اعتداءات ضد الجيش والشرطة اوقعت اكثر من 100 قتيل. وشنت الاجهزة الامنية حملة واسعة النطاق ضد جماعة الاخوان المسلمين ادت الى سقوط قرابة الف قتيل وتوقيف عدة الاف من قيادات وكوادر الجماعة. ويأتي هذا الانفجار غداة قرار الحكومة المصرية اعلان جماعة الاخوان المسلمين "تنظيما ارهابيا" وتحميلها مسؤولية الاعتداء الذي استهدف فجر الثلاثاء مقر مديرية امن الدقهلية في مدينة المنصورة بدلتا النيل واوقع 15 قتيلا معظمهم من رجال الشرطة. والاربعاء اعلن تنظيم "انصار بيت المقدس" الذي يستلهم افكار واساليب القاعدة، مسؤوليته عن تفجير المنصورة الذي دانته جماعة الاخوان المسلمين ب"اشد العبارات" وقالت وزارة الداخلية امس انه تنفيذا لهذا القرار "تم وقف اصدار جريدة الحرية والعدالة" الناطقة بلسان الحزب المنبثق عن الجماعة وقامت الجهات الامنية المعنية ب"وقف طبع الجريدة وتوزيعها". ويتصاعد العنف في مصر مع اقتراب موعد الاستفتاء على مشروع الدستور المصري الجديد في 14 و15 كانون الثاني/يناير المقبل، وهو الخطوة الاولى في خارطة الطريق التي وضعها الجيش بعد عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي والتي تقضي كذلك باجراء انتخابات رئاسية وتشريعية خلال الاشهر الستة المقبلة. مفتشو الشرطة يعاينون الحافلة التي تعرضت للاعتداء (رويترز) وقال مصدر طبي ان خمسة اشخاص اصيبوا اثر انفجار العبوة مضيفا ان "جروحهم خفيفة الى متوسطة". واوضح مصدر امني ان "عبوة ناسفة يدوية الصنع كانت موضوعة في الحديقة الصغيرة التي تتوسط شارع مصطفى النحاس وانفجرت اثناء مرور الحافلة فيه". ويقع هذا الشارع على مقربة من جامعة الازهر حيث وقعت خلال الاسابيع الاخيرة اشتباكات عديدة بين الطلاب المنتمين لجماعة الاخوان المسلمين وقوات الامن. واضاف المصدر الامني انه "لدى وصول خبراء المفرقعات الى موقع الانفجار اكتشفوا وجود عبوة اخرى مخبأة داخل لوحة اعلانات زجاجية بجوار الحديقة التي انفجرت فيها العبوة الاولى وقاموا بابطال مفعولها". واكد اللواء يحيى العراقي نائب مدير امن القاهرة انه "كان من المستهدف ان تنفجر العبوة الثانية لدى وصول الشرطة". وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء هاني عبد اللطيف ان "العبوة الثانية التي ابطل مفعولها كانت معدة بحيث يتم تفجيرها عن بعد وهي محاولة للترهيب والترويع قبل الاستفتاء". وقال محمود عبد العال وهو عامل بناء كان متواجدا بالقرب من موقع الانفجار "سمعت دوي الانفجار فجريت وساعدت في نقل خمسة جرحى، اربعة رجال وسيدة كانت الدماء تغطي جسدهم وملابسهم". واضاف ان "احد الرجال كان فقد احد ساقيه". واغلقت الشرطة المنطقة التي وقع بها الانفجار فور وصولها وقامت بالبحث بواسطة كلاب بوليسية عن عبوات اخرى محتملة في نفس المكان. وكان زجاج الحافلة الذي تهشم من جراء الانفجار متناثرا في الشارع. وبعد الحادث تجمع عشرات من اهالي مدينة نصر بالقرب من مكان الانفجار وبدا انهم يحملون الاخوان المسلمين مسؤولية الحادث. وصاحت فادية وهي سيدة في الاربعين من عمرها ترتدي جلبابا طويلا وحجابا "الاخوان هم السبب.. اولادنا ينزفون والبلد ينزف.. لا نريد الا ان نعيش".