يفارقنا الأحباب ويغيب عنا الأصحاب، كل يوم تفاجأ بذهاب صديق ورحيل عزيز هكذا حال الدنيا، بالأمس القريب رحل عن دنيانا أخي وصديقي الشيخ سعد بن فهد الكريديس، بعد حياة حافلة بالعطاء والخير والعمل الصالح، رحل بعد أن ترك لنا ميراثا من المحبة والقيم الإنسانية العظيمة الراقية. كان –يرحمه الله- محبا لوطنه، كرس حياته كلها لخدمة مجتمعه من خلال الجمعيات الخيرية، حتى أن كل من قصده طالبا منه قضاء مصلحة أو إسداء نصيحة أو رأي، كان عصاميا مجدا ومجتهدا سباقا في البذل والعطاء وعمل الخير حتى أحبه الجميع واعتبروه شخصا متميزا لسعة صدره ورجاحة عقله. أنشأ العديد من الشركات الكبيرة، وحرص على تشجيع الشباب وفتح فرص العمل أمامهم، ودعم كل مجتهد ماديا ومعنويا ووظيفيا. كان قريبا من الله، حريصا على ابتغاء مرضاته، كان يقضي شهر رمضان بشكل شبه دائم في المسجد الحرام خلال العقدين الأخيرين من عمره، كما كان يقضي الكثير من أشهر العام في بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف، كان يقول إنه يشعر بسعادة روحانية وإيمانية غامرة وهو داخل الحرم الملكي والحرم المدني، فالإسلام هو دين المحبة والخير والسلام والوسطية كما كان يقول. أتذكر الكثير من كلماته الطيبة من ذلك: علينا أن نحب الوطن ونقدم له كل غال ورخيص، إنه الملجأ لنا والملاذ بعد الله تعالى، وكان يقول إن عمل الخير سعادة وفعل الخير راحة والسعي في خدمة الغير متعة إنسانية كبيرة. حبه لوطنه جعله يحرص على تعليم أبنائه ليكونوا لبنة طيبة في المجتمع فلديه أبناء أطباء ومن هو بمجلس الشورى، ورجال أعمال ناجحين وغير ذلك من المهن التي تخدم الوطن وترتقي به. لم يكن سعد الكريديس إنسانا عاديا، بل كان رجلا صاحب عزيمة قوية وعظيمة في العطاء والحب للجميع، كان محبا لأصحابه دائم السؤال عنهم، محبا لجيرانه يودهم على الدوام. رحم الله أخي الشيخ سعد وغفر له وبارك في أولاده وذريته وجعلهم خير خلف لخير سلف.